موسكو: واشنطن رفضت دعوتنا للمشاركة في محادثات استانة حول سورية
شارك في أعمال اللقاء أيضاً ممثلون عن الدول التي تتمتّع بصفة المراقب وهي العراق ولبنان والأردن وكذلك الأمم المتحدة
كشف ألكسندر لافرنتيف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية، أن واشنطن رفضت دعوةً روسيةً للمشاركة في مباحثات أستانة.
وأكد لافرنتيف العزم على تحفيز العملية السياسية السلمية في سورية، مشدداً على أنه «لا يمكن إيجاد حلول وسطى مع الإرهابيين سواء داعش أو هيئة تحرير الشام».
كما أشار إلى أن عمل اللجنة الدستورية السورية في جنيف هو الوحيد الذي بإمكانه إيجاد حل سياسيّ للأزمة في هذا البلد.
لافرنتييف الذي تحدّث على هامش مباحثات أستانة التي عقدت أمس جولتها الـ 15، قال إن وفود الأمم المتحدة، وروسيا وتركيا وإيران، والمعارضة السورية، ووفد الحكومة السورية، وصلت إلى سوتشي الروسية للمشاركة في الفعالية، مشيراً إلى أن الدول الضامنة لـ «صيغة أستانة»، تعتزم خلال اللقاء، منح دفعة قوية لعملية التسوية السورية.
وأكّد المبعوث الروسي، أن الوفود ستناقش خلال اللقاء، موضوع عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وكذلك الوضع الاقتصادي في سورية. كما يتضمن جدول الأعمال مسائل دعم العملية السياسية في سورية، وستشهد المباحثات في يومها الأول، اجتماعات ثنائية مغلقة للوفود وأيضاً اجتماعات ثلاثية لوفود الدول الضامنة.
وستمتد الاجتماعات في سوتشي على يومي 16 – 17 شباط/فبراير، وتشهد مشاركة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، وأيضاً حضوراً عربياً متمثلاً بكل من لبنان والأردن والعراق بصفة مراقبين.
وقال لافرينتييف، إن روسيا تسجل وجود عملية تنشيط محددة، للخلايا النائمة لتنظيم «داعش» الإرهابي، في سورية.
وأشار إلى تصاعد الاشتباكات في شمال غرب سورية، وتزايد نشاط الجماعات الراديكالية المتمركزة هناك.
وشدد لافرينتيف صباح أمس، خلال افتتاح أعمال اللقاء الدولي الخامس عشر ضمن صيغة أستانا حول سورية في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود على أن روسيا تستبعد بشكل تام، أي اتفاق مع الجماعات الإرهابية الناشطة في سورية، وهي تركز على تصفية هذه الجماعات بشكل كامل. وأكد على ضرورة بذل كل الجهود لمنع موجة جديدة تؤجج النزاع المسلح، لأنها ستكون كارثية ليس فقط على سورية، بل وستجلب عواقب سلبية كبيرة على المنطقة بأسرها.
وأشار إلى أن مكافحة الإرهاب، ستكون من بين المسائل الأولوية، التي سيتم التطرق لها خلال لقاء «أستانا» في مدينة سوتشي.
وكان السفير العراقي لدى روسيا، عبدالرحمن الحسيني، أكد الاثنين، مشاركة العراق بصفة مراقب بمحادثات صيغة «أستانا» الخاصة في الأزمة السورية التي انطلقت أمس في مدينة سوتشي الروسية.
وقال الحسيني: «بالنسبة لاجتماعات أستانا فسيمثل العراق فيها سفير جمهورية العراق لدى روسيا الاتحادية د. عبدالرحمن الحسيني».
وانطلقت في مدينة سوتشي الروسية أمس الثلاثاء، أعمال الجولة الـ 15 من مباحثات «مسار أستانا»، بمشاركة الدول الضامنة روسيا، وإيران، وتركيا، لمناقشة تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية في سورية.
وتجري المحادثات أيضاً بحضور أممي وعربي من قبل لبنان، والأردن، والعراق مراقبين، ومن المتوقع مشاركة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون.
في سياق متصل، أكد كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني علي أصغر حاجي أن المسار السياسي السوري لم يفشل، مشدداً على أن بلاده تسعى لأن تتمكن اللجنة الدستورية السورية من إنهاء عملها بنجاح.
وقال أصغر حاجي، إن «المسار السياسي في سورية لم يفشل»، موضحاً «نحن حتى الآن عقدنا 5 اجتماعات للجنة الدستورية، والأطراف تبادلت وجهات النظر، وشكلنا اللجنة الدستورية، وكنا نتوقع أن يكون الطريق صعباً، لأن هذه الأطراف بينها 10 سنوات من الحرب وفقدان الثقة».
وأضاف أصغر حاجي «بناء الثقة أمر صعب، ولكن نحن بدأنا في هذا المسار، والأمور تطورت وتقدمت، ونسعى إلى أن تتمكن اللجنة الدستورية من إنهاء عملها بكل توفيق، وأن لا يتوقف هذا العمل، ونحن نراها تتقدم ولا نرى أن هذه الاجتماعات تفشل».
وبدأت صباح أمس في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود أعمال اللقاء الدولي الخامس عشر ضمن صيغة أستانا حول سورية بمشاركة وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين.
وتشارك في أعمال اللقاء وفود البلدان الضامنة لعملية أستانا وهي الوفد الروسي برئاسة المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرينتييف ووفد جمهورية إيران الإسلامية برئاسة كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي ووفد النظام التركي.
ويشارك في أعمال اللقاء أيضاً ممثلون عن الدول التي تتمتع بصفة مراقب في عملية أستانا وهي العراق ولبنان والأردن وكذلك الأمم المتحدة التي يترأس وفدها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون وأيضاً ممثل عن وزارة خارجية جمهورية كازاخستان التي قدمت الساحة المضيفة لعملية أستانا وممثلون عما يسمّى بـ «المعارضة السورية المسلحة».
وكان اللقاء السابق الرابع عشر للمحادثات ضمن صيغة أستانا انعقد في مدينة نور سلطان عاصمة كازاخستان في كانون الأول عام 2019 وكان من المقرر عقد اللقاء الخامس عشر في نور سلطان في آذار عام 2020 ولكن تم إرجاؤه مرات عدة بسبب انتشار جائحة كورونا.
وفي ما يتعلق بجدول أعمال اللقاء تشير مصادر صحافية روسية إلى أن المشاركين فيه سيبحثون جملة من المسائل الملحّة ومن بينها الوضع المتوتر في منطقة خفض التصعيد في إدلب حيث تتواصل جرائم تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.
وكان نائب رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية نائب الأميرال فيتشسلاف سيتنيك أعلن الأحد الماضي أن الإرهابيين يخططون للقيام باستفزازات في منطقة خفض التصعيد في إدلب التي وصل إليها إرهابيو ما يسمى بـ «منظمة الخوذ البيضاء» ذراع أجهزة المخابرات البريطانية والأميركية مع تجهيزات لتصوير أفلام فيديو مفبركة لاتهام الجيش العربي السوري.
وسبق لنائب وزير الخارجية الروسي أوليغ سيرومولوتوف أن أعلن أنه يحتشد في منطقة خفض التصعيد في إدلب قرابة 17000 من إرهابيي «جبهة النصرة» وغيره من الجماعات المسلحة غير الشرعية التي لم ينفذ النظام التركي تعهداته بفصلها عن الإرهابيين بموجب الاتفاق مع روسيا.
ويبحث المشاركون في لقاء سوتشي الحالي أيضاً الوضع الإنساني في سورية وخاصة في ظروف انتشار وباء كورونا ومسائل إعادة الإعمار ما بعد الأزمة ومقررات المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين الذي انعقد في دمشق في شهر تشرين الثاني الماضي تُضاف إلى ذلك أعمال الاحتلال الأميركي والميليشيا الانفصالية التابعة له في منطقة الجزيرة وأعمال الاحتلال التركي وأعوانه في شمال سورية.