بعد 8 سنوات… الجيش السوريّ ينتشر في مدينة «طفس» في ريف درعا
ميليشيا «قسد» تواصل عمليات اختطاف الصحافيّين والمعلمين والكوادر البشريّة... وسورية تتسلّم الدفعة الأولى من مساعدات إنسانيّة هنديّة
تابعت وسائل إعلام محليّة وأجنبيّة دخول وحدات من الجيش السوري والشرطة الروسية، للمرة الأولى منذ نحو 8 سنوات إلى مدينة (طفس) في ريف درعا الغربي جنوبي سورية، كما رصدت عملية نزع أسلحة ما تبقى من مسلحين داخلها، وذلك بعد أيام من التوصل إلى اتفاق يقضي بعودة مؤسسات الدولة إلى المدينة.
مصدر مطلع في درعا أكد أن وحدات من الجيش السوري برفقة الشرطة العسكرية الروسية بدأت صباح الخميس، بالدخول إلى أحياء مدينة طفس والتمركز بشكل مبدئي قرب المشفى الوطني ومجلس المدينة، على أن يتم استكمال الانتشار داخل المدينة وإعادة تفعيل المؤسسات الحكومية بشكل تدريجي.
وأوضح المصدر أنه بناءً على الاجتماعات الأخيرة التي عقدت بحضور وجهاء من محافظة درعا وقيادات من الجيش السوري والقوات الروسية، تعهّد الوجهاء بضمان الاستقرار داخل المدينة وعدم تكرار أي حوادث أمنية، والبدء بتسليم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتبقية لدى الميليشيات التي كانت قد رفضت اتفاقات التسوية في وقت سابق.
وأشار المصدر إلى أن عملية تمشيط واسعة تقوم بها وحدات الهندسة في مزارع مدينة 2(طفس) بحثاً عن أسلحة قد تكون الميليشيات خبأتها هناك، إضافة إلى تفكيك العبوات الناسفة والألغام، فيما من المقرّر أن تتم إعادة تفعيل دائرة السجل المدني في المدينة وعدد من الدوائر الحكومية والوقوف على احتياجات الأهالي وتأمينها من قبل الجهات الحكومية المعنية.
وتتمتع مدينة طفس بموقع استراتيجيّ جنوب سورية، فهي تتموضع على الضفة الشرقية لخط فض الاشتباك بين الجيشين السوري والصهيوني في الجولان، كما أنها تشرف من الغرب بنحو 10 كم، على الطريق الدولي (دمشق/ عمان) المعروف باسم (M5).
إلى ذلك، تواصل ميليشيا «قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركيّ انتهاكاتها الممنهجة ضد المدنيين في مناطق الجزيرة السورية عبر اختطاف الكوادر الإعلاميّة والتعليمية والمجتمعية والحزبية والموظفين في المؤسسات الحكومية في إطار سياسة الترهيب والتسلط في محاولة لفرض سطوتها بين الأهالي الرافضين لوجودها في المنطقة والمنددين بممارساتها التعسفية.
اختطاف المدنيين وسرقة الممتلكات وتهجير الأهالي وكمّ الأفواه ومحاولة تزوير وتغيير تاريخ المنطقة من خلال فرض مناهج تربوية وتعليمية مرفوضة من الأهالي ممارسات تعكس سلوك ميليشيا «قسد» المدعومة أميركياً إذ ما يزال مصير الصحافيين محمد الصغير مراسل الإخبارية السورية وخالد الحسن مراسل قناة المنار في مدينة القامشلي آنذاك مجهولاً بعد ما يزيد على السنة وثمانية أشهر على اختطافهما من قبل ميليشيا «قسد» وهو سلوك عدوانيّ يتقاطع مع ما تفعله التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي في مناطق شمال سورية.
ميليشيا «قسد» لم تكتف خلال الأشهر الماضية بمواجهة مظاهرات الأهالي واحتجاجاتهم الرافضة لممارساتها ولقوات الاحتلال بالرصاص الحي وحصار المدن والبلدات التي خرجت للمطالبة بطردهم بل عمدت إلى زيادة عمليات خطف المدنيين في أرياف الحسكة والرقة ودير الزور حيث طالت خلال أسبوع ثمانية معلمين من مدينة عامودا وبلدة الرميلان في ريف الحسكة لأنهم يدرّسون الطلاب بمناهج وزارة التربية السورية علاوة عن مواصلة اختطافها عدداً من الموظفين في المؤسسات الحكومية الخدمية الذين ما زال مصيرهم مجهولاً.
