دمشق: المقداد يبحث مع بيدرسون الوضع الاقتصاديّ في سورية والمسار السياسيّ
افتتاح ممر سراقب بريف إدلب لاستقبال الأهالي الراغبين بالعودة إلى مناطقهم المحرّرة من الإرهاب
بحث الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين خلال استقباله غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية والوفد المرافق له عدداً من القضايا ذات الصلة بالوضع في سورية.
وتطرّق الحديث إلى المسار السياسي والوضع الاقتصادي وكانت وجهات النظر متفقة بأن الإجراءات القسريّة الاقتصادية أحادية الجانب تزيد هذا الوضع صعوبة وخاصة في ظل انتشار وباء كورونا.
من جانبه أشار الوزير المقداد إلى أن الاحتلالين الأميركي والتركي للأراضي السوريّة وممارسات الاحتلال التركيّ في شمال شرق سورية ودعمه للإرهابيين في سورية ينتهك السيادة السورية ويخالف القانون الدولي وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية، لافتاً إلى الآثار الإنسانيّة للإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري رغم انتشار جائحة كورونا، وكذلك ممارسات ميليشيا «قسد» الإجرامية والقمعية بحق أبناء الشعب السوري في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور.
وطالب الوزير المقداد الأمم المتحدة بأن ترفع الصوت بموجب الميثاق والقرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن في وجه كل هذه الممارسات وأن تتخذ موقفاً واضحاً منها يتوافق والمبادئ والأهداف التي قام عليها القانون الدولي الإنساني.
وأكد الجانبان أهميّة ضمان عدم التدخل الخارجي في شؤون لجنة مناقشة الدستور وضمان أن تتم كل هذه العمليّة بقيادة وملكية سورية وألا يتم وضع أي جداول زمنية لعملها مفروضة من الخارج.
وفي هذا الصدد شدّد الوزير المقداد على أهمية أن يحافظ المبعوث الخاص على دوره كميسّر محايد وعلى أن اللجنة منذ أن تشكلت وانطلقت أعمالها باتت سيدة نفسها وهي التي تقرّر التوصيات التي يمكن أن تخرج بها وكيفية سير أعمالها مع تأكيد أن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده.
حضر اللقاء كل من الدكتور بشار الجعفري نائب وزير الخارجية والمغتربين والدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين والدكتور عبد الله حلاق مدير إدارة المكتب الخاص وإيهاب حامد من مكتب وزير الخارجية والمغتربين.
وكان المبعوث الأمميّ الخاص إلى سورية غير بيدرسون قد وصل إلى دمشق الأحد، للبحث في مستقبل محادثات لجنة مناقشة الدستور في جنيف، وإمكانية تحديد جولة محادثات سادسة الشهر المقبل.
يذكر أنّ بيدرسون بحث مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تطورات الوضع في سورية. وتم خلال اللقاء التأكيد على «عدم وجود بديل عن الحل السياسي للأزمة في سورية في إطار عملية يقودها وينفذها السوريون أنفسهم، على أساس احترام سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
يُشار إلى أن مجلس الأمن الدولي فشل مطلع الشهر الحالي في الاتّفاق على بيان مشترك بشأن سورية، وذلك في ختام نهار من المفاوضات تميّز بدعوة المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون الأسرة الدولية إلى تخطّي انقساماتها لإحياء العملية السياسية المتوقفة فيه، بحسب مصادر دبلوماسية.
وكان موفد الأمم المتّحدة الخاص إلى سورية حضّ أعضاء مجلس الأمن الدولي على توحيد موقفهم لكسر الجمود المسيطر على الملف السوري، وذلك خلال جلسة مغلقة أقرّ فيها بـ»فشل المسار السياسي»، وفق ما أفاد دبلوماسيون.
واعتبر بيدرسون أن هناك «ضرورة لاعتماد دبلوماسيّة دولية بنّاءة بشأن سورية. من دون ذلك، تبقى احتمالات تحقيق تقدم فعليّ على المسار الدستوري بسيطة».
وعادة ما تكون جلسة مجلس الأمن الشهريّة لبحث الملف السوريّ مفتوحة، لكن بعد فشل اجتماع اللجنة الدستورية الأخير في جنيف في 29 كانون الثاني/يناير الماضي، تقرّر جعل جلسة مجلس الأمن مغلقة.
هذا واختتمت مؤخراً الجولة الـ15 من مفاوضات «أستانا»، حيث أكدت الدول الضامنة لمسار التسوية السورية في بيانها الختامي، عزمها محاربة الإرهاب بجميع أشكاله وإعاقة المخططات الانفصاليّة الهادفة إلى تقويض سيادة سورية وسلامتها الإقليميّة وتهديد الأمن القومي لدول الجوار وإدانتها تصاعد العمليات الإرهابية في مختلف أنحاء سورية.
واحتضنت مدينة سوتشي الروسية أعمال جولة مباحثات «مسار أستانا»، التي عقدت على مدار يومين 16 – 17 شباط/فبراير الحالي، بمشاركة وفود من الأمم المتحدة الدول الضامنة روسيا، إيران، وتركيا، ووفدي الحكومة السورية والمعارضة.
إلى ذلك، في إطار استقبال الأهالي الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية إلى بلداتهم وقراهم التي تمّ تحريرها من الإرهاب افتتحت محافظة إدلب اليوم بالتعاون مع وحدات الجيش السوريّ ممر سراقب (ترنبة) الإنساني.
وذكر محافظ إدلب محمد نتوف في تصريح لمراسل سانا أن فريق الإسعاف والعيادة المتنقلة وكوادر من الهلال الأحمر العربي السوري جاهزة لتقديم الخدمات الطبية اللازمة عند الممرّ إضافة إلى التسهيلات للمواطنين الراغبين بالعودة إلى حضن الوطن.
وأشار نتوف إلى التنسيق مع الأصدقاء الروس الذين يبذلون الجهد الممكن لمساعدة الأهالي بالخروج من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية إلى حضن الدولة وتقديم التسهيلات الكاملة لضمان نقلهم إلى حماة وتأمينهم بمركز للإقامة المؤقتة ثم تسهيل عودتهم إلى منازلهم في القرى المحرّرة من الإرهاب.
وأنهت محافظة إدلب أول أمس، بالتنسيق مع وحدات الجيش العربي السوري والهلال الأحمر العربي السوري تحضيراتها لفتح ممر سراقب بريف إدلب الشرقي وتلبية احتياجات الأهالي الراغبين بالخروج من مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابيّة الإنسانيّة إضافة إلى تأمين وصولهم إلى مركز الإقامة المؤقتة في مدينة حماة.
وكانت وحدات الجيش السوري بالتعاون مع محافظة إدلب فتحت الممر في العام الماضي لاستقبال الطلاب الراغبين بالخروج لتقديم امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة، لكن التنظيمات الإرهابية منعت الطلاب من الخروج.
على صعيد أمني آخر، قتل وأصيب عدد من مسلّحي ميليشيا (قسد) المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي جراء استهداف سياراتهم بريفي الحسكة الجنوبي ودير الزور الشرقي.
وذكرت مصادر محلية لـ سانا أن استهداف سيارة تابعة لميليشيا (قسد) بالأسلحة الرشاشة فجر أمس على طريق عام الشدادي – الدشيشية في ريف الحسكة الجنوبي أدى إلى مقتل مسلح من الميليشيا وإصابة اثنين آخرين.
وأشارت المصادر إلى أنه أعقب الهجوم تحليق مكثف لطيران الاحتلال الأميركي الحربي والمسير.
وفي ريف دير الزور الشرقي لفتت مصادر محلية لـ سانا إلى مقتل مسلحين اثنين من ميليشيا «قسد» بانفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية كانت تقلهما في بلدة الباغوز.