ذكرياتي مع فيروز
} رانية مرعي
بكرا برجع بوقف معكم
إذا مش بكرا لي بعده أكيد
انتو حكوني وأنا بسمعكم
حتى لولا الصوت بعيد
حكاياتُ الغد الذي لم يبصر النّور، منسوجةٌ بصوتها.. أراها في كلّ زوايا الأحلام، تسبقني إليها وتفتحُ لي ذراعَي الأمل.. هناك على مفرقِ الدّهشة مقعد عليه وردة تنتظرُ أن أهديها الرّبيع..
أسألُ نفسي: «هل تصنعنا الذكريات أم نصنعها؟.. هل تراقبُنا من الضفّة الأخرى للعمر وهي تخطُّ بحبر سنواتنا حكايتنا في هذا العالم الذي لم يألف أحدًا ولم يذرف دمعة الوداع..
أيّها الوجود.. من نحن؟
بكرا أنت وطالل بركض بلاقيك
وسطوح المنازل كلها شبابيك
وأنت تدل عليي تدل
وتمسح لي جبيني بالسنابل
أقفُ اليومَ وأجمعُ من ماضيَّ كلّ صوري المبعثرة..
أخبّئ أسراري في العميق من القلب..
أهجرُ انكساراتي بكامل النسيان..
وضحكاتي أجمعُها من كلّ لحظة فرح لامستني..
وأمضي بجناحَيْ عصفور، عرفَ أنّ الفضاءَ له.. فتدلّلَ على الحياة واعترف للنسيم بكلّ ألحانه..
واللي عالبواب يطلعوا من النوم
يكسروا البواب ويتهبط النوم
وطلع الضو عالسهل الكبير
وطارت السما ع جناح العصافير
تركوني.. خليني طير
غدًا، عندما تشيبُ الأيامُ وتفقدُ رغبةَ الالتفات..
عندما نبحثُ في أدراج العمر عن بقايا عطرِ الراحلين..
عندما نجلسُ مع وردة الشباك نواسي عابري السبيل..
ستُعيدُ لنا نشوةَ الحياة.. وحدها لن تكبرَ لأنها صوت لبنان.. وهل تهرمُ الجنّة ؟!..
أكتبُ اليوم للمرأة التي سأكونها بعد قدر:
سأكونُ ذاكرتكِ الشهيّة..
ستفخرينَ أنّي سيّجتُ مدينةَ الحبّ بكلماتي..
ستضحكين من مشاغباتي في كلّ لقاء..
وستروين لأحفادكِ في ليلةٍ شتوية عن ابنةِ يناير التي تكبرُ الرّبيع.. فتاةٌ بشعرٍ قصير عكس كلّ الروايات.. تعلّمَتْ ركوبَ الخيل.. وأطلقتِ العنانَ لثورةِ الياسمين..
وأنّها أهدت جدّتهم قصصًا تروي غليلَ كلّ نبضٍ عاشق..
الله معك يا هوانا يا مفارقنا
حكمَ الهوى يا هوانا وتفارقنا
ويا أهل السّهر يلي نطرونا
بكرا إذا ذكروا العشاق
ضلّوا تذكرونا.. تذكرونا
ضلّوا تذكرونا..
(أشكرُ كل من رافق ذكرياتي بحب.. وكلّ من أهدوني الفرح عندما قالوا لي «تعيشيننا»..
صارت كلماتي أمانة.. اذكروني..).