مدرجات المدينة الرياضيّة أصبحت مشاتل!
} إبراهيم وزنه
الإهمال المتزايد في صرح المدينة الرياضية يزيد في إلحاق الأضرار في المنشأة الكروية الأكبر في لبنان، موازنة صيانتها تكبر أرقامها من عام إلى عام، الملعب الذي سبق واستضاف العديد من الاستحقاقات والمناسبات الدولية والقارية أصبح في حالة يُرثى لها، والمدرجات تحوّلت إلى مشاتل زراعية، الكراسي الزرقاء تغنّي مع فيروز للغائبين «وينن»، والاستهتار الرسمي ينعكس مزيداً من الأعطال على مرافق الصرح الرياضي كافة ويمعن في إبعاد الكرة عن ملاعبها، ومع ذلك تبقى الآذان صمّاء عن سماع صرخات العائلة الكروية، كما أن تمنّيات ومقترحات اتحاد الكرة سجّلت في المحاضر ومن ثمّ غابت الردود ورفعت السدود!
نعم، وللأسف تحوّلت المدينة الرياضية إلى مخازن وإهراءات ومشاتل ومأوى للكلاب الشاردة ومراكز عسكرية، وأيضاً إلى مواقف للسيارات والشاحنات… لم تعد «المدينة» إلى سابق عهدها منذ سنوات، فدورها الأساس أصبح مهمّشاً، لم تعد للرياضة مكاناً ولا للاعبين ملاذاً، علماً أنه وفي أيّام الرخاء وقبل جائحة «كورونا» والاحتجاجات المطلبية كانت تحتضن النشاطات بخجل واستحياء! فالقيّمون على إدارتها طالما كانوا يرفعون الصوت من حين إلى آخر، ومنذ سنوات قال رئيس مجلس ادارتها رياض الشيخة، بأعلى صوته «لقد أصبحت كلفة صيانتها أكبر من تكلفة إنشائها»، ولا تزال الصرخات تائهة في غابة النسيان فيرددها الصدى، ولا من يسمع أو يعتبر أو يهبّ لنجدتها ولا من يكترثون! إلى متى هذا التراخي والاستعلاء في التعامل مع واقعنا الرياضي عموماً والكروي خصوصاً، أين وزارة الشباب والرياضة من تلك المعضلة؟ ومن صاحب القرار في المسارعة إلى رفع الغبن عن المجتمع الكروي عبر إزالة العوائق التي تحول دون صيانة المرفق الحيوي الأهم لكرة القدم اللبنانية؟ الصورة المرفقة برسم المسؤولين الحقيقيين، وسنبقى بانتظار قرار الرأفة بأجيالنا الكروية … فهل من مبادر؟