أنيس النقاش.. واللواء العزيز.. نحن بانتظاركما..
تتردّد أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي عن توعك فارسين من فرسان هذه المرحلة القاسية وهما اللواء الدكتور بهجت سليمان والمفكر الكبير السيد أنيس النقاش..
هذه من الأخبار السيئة.. بل البالغة السوء لأن ترنح الفرسان في المعارك وغيابهم يجعل الانتصار بلا طعم.. كمن يسكب في الأنخاب نبيذاً ولا يشرب.. وكمن يمسك برقاً أسود في ليلة سوداء.. يسمع الصوت ولا يرى البريق في عينيه كالأعمى..
أحس انني لست أنا فقط مَن يصلي لأجلهما.. بل الرصاص الذي يبدو عليه الحزن ويستحلفنا أن نعيدهما سالمين اليه.. لأن الرصاصة يعود نسبها للكلمة.. فأمّها الكلمة.. وجذرها الكلمة.. وفرعها الكلمة.. والدم الذي في عروقها حبر من سلالات الكلام..
الرصاصة تثقفها الكلمة.. وتتلقى تعليمها العالي في القواميس اللغوية.. وانيس النقاش واللواء بهجت سليمان من الأساتذة الكبار في أكاديميات الرصاص.. فليس للرصاص أصدقاء ومعلمون الا من علمه كيف لا يخون البارود ولا يخون البنادق..
وليس لحقول الرصاص مَن يزرعها الا المقاومون.. الذين يزرعون الرصاص في الأرض بدل القمح ويسقونه بالعنفوان.. ويزرعون البنادق مثل الدوالي لنقطف عناقيد من الرصاص.. يقطفها لنا الكرّامون الأشداء الأوفياء.. مفكرو المقاومة..
أتمنى أن أسمع في الأيام المقبلة خبر تعافيهما.. وأن أزف هذا الخبر للبنادق والرصاص.. فمدارس الرصاص وأكاديميات البنادق لا تتحمل ان يغيب عنها الأساتذة.. طويلاً.
نارام سرجون