حمدوك يحذّر من تعبئة سد النهضة بشكل أحادي ومسلحون إثيوبيون يتوغّلون في أراضي السودان
قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن «عملية ملء سد النهضة بشكل أحادي من دون التوصل إلى اتفاقية ملزمة للدول الثلاث يشكل خطراً على السدود السودانية».
جاء ذلك خلال لقاء حمدوك، مساء أول أمس، وفداً من جمهورية الكونغو برئاسة مبعوث رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، رئيس الاتحاد الأفريقي الحالي الرئيس فليكس تشيسيكيدي ومستشاره الخاص للاتحاد الأفريقي البروفيسور نتومبا لوابا، بحضور وزير الري والموارد المائية بروفيسور ياسر عباس.
وأعرب حمدوك عن تقديره لوفد جمهورية الكونغو بدعمهم للسودان والمبادرة التي طرحتها الكونغو بشأن التوصل إلى حل دبلوماسي لملف سد النهضة.
وحذر حمدوك من «الملء الأحادي لكونه يهدّد أمن وسلامة وممتلكات المواطنين الذين يقيمون على ضفاف النيل أسفل سد النهضة»، وفقاً لوكالة السودان الرسمية.
وكانت وزارة الري والموارد المائية السودانية أعلنت تشكيل لجنة مشتركة مع وزارة الطاقة والتعدين، لوضع سياسات لمجابهة الصيف المقبل، الذي يتزامن مع برنامج الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي.
وأعلنت إثيوبيا، يوم الأربعاء، أنها «ماضية في بناء سد النهضة وتعبئته الثانية، وأن هذه الخطوة لا علاقة لها بالمفاوضات مع مصر والسودان».
وواجهت مفاوضات سد النهضة، التي ينخرط فيها السودان مع إثيوبيا ومصر منذ عام 2011، خلافات مفاهيمية وقانونية كبيرة. ويثير السد توتراً إقليمياً، لا سيما مع مصر التي تعتمد على النيل للتزوّد بنسبة 97 في المئة من احتياجاتها المائية. وترغب القاهرة والخرطوم باتفاق ملزم قانوناً، خاصة بشأن إدارة هذا السد.
من جهة أخرى، توغلت ميليشيات إثيوبية مسلحة من جديد في الأراضي السودانية، واقتادت شخصين كما سلبت محصول الذرة بعد حصاده في حادث هو الثاني من نوعه خلال هذا الأسبوع، بحسب إعلام سوداني.
وذكرت «سودان تريبون» أن «الحادث وقع داخل الأراضي السودانية بعمق 10 كيلومترات في الفشقة الكبرى المحاذية لولاية القضارف عندما توغلت مجموعة مسلحة إلى جنوب شرق (العلاو) وقطعت الطريق أمام المزارعين والعمال السودانيين أثناء حصاد الذرة. واختطفت اثنين منهم».
وأكد مزارعون لـ»سودان تربيون» أن «الميليشيات نهبت ألف جوال ذرة وعشرين جوالا من محصول السمسم بجانب إحدى آليات الحصاد».
وطالب مزارعون الجيش السوداني بالتدخل العاجل وحمايتهم من الاعتداء المستمر وعمليات النهب والسلب التي امتدت لأكثر من خمسة أيام بعد تحرير الجيش السوداني لمساحة 50 ألف فدان من قبضة الميليشيات الإثيوبية.
وأشاروا إلى أن «تأخر تدخل الجيش وحسم الاعتداء زاد مطامع الميليشيات وشجع مخطط النهب والسلب».
وبدأ الجيش السوداني منذ تشرين الثاني 2020، يعيد انتشاره في مناطق الفشقة الكبرى والفشقة الصغرى، وقال لاحقًا إنه استرد 90% من المساحات التي كانت تحتلها قوات وميليشيات إثيوبية طوال 26 عامًا.
وكانت الخارجية السودانية قالت إن نشر القوات المسلحة للبلاد في منطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا هو قرار نهائي لا رجعة فيه.
وأوضحت أنه «يتعين على إثيوبيا اللجوء إلى القانون إذا اعتقدت أن لها حقا في الفشقة، مشددة على أنه لا حديث عن وساطة مع إثيوبيا حول الحدود في هذه المرحلة، إذ إن أديس أبابا لها أطماع في الأراضي السودانية».