وتمنع ميليشيا «قسد» تدريس المناهج المعتمدة من وزارة التربية السورية في المناطق التي تستبيحها وتفرض مناهج مغايرة تحضّ على التقسيم وجعل اللغة العربية لغة ثانية فيها ما أثار حالة استياء بين الأهالي الذين خرجوا أكثر من مرة في مظاهرات احتجاجيّة على تلك الممارسات القمعية والسلوك العدواني بحقهم.
مصادر أهلية تؤكد لـ سانا إقدام مجموعات مسلحة من ميليشيا «قسد» خلال الساعات القليلة الماضية على مداهمة منازل المواطنين في بلدة تل أبيض الشرقي في ريف الرقة الشمالي واختطاف مختار البلدة وابنه مع عدد من الشبان تحت تهديد السلاح واقتيادهم إلى جهة مجهولة.
ورصدت المصادر منذ بداية الشهر الحالي زيادة ملحوظة لعمليات الخطف التي طالت الكوادر ومنهم محمد تركي الخير أمين شعبة رأس العين لحزب البعث العربي الاشتراكي ورشيد الكعود عضو في قيادة فرع الحسكة.
استمرار الحراك الشعبي في الحسكة والقامشلي والرقة ودير الزور وتضامن العشائر العربيّة في مختلف المحافظات مع ذلك الحراك يؤكد وحدتهم حول هدف جلي هو الوقوف خلف الجيش العربي السوري لطرد المحتلّ وتنظيماته الإرهابية من الأرض السورية ووضع حد لأذياله من الميليشيات المسلحة وإعادة جميع المناطق إلى حضن الدولة السورية.
على صعيد المساعدات الإنسانيّة، تسلّمت سورية أمس، الدفعة الأولى من شحنة المساعدات الإنسانيّة المتمثلة بـ 2000 طن من الأرز الهندي كهدية من حكومة وشعب جمهورية الهند.
وخلال مراسم تسلم الدفعة الأولى التي تتضمن ألف طن في مرفأ اللاذقية أشار وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف رئيس اللجنة العليا للإغاثة في كلمة له إلى أن هذه المساعدات تمثل تعبيراً صادقاً عما يجمع البلدين من علاقات تعاون وصداقة وخاصة في هذه المرحلة التي يتعرّض فيها بلدنا لحرب إرهابية مترافقة بإجراءات قسرية أحادية الجانب.
وقال نتقدّم باسم الشعب والحكومة السورية للهند شعباً وحكومة وقيادة بالشكر للمواقف الحكيمة والداعمة لسورية في جميع المحافل الدولية وفي مقدمتها القضايا السياسية وهو ما يعبر عن الاحترام والصداقة المتبادلة بين البلدين منذ القدم.
ولفت الوزير مخلوف إلى أن هذه المساعدات من الأرز الهندي ستصل إلى المستهدفين من المتضررين من الإرهاب في جميع المحافظات وهي جزء من حزمة واسعة من مجالات التعاون تعبر فيها الهند عن دعمها لسورية ومنها تدريب الكوادر المتخصصة والمنح الدراسية وآخرها كان أول أمس، بإعادة افتتاح مركز التميّز الهندي السوري لتقانة المعلومات (الجيل الجديد).
وأكد الوزير مخلوف أن سورية والهند تسعيان لاستكشاف فرص التعاون المستقبلي. وقال نتطلع في الحكومة السورية لأن تسهم الشركات الهندية كغيرها من شركات الدول الداعمة والصديقة لسورية في مرحلة إعادة الإعمار.
من جهته أشار السفير الهنديّ بدمشق الدكتور حفظ الرحمن إلى أن العلاقات بين الهند وسورية كانت ولا تزال تاريخية وتعززت بتبادل الزيارات على أعلى المستويات وخاصة خلال السنوات الأخيرة، حيث لا تزال جمهورية الهند على مواقفها الداعمة لسورية بإيجاد حل فيها عبر الحوار يقوم على سيادة سورية وسلامة ووحدة أراضيها.