أولى

سلام عليك أبا مازن
سلام مودّع قد شرِق بالاعتبار…

 

 

 النائب محمد رعد _

صعب على القلب الذي اعتاد أن يخفق مسكوناً بطمأنينة يتيحها له حضور قادة أمثالك وأبو حسن سلامة وعماد وذو الفقار وقاسم، أن يواصل إرسال نبضه بالسكينة والوثوق نفسيهما.

ولولا نعمة حضور الأمين أبي هادي في وجودنا مع ثلة ممن نبتت تجربتهم تحت أعينكم وشهدتم بنضج منهجهم وأدائهم في زمن الاضطرام، لكان القلق قد بدأ يتسلل إلى الذات.

صحيح أنّ المؤمن قوي وعزيز وثابت الجنان بإيمانه بربه، لا تزلزله الأعاصير ولا تلوي ذراعه المعضلات. لكن صدق من قال إنّ عناصر التثبيت والتعبئة والعنفوان يوفرها الله لكلّ أبناء مسيرة الجهاد والمقاومة من خلال أمثال هؤلاء القادة الميدانيّين الذين يشكلون مظلة أمان ومسالك ثقة بالتجربة وبجدواها، فضلاً عن المعتقد وما حفل به التاريخ من وقفات نموذجيّة صنعها قادة أبطال وشهداء أبرار ومجاهدون مضحّون.

أبا مازن،

الآن بدأت أفهم ذاك اليقين الذي كان ينساب منك وأنت تحاور أو تناقش. الآن أستحضر متعة استخفافك بمن أخرجوا أنفسهم بوعي من دائرة صنع القرار والتاريخ. وأدركتَ أنّ التنظير ووهم البناء المتكامل ليسا إلا ساتراً للجبن او تعويذة تعويض عن الإقدام.

أبا مازن

أنت القادم الى عقيدتنا وساحتنا وتجربتنا من عالم النضال المفتوح المدى على الحق والعدل والإنسان. اسمه وعنوانه وقبلته فلسطين، استقرّ بك المقام في ربوع مقاومتنا النضّاحة بذلاً وتضحية وعنفواناً وإنجازاً وانتصارات ومجداً وعزاً وعلوّ شأن في جبهات الصراع ضدّ الباطل وأساطينه وممالكه.

استقرّ بك المقام عند يقيننا الذي ترجمناه وقائع وحقائق وقواعد إثبات على مدى ما يقرب من أربعين عاماً لم نبدّل فيها ولا أُصِبنا خلالها بداء الضعف أو الاستكانة ولا بأعراض النزوع نحو استسلام نعبر إليه مسرعين فوق طاولات التفاوض.

الزيتون عندنا ليس شعار سلام بل هو اسم آخر للطاقة المتجدّدة دوماً نحو صنع المزيد من الانتصارات لحقوقنا.

والتين يزيدنا توقداً وعزماً وثقة بأرضنا وناسنا وقضيتنا المحقة والعادلة.

أنيس نقاشهذا بعض من همسك الآن وقت البوح بهْ

وهل يرحل مَن كان معنا يجهر بهذا الكلام؟

بأمان الله كنتَ وبأمان الله ترحل وبأمان الله تبقى وتخلد.

*رئيس كتلة الوفاء للمقاومة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى