الراعي يعرض مع الحريري و«الوطني الحرّ» ملف التأليف إبراهيم من بكركي: لن نملّ أو نكلّ وسنُكمل ما نقوم به
الحراك الحكومي ينشط مجدّداً
نشط الحراك الحكومي مجدّداً أمس، على خط بكركي التي تقاطعت فيها الاتصالات من جانب كلّ من الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري ورئيس «التيّار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل. وما بين الاتصالين، كانت زيارة للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الناشط في ملف التأليف، إلى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، لاستكمال جهودهما.
فقد تلقى الراعي عصر أمس، اتصالاً هاتفياً من الحريري، تم في خلاله البحث في موضوع تشكيل الحكومة. وتزامن الاتصال مع زيارة اللواء إبراهيم بكركي لـ»أخذ دفع منه» على ما صرح إبراهيم وقال بعد لقائه الراعي «زيارة غبطة البطريرك دائماً مفيدة وتعطي دفعاً، ومن يريد العمل للبنان ومصلحته عليه أن يأخذ الدفع من غبطته». أضاف «لقد قلت لغبطته إن العالم قائم على الرجاء والأمل، ونحن لن نملّ أو نكلّ وسنُكمل بالعمل الذي نقوم به. وتحدثت مع غبطته عن موضوع تشكيل الحكومة حيث أتولى أنا جزءاً من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك لا بدّ من التلاقي من حين الى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسن الأمور».
وسبق الزيارة استقبال الراعي لوفد من «التيار الوطني الحرّ»، ضم النواب: سيزار أبي خليل، سليم عون، روجيه عازار، جورج عطاالله وسليم خوري. وتلقى الراعي في خلال اللقاء اتصالاً من باسيل.
بعد اللقاء الذي استمر ساعة، قال عازار باسم الوفد «كانت مناسبة للبحث مع غبطته في المستجدات السياسية والهموم العامة، وفي مقدمها الاستحقاق الدستوري المتصل بتأليف حكومة قادرة بتركيبتها وبرنامجها على تحقيق الإصلاح المطلوب واكتساب ثقة اللبنانيين قبل كل شيء»، مشيراً إلى أن الوفد لمس حرص الراعي على أن يتم الاستحقاق في أسرع وقت من ضمن الأصول والقواعد الميثاقية والدستورية وعلى أساس الشراكة الوطنية الكاملة.
وأضاف «واستمعنا باهتمام إلى طروحات صاحب الغبطة في شأن توفير الظروف الدولية الداعمة للبنان بهدف إخراجه من الأزمات الضاغطة ولا سيما منها الأزمة الاقتصادية. ولمسنا منه حرصه على تثبيت الشراكة والسيادة الوطنية وإعلاء شأن الدولة ونحن نتفق معه على هذه المبادئ. وأبلغناه أن «التيار الوطني الحرّ» على استعداد للبحث والمساعدة في أي طرح يعزّز هذه الأهداف على قاعدة الحوار الشامل بين اللبنانيين».
وتابع «أمّا المصطادون في الماء العكر، فنقول لهم إن هذا الصرح أكبر وأنقى من أن تطاوله سهام الكيد والسلبية. وما بينه وبين «التيار الوطني»، قيادةً وجمهوراً، لن تقوى عليه ألسنة السوء والأيام شواهد».
وأكد «أن من الطبيعي ومن واجبات «التيار» أن يتواصل مع الكرسي الرسولي وكل المرجعيات الدينية الوطنية والخارجية، ولا أحد سينجح في تصوير أي لقاء أو مراسلة وكأنه موجه من أحد ضد أحد آخر، وهذا ما نعانيه في كل عمل أو في كل كلمة خير ويقابل بسوء. واطلعنا غبطته على تفاصيل الكتاب الذي وجهناه إلى البابا عبر لسفير البابوي في لبنان».
وعن اتصال باسيل بالراعي خلال اللقاء، أكد عازار أن هناك اتصالاً دائماً بين الراعي وباسيل وهذه الاتصالات لم تنقطع يوماً، والاتصال أمس أمر عادي.
وأعلن أن التيار لن يشارك في التحرك غداً في اتجاه بكركي.
وفي موازاة لقاءات بكركي، كان تحرك فرنسي على خط الاستحقاق الحكومي أيضاً، إذ التقى باسيل في مكتبه، السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو والقنصل العام كريم بن شيخ والمستشارة السياسية إيناس بن كريم، في حضور النائب نقولا الصحناوي والوزيرة السابقة ندى البستاني وبشير حداد «وكان عرض مطوّل لملف العلاقات الثنائية والاهتمام الفرنسي بما يتصل بتشكيل الحكومة وتنفيذ الإصلاحات وكل ما هو مطلوب من لبنان على الصعد السياسية والمالية والاجتماعية، انطلاقاً من المبادرة الفرنسية، وتم تأكيد استمرار التواصل بين الجانبين»، بحسب بيان للتيار.
إلى ذلك، لفتت كتلة الوفاء للمقاومة، في بيان، إلى «مراوحة مثقلة بتراشق تهم ومسؤوليات تفضح عيوب منهج المحاصصة وعقمه عن إنتاج حكومة تلتزم برنامج نهوض تحاسب على أساسه»، مؤكدةً «وجوب التوصل بسرعة إلى تفاهم يفضي لولادة حكومة جديدة فاعلة ومنتجة لا تكون أسيرة عدد من جهة ولا مهدّدة بعدم التوازن من جهة أخرى»، معتبرةً أن «ضرر التأخير في تشكيل الحكومة أصبح أكثر بكثير من ضرر أيّ تنازل من شأنه أن يُسهم في تسريع ولادتها التي باتت أكثر من ضرورة».
من جهته، أكد عضو كتلة التنمية والتحرير مدير مكتب الرئيس نبيه برّي في المصيلح النائب هاني قبيسي، في حديث تلفزيوني، أن مبادرة برّي «منسجمة مع المبادرة الفرنسية وكل الأطراف وافقت عليها ما عدا فريق واحد». وأشار إلى أن «لبنان يمرّ بوضع صعب ولا يحتمل التجاذب السياسي وأن ينتصر فريق على آخر أو الاختباء وراء حقوق الطوائف في حين يقف البعض بوجه كل المبادرات»، لافتاً إلى أن «تشكيل الحكومة في مهبّ الريح الآن».
وأكد أن «مبادرة الرئيس بري ليست لحفظ مكاسب لأحد بل للإسراع في التشكيل». وقال «نحن لم نقطع الصلة بأحد وجاهزون للحوار مع أي طرف في سبيل الخروج من هذه الأزمة. قد نختلف مع أي أحد في ملف سياسي ونتفق معه في ملف آخر لكننا لا نعاديه».
واعتبر أن «الإصلاح ليس شعاراً للتغنّي بل نهج لا يتمثل بوضع عراقيل لتشكيل حكومة قد تساهم في إنقاذ لبنان. البعض يستغل الفراغ الحكومي لتحقيق مصالحه ومستعد لتدمير البلد من أجل الحفاظ على موقعه والانتصار في مواقفه السياسية».
وأضاف «لم نستحضر يوماً الخطاب الطائفي لتحقيق مكاسب، ولم نطالب بحقوق المسلمين، والرئيس برّي تخلى عن وزارة الأشغال لتسهيل تشكيل الحكومة. ليس هناك حرب من طائفة على أخرى بل فريق يحاول خلق مكاسب لنفسه، فكفوا عن الإختباء خلف الطوائف والمذاهب».
وقال قبيسي «ليس لدينا موقف من توسيع الحكومة أو تصغيرها، إنما همنا أن تتشكل سريعاً، فبعض الأطراف تسعى إلى خلق أعذار بهدف تأخير التشكيل. لبنان لا يحتمل البقاء من دون حكومة حتى نهاية العهد».
وعن حصة رئيس الجمهورية في الحكومة، قال «الدستور لا يشرّع التعطيل، والتلطي خلف حقوق الطوائف لتحقيق مكاسب سياسية لا يخدم لبنان».