تشييع حاشد للمناضل أنيس النقاش في الغبيري حمّود: لنبتعد عن العصبيات ونتّحد جميعاً على طريق فلسطين
شُيّع أمس المفكر والمناضل الراحل أنيس النقاش إلى مثواه الأخير في الغبيري بعد أن قضى بصراع مرير مع فيروس كورونا.
وافتتحت مراسم العزاء في «خيمة الحوراء زينب» في الغبيري بحضور العديد من الشخصيات والفاعليات.
وألقى رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهــر حــمّود كلمة خلال مراسم التشييع دعا فيها إلى أن «نتّحد جميعاً على طريق فلسطين ولنبتعد عن العصبيات الــتي تبــعدنا عن طريق فلسطين».
وأضــاف «نقــول للجــميع لكلّ من يدّعي الإسلام ويرفــع راية العدالة، من دون فلسطين شعاراتكم ناقصة».
وأكد أن «نصرنا أكيد وأبطالنا ومن بينهم فقيدنا الراحل الأستاذ أنيس النقاش عبّدوا الطريق نحو فلسطين».
ثم ووري جثمان النقاش في مقبرة الحرج الجديدة في بيروت.
وقدّمت الأمانة الدائمة لـ»لمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية» في رسالة، تعازيها لـ»جميع مجاهدي محور الحق ضدّ الاستكبار والصهيونية» بوفاة النقاش «الذي قضى جزءًا مهماً من حياته في الدفاع عن المظلومين، خصوصاً الشعب الفلسطيني المظلوم».
وأضافت «بالرغم من أن الشعب الفلسطيني والمقاومة فقدوا مساعداً دائماً وحاضراً في المشهد، إلاّ أن الروح النضالية والدؤوبة للراحل أنيس النقاش أصبحت نموذجاً للعديد من المناضلين وأصحاب الحق في العالم. لن يمرّ وقت طويل قبل أن يشهد العالم تحرير القدس والأراضي المحتلة من نير الاحتلال الصهيوني وإقامة المجاهدين والشعب الفلسطيني صلاة النصر في المسجد الأقصى».
واعتبر رئيس «لقاء الفكر العاملي» السيد علي عبد اللطيف فضل الله «أنّ الخسارة بالمجاهد أنيس النقّاش خسارة لكلّ الساحة الجهادية بكلّ عناوينها الأخلاقية والمعرفية والميدانية»، مضيفاً انه «النموذج الجــهادي الذي لم تحكمه إلا مكوّنات الهوية الإيمانية الأصيــلة وموجبات القضية ومواجهة الظلم والاحتلال في زمن الردة العربية والإسلامية والصفقات والتسويات المذلة، هو الشاهد على عصره بالكلمة والموقف والعمل الميداني المقاوم، فقد كان المتميّز بقدرته على الارتقاء الى مستوى المسؤولية برؤيته الثاقبة ووعيه المتقدّم وسلوكياته المترفعة عن حيثيات التكسّب والانتهازية والنفعية».
ولفت السيد فضل الله في بيان إلى أنّ الراحل الكبير «لم يكن في كلماته إلا شاهد الحق الذي لم ينهل إلا من عصارة عقله المنفتح وفكره النيّر وقلبه الصافي، ولم يكن في نهجه إلا الثابت الذي لا يتغيّر والأصيل الذي لا يداري والوحدوي الذي لا يتعصّب، كان الشاهد على عصره بالموقف وهو من جيل السابقين الأولين الذين تبنوا نهج المقاومة فحملوا همّ العمل الفدائي من أجل تحرير فلسطين منذ الانطلاقة الأولى في القرى والساحات العاملية، وكم حدّثني عن ذكرياته في جبل فريز في عيناثا التي كانت قاعدة لانطلاقة العمل الفدائي المقاوم».
وتابع السيد فضل الله قائلاً: «هكذا بقيَ الأنيس أميناً على نهج المقاومة عندما انتمى إلى ثورة الإمام الخميني بلا حسابات وشروط، فأعطاها من أصالة فكره وسعة ثقافته وعنفوانه الثوري وكلّ قدراته وطاقاته، وبذلك كان نموذجاً للثوري الذي يعطي دون أن يأخذ ويبذل دون أن يتكسّب وينتمي دون أن يتعصّب».
وشدّد فضل الله على «أنّ أنيس النقّاش بقيَ حتى الرمق الأخير شاهداً على نهج المقاومة وأميناً على مسؤولية حراسة خطها وصون نهجها رغم كلّ التحديات.
وفي زمن التكفير والتطبيع والغلوّ والتحريف والزيف بقي التنويري العربي الإسلامي المتألق.
وختم السيد فضل الله بالقول: «أنيس النقّاش قهر الحياة فعاش حراً كريماً ويبقى بعد مماته نموذجاً قيمياً حياً ينتصر على الموت تصديقاً لقول الإمام علي «الموت في حياتكم مقهورين والحياة في موتكم قاهرين».