وفيات كورونا تحلّق من جديد وحملة التلقيح مستمرّة وحسن يبحث مع السفير الروسي استقدام «سبوتنيك»
تواصل المستشفيات الحكومية مشاركتها في إطلاق عمليات التلقيح ضد وباء كورونا تدريجاً. وانطلقت عملية التلقيح في «مستشفى قلب يسوع» في المركز المخصص داخل المستشفى لتلقيح الطاقم الطبي والتمريضي يإشراف الفريق المتخصّص من وزارة الصحة برئاسة مستشار وزير الصحة لشؤون الاستشفاء ذو الفقار المولى. وستتم عملية التلقيح وفق معايير وزارة الصحّة العامّة بعد إنجاز التحضيرات التقنية واللوجستية كافة، وجهوزية فريق العمل الطبي والتمريضي.
و توازياً، انطلقت عملية التلقيح في «مستشفى ضهر الباشق الحكومي» في المتن وفق الآلية المعتمدة من قبل وزارة الصحة عبر المنصة وبعد استكمال الاستعدادات اللوجستية والتقنية وجهوزية الفريق الطبي، بإشراف المدير العام لوزارة الصحة العامة بالوكالة فادي سنان.
وأشار سنان إلى أن «6 آلاف شخص حصلوا على اللقاح منذ بدء عملية التلقيح من دون تسجيل أي أعراض جانبية تذكر»، داعياً «المواطنين للإسراع في التسجيل على منصة وزارة الصحة للتخفيف من وطأة كورونا»، لافتاً إلى أن «منطقة المتن هي الأكثر تسجيلاً للحصول على اللقاح بنسبة 17 في المئة».
وأكّد مدير «مستشفى عبدالله الراسي الحكومي» في حلبا محمد خضرين، أن عملية التلقيح ضد وباء كورونا المستجد، ستبدأ صباح اليوم، وفق الآلية الموضوعة من قبل المنصة المعتمدة على مستوى كل لبنان.
من جهته، أعلن مدير «مستشفى رفيق الحريري الجامعي» فراس أبيض عبر «تويتر»، أن مركز اللقاح في المستشفى سيقوم بخدمة الأشخاص المستوفين للشروط الذين قاموا بالتسجيل على منصة وزارة الصحة العامة ولديهم مواعيد إمّا من خلال المنصة أو من خلال مركز الاتصال الخاص بالمستشفى (01832070).
وقال «نعتذر لعدم قدرتنا على خدمة الأشخاص الذين يحضرون إلى المركز من دون موعد».
إلى ذلك استقبل وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حمد حسن السفير الروسي في لبنان ألكسندر روداكوف وتركز البحث على سبل استقدام اللقاح الروسي SPUTNIK V إلى لبنان، في ضوء قرار صندوق الاستثمار الروسي، إتمام التعاون في هذا المجال عبر وزارة الصحة العامة مباشرةً مع تشجيع إشراك المبادرات الخاصة والقطاعية من نقابات ومؤسسات وشركات.
وتُقدّر وزارة الصحة العامة الحاجة إلى مليوني جرعة إضافية، بعد الاتفاقات السابقة التي تم عقدها وتأمّن بموجبها أكثر من ستة ملايين جرعة كالتالي: مليونان ومئة ألف من فايزر، مليونان وسبعمائة وخمسون ألفاً من كوفاكس، مليون ونصف مليون من أسترازينيكا (قيد الإنجاز).
وأوضح الوزير حسن أنه بالنسبة إلى لقاح SPUTNIK V «تم التداول في ثلاثة طروحات:
أولاً: في ظل منح وزارة الصحة العامة اللقاح الروسي الفعّال والمميّز إذْن الاستعمال الطارئ، كان هناك خيارات عدّة. فخلال الأسابيع المنصرمة، حاولنا استيراد اللقاح عبر الشركات الخاصة ولكن الأمر لم ينجح لسببين: لأن هناك قراراً من صندوق الاستثمار الروسي للتعاون فقط عبر وزارة الصحة العامة، ولأن ظروف نقل اللقاح تتطلب ضمان حرارة دون ثماني عشرة درجة (-18) ما يحتّم الحاجة إلى مراقبة وزارة الصحة العامة لطريقة الاستيراد والتوزيع وتلقيح الفئات المستهدفة.
ثانياً: تم البحث في كيفية عقد الاتفاق حيث تبرز إمكانتان: اتفاق مباشر بين وزارة الصحة العامة وصندوق الاستثمار الروسي لتتمكن الوزارة من شراء اللقاح مباشرةً من الصندوق أي المعمل المصنّع للقاح، أو عقد اتفاقيات ثلاثية بين الوزارة والصندوق وأصحاب المبادرات سواء كانت قطاعية أم نقابية أم اجتماعية وبلدية. ويُمكن لأصحاب هذه المبادرات أن تغذّي حساب وزارة الصحة العامة في مصرف لبنان المركزي الذي يقوم بتحويل المبالغ إلى الصندوق، فيما يبقى الدور المراقب لوزارة الصحة العامة لإتمام الاستيراد والتلقيح.
ثالثاً: يُمكن أن يكون للقطاع الخاص دور في مرحلة لاحقة من خلال وكيل شركة SPUTNIK V في الإمارات ولكنه غير متاح في المرحلة الحالية بقرار من اللجنة العلمية الفنية في وزارة الصحة العامة».
وأوضح السفير الروسي أن الجانب الروسي «يساعد في توزيع اللقاح على مختلف الدول بحسب القوانين المحلية. وقد حصل اللقاح الروسي على إذن الإستخدام في لبنان وقد فتحنا الطرق لاستيراد لبنان للّقاح. ونحن نؤيد اقتراحات وزارة الصحة العامة لأننا نعتقد أنها مسؤولة بشكل كامل عن توزيع اللقاح على الشعب اللبناني.
وعن المدة لإنجاز المطلوب قبل استيراد لبنان للقاح، أجاب حسن «إننا نعمل بالسرعة الممكنة. وسنعمل في غضون أسبوع أو أسبوعين لإبرام الإتفاقية ليتسنى حينها استقدام اللقاح وذلك بعد تقدير كمية اللقاحات التي سيتم الاتفاق عليها وتواريخ الحصول عليها».
وأشار إلى «أن وزارة الصحة العامة تقدّر الحاجة إلى مليوني جرعة إضافية، حيث سيتم العمل على أن تشتري الوزارة مليون لقاح، وفتح المجال للمبادرات التي تصدر من أكثر من طرف سياسي أو اجتماعي أو نقابي لتغذية الصندوق وشراء الكميات الباقية، بحيث تُضاف هذه الجرعات إلى ستة ملايين جرعة تم حجزها من فايزر وكوفاكس وأسترازينيكا علماً بأن الاتفاق مع أسترازينيكا هو قيد الإنجاز».
من جهتها، رأست وزيرة العمل لميا يمين اجتماعاً خُصّص للبحث في آلية حصول العمال والعاملات الأجانب الموجودين على الأراضي اللبنانية على لقاح «كورونا» في إطار العمل لتحقيق المناعة المجتمعية.
وحضر الاجتماع رئيس اللجنة الوطنية لإدارة ملف اللقاحات في لبنان عبد الرحمن البزري وممثلون عن الوزارة والمنظمة الدولية للهجرة IOM، ومؤسسة عامل، ومؤسسة «كاريتاس».
بعد الاجتماع أوضح البزري، أن «خطة العمل ستتركز على مراحل عدّة أولاً: تحديد حجم هذا الموضوع، أي مقدار عدد العمالة الأجنبية التي لدى وزارة العمل مشكورة معلومات كافية ووافية عنها، بالإضافة إلى التواصل مع سفارات هذه الدول ومنظمة العمل الدولية. ثانياً: تجزئة آلية المقاربة لهذا الموضوع بحيث تشمل الفئات الأكثر عرضة للأوبئة، إسوةً بالخطة الوطنية المعدة للمجتمع اللبناني. ثالثاً: دعوة العديد من المؤسسات والهيئات التي تعمل لديها العمالة الأجنبية للمساهمة في هذا الموضوع، لأن لبنان كدولة حرّة ومستقلة، مسؤول عن كل الموجودين على أراضيه وهذا جزء لا يتجزأ من السيادة».
الى ذلك أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 2479 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي للإصابات إلى 346063. كما سُجلت 60 حالة وفاة ما رفع العدد التراكمي للوفيات منذ بدء انتشار الوباء في شباط الفائت إلى 4152.
كما أفادت الوزارة بأنه «باستكمال فحوص PCR لرحلات وصلت إلى بيروت وأُجريت في المطار بتاريخ 14 و15 شباط، أظهرت النتائج وجود خمس عشرة حالة إيجابية».
إلى ذلك، أعلنت «الرابطة المارونية» في بيان، أنه «نتيجة تحرك أعضاء الرابطة ولجانها والاتصالات التي قامت بها مع المنتشرين في الولايات المتحدة الأميركية والمقيمين في لبنان، تلقت الرابطة المارونية عدداً من أجهزة الأوكسيجين من نوع oxygen concentrators, وتمّ شراء عدد آخر، وبلغ مجموع الأجهزة 120 جهازاً سيتم توزيعها لاستعمالها على سبيل الإعارة على البلديات والجهات المحتاجة في جميع المناطق اللبنانية وسيتم الاتصال من قبل الرابطة بالمعنيين للتنسيق».