أخيرة
رسالة عشق إلى الشام في عيد الحبّ
} يكتبها الياس عشي
وصلتُ، أنا العصفور التائه، إلى الشام…
وصلتها وأزهارُها تُحتضرْ
وعصافيرها توقفت عن الغناءْ
ونسورها تهيّئ حقائب السفرْ
وقاسيونها مرفوع الرأس حزينْ
وصلتها حاملاً في جعبتي ردَّ أثناسيوس
عندما قالوا له:
–العالم كلُّه ضدّك يا أثناسيوس…
فأجاب:
ـ وأنا ضدّ العالمْ.
قالها… وظلّ حيّاً إلى الأبد.
أبشري يا مبتكرةَ الياسَمينْ:
إنّ الذين وقف العالم ضدّهم كانوا إمّا أنبياءً
وإمّا رسلاً
وإمّا مصلحين
وإمّا شعوباً ترفض أن تكون من الخراف…
وانتصروا
لأنهم وقفوا ضدّ عالم لم يتوقف يوماً
عن ذبح المبدعين التوّاقين
لعالم أفضل…
فمن سقراط إلى ابن المقفع إلى الحلّاج إلى يوسف العظمة إلى سعاده
حكاية واحدة:
دمهُم على أولادنا!
يموت القاتل
ويتقمّص هؤلاء المبدعون الشهداء
في أحرار العالم.