البناء الفكريّ