إبراهيم وزنه
منذ سنوات عدّة، وبداعي المرض، ابتعد الزميل علي حميدي صقر (مواليد 1946) عن الميدان الأحب إلى قلبه، الإعلام الرياضي، فمنذ تراجعت صحته وعافيته راحت «رياضتنا» تسير إلى الخلف أيضاً… إلى أن حان موعد الفراق، ترجّل «الصقر» من عليائه بعدما أمضى جلّ سنواته قابضاً على أرشيف حياتنا الرياضية ونبض ملاعبنا، بالأمس توقّف قلبك «أبو زكّور» بعد طول عطاء وسخاء لتنطلق مطوّلات الرثاء. وللتاريخ، كان «الصقر» يوزّع مجلاته وصحفه وأوراقه ومخطوطاته بين بيته ومستودعه بشكل منمّق وآمن (أكثر من 8 أطنان من الورق) تحكي تاريخ الرياضة اللبنانية منذ العام 1900. ولتحقيق ما كان يصبو إليه، اشترى الكثير من المطبوعات القديمة، والصفحات الرياضية من صوت العروبة والأنوار والمحرّر والنهار والسفير وإصدارات «الشعلة الرياضيّة» بين 1965 و1975، وعمل مسؤولاً للصفحات الرياضية في جريدة المستقبل لسنوات عدة، كما أصدر كتباً تتناول حقبات متفرقة من تاريخ لبنان الكروي بالاضافة إلى دواوين شعرية.
وفاءً للرجل الذي أعطى الكثير، وكان مقصداً لكل طالب صورة أو معلومة، ارتأيت في خبر وداعه أن أنشر حكايته مع الإعلام الرياضي، كما كتبها بنفسه في شباط من العام 2012 لمجلة المنتخب التي كنت أشرف على تحريرها وإصدارها.
«حكايتي مع الإعلام الرياضي» بقلم علي حميدي صقر
«قصتي مع الإعلام الرياضي بدأت في الستينيات، فعندما أحرزت بطولة لبنان في المصارعة في العام 1965 سافرت إلى القاهرة ودخلت مدرسة السعيدية، وفي مصرعشقت كرة القدم من خلال متابعتي لفريقي الأهلي والزمالك، وبعدما عدت إلى لبنان في العام 1967 التحقت بكلية الآداب في جامعة بيروت العربية، وكنت أصلاً من عشاق فريق النجمة نظراً لتأثري بأستاذي في مدرسة المقاصد كابتن النجمة يوسف يموت، وفي ضوء صعود جاري فريق الأنصارإلى الدرجة الأولى أواخر العام 1967 آثرت أن أهنئه بالصعود، تنفيذاً للمثل القائل «الجار قبل الدار»، وفي نادي الأنصار التقيت الزميل الأنصاري محمد الجندي الذي رحّب بي وأصرّ أن أكون رفيقاً له في ميدان الإعلام الرياضي عبر جريدة «صوت العروبة» التي كان يرأس قسمها الرياضي، وهكذا كان… ثمّ عملت في صحيفة «صوت العروبة» حتى العام 1971، بعدها في «الأنوار» (1971 – 1973)، ثم في «المحرر» (1973)، وبعدها في «النهار» (1973 – 1999)، وأخيراً في «المستقبل» (1999 – 2012). وفي العام 1979 ساهمت مع الزملاء رهيف علامة ومحمد الجندي ومحمد زهير في تأسيس مجلة «الوطن الرياضي»، ثم أسست في العام 1982 مجلة «ماتش» الصادرة عن دار النهار، ومجلة «الفريق الرياضي» في العام 1985، ومجلة «الرياضي الجديد» القبرصية في العام 1989.
وفي العام 1991، أصدرت الجزء الأول من «موسوعة كرة القدم اللبنانية»، ثم «موسوعة الألعاب الرياضية والشعبية والدورات الرياضية العربية في نصف قرن» في العام 1998. وبين عامي 1997 و1999 ساهمت في تأسيس مجلة «دبل كيك» لصاحبيها بيار سحاقيان وعامر الضاهر ورأست تحريرها.
ويوم استضاف لبنان الدورة الرياضية العربية الثامنة في العام 1997 ألّفت «موسوعة الدورات الرياضية العربية» ووثقتها بتكليف من وزارة التربية، فكانت في 9 أجزاء، وهي لا تزال في عهدة وزارة الشباب والرياضة وتتضمن سجلات الدورات ونتائجها وميدالياتها وأبطالها منذ انطلاقها في العام 1953. وكل ذلك من ثمار تأسيسي، منذ نحو 40 عاماً، لمؤسسة «الصقر للتوثيق والإعلام» التي وثّقت بطولات الدوري والكأس والدورات الرياضية المحلية والدولية منذ ثلاثينيات القرن الماضي في كل من لبنان وسورية ومصر.
ختاماً، أشكر كل من ساهم في تكريمي اعلامياً وفي مقدمهم وزير الشباب والرياضة سيبوه هوفنانيان في العام 2003، والاتحاد العربي للصحافة الرياضية والشيخ صالح كامل في العام 2005، والاتحاد العربي للصحافة الرياضية في العام 2011، واللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية في العام 2011».