عضو المكتب السياسي في «أنصار الله» القاضي عبد الوهاب المحبشي لـ «البناء»: مستعدّون للتنسيق مع حزب الإصلاح في الجنوب وقوى أخرى لتحريره من الاحتلال
باريس – نضال حمادة
تشتعل جبهات مأرب على أشدّها وسط تقدّم مستمر للجيش واللجان الشعبية في اليمن في وقت بدأت فيه أصوات الصراخ تصعد عالياً من دول العدوان ومن جنرالات الحرب السعوديين الذين قالوا قبل ست سنوات انهم يلزمهم أربعة أسابيع للوصول الى صنعاء وها هم يهربون من مأرب تاركين جماعة الإصلاح وبعض مرتزقة الجنوب لمصيرهم.
“البناء” وفي متابعة للحرب اليمنية كان لها لقاء مع عضو المكتب السياسي لأنصار الله القاضي عبد الوهاب المحبشي، وقد جرى الحوار عبر الهاتف…
حصل قبل أسبوع في باريس لقاء بين ممثلين عن الحراك الجنوبي و”إسرائيليّين” في منزل ابن حاخام عدن سابقاً، وقدّم فيه مندوب الانتقالي الجنوبي عرضاً تمثل بدعم “إسرائيل” لإعلانهم دولة مستقلة في عدن مقابل التطبيع مع “إسرائيل” هل لديكم علم بهذا الاجتماع؟
ـ ليس لدينا علم عن هذا اللقاء تحديداً لكن لدينا فكرة عن تواصلات سابقة بين عملاء الإمارات في ما يُسمّى بالانتقالي وبين كيان العدو، وكانت لافتة مشاركة جنود صهاينة وسقوط قتلى منهم في ضربة شعب الجن في باب المندب عام 2016 .
وكذلك تصريحات العميل بن بريك والعميل عيدروس الزبيدي مؤخراً، وفي غير مناسبة، لقناة rt وهذا مؤشر على شغل كثيف بين هؤلاء وبين كيان العدو، وبتدبير سعودي إماراتي أميركي.
أضاف المحبشي: بالنسبة لعرض العملاء على كيان العدو أن يدعم قيام دولة في الجنوب عاصمتها عدن مقابل أن ينخرطوا في التطبيع مباشرة، فهذه الصفقة الخاسرة متوقعة وغير مستغربة ولا مستبعدة من هؤلاء الخونة، ولكنها مع ذلك لن تحظى بأيّ شعبية في الشارع اليمني في المحافظات الجنوبية، وموقفنا الثابت أنّ المحافظات الجنوبية محتلة وقبل انسحاب القوات الأجنبية وحلّ جميع التشكيلات المرتبطة بالأجنبي والجماعات التكفيرية الإرهابية، فإنّ أيّ محاولات لفرض وقائع على الأرض تعتبر عديمة القيمة وليس لها أيّ شرعية.
{ يجري الحديث عن اتصالات بينكم وبين الإصلاح ما حقيقة هذا الأمر؟
ـ نحن نعتقد أنّ الإصلاح ليس كما يتمّ تصويره أنه نسخة الإخوان اليمنية، ليس الإصلاح كذلك أبداً، الإصلاح تجمع مخابراتي مرتبط بالسعودية يحمل صبغة إخوانية ومضمون تكفيري سلفي وانتهازية سادية تسلطية، وهو كيان مركب من خلطة غير متجانسة بين القبلي والعسكري والوهابي، ولذلك لم يكن مفاجئاً لنا وانْ كان مفاجئاً لغيرنا أن تقاطع السعودية والإمارات جماعة الإخوان بينما تستثني حزب الإصلاح لأنه كائن هجين، وبناء على ما ذكر فهو ليس مبدئياً على الإطلاق لا في مواجهة الإنفصال ولا في مواجهة “إسرائيل” ولا يمكن الثقة بتركيبته كما هي في أيّ موقف وطني مستقبلي.
طبعاً الموضوع مختلف مع قواعده المعتدلة فهي ستجد مكانها كأفراد مستقلين لا كتنظيم على كلّ المستويات الوطنية وبما تحمله من توجه بالنسبة للرهان على الإصلاح في موضوع الجنوب لدينا أعتقد أنّ ذلك غير وارد حالياً.
{ بعد ان تدخلوا مأرب ما هي خطتكم لمنع انفصال الجنوب اليمني؟
ـ بالنسبة للجنوب هناك قوى وطنية شريفة ومحترمة بما فيها إصلاح الجنوب، فما ذكرته آنفاً لا ينطبق على الإصلاح في الجنوب، بل نقصد به حزب الإصلاح القيادات التي تنحدر من المحافظات الشمالية أما الجنوبيون من المنتمين لحزب الإصلاح فهم أكثر نضجاً ووطنية ووعياً سياسياً، ويمكن أن يلتقي تيارهم مع تيارات أخرى جنوبية ليتمّ التنسيق معها من قبل الدولة في صنعاء للعمل لتحرير الجنوب من الاحتلال وترتيب صيغة للتعاون والخطوط العريضة لبناء الدولة الواحدة بغير انتقاص من الحقوق لا شمالاً ولا جنوباً بمعنى شراكة حقيقية.
{ ما هي طبيعة القوى التي تقاتلكم في مأرب؟
ـ من يقاتلنا في مأرب هم مؤدلجون من حزب الإصلاح انخرطوا في داعش أو القاعدة باعتبار الأفكار متقاربة لحدّ التطابق، وكذلك مجاميع مستقدمة من محافظات تحت سيطرة التحالف بدوافع الحصول على المال السعودي والإماراتي في مقابل الضغط المادي الذي يعيشه الناس تحت الاحتلال ما لم يقاتلوا مع التحالف! فضلاً عن مرتزقة مستقدمين من عدة دول تديرهم غرفة عمليات بريطانية أميركية سعودية إماراتية تسمّى الرباعية.
{ كيف تنظرون الى الانتقالي الجنوبي؟
ـ أما في الجنوب فالجماعات التكفيرية السلفية المنضوية في إطار ما يسمّى الانتقالي لا تخفي نفسها ولا خطابها العدمي الاستئصالي المناطقي ولا توجد معارك محتدمة حالياً وإنْ كانت حالة الحرب قائمة، وهي تحمل أيديولوجية التكفير والاستئصال وعدم القبول بالآخر، ومنهجية والإمارات يروقها ذلك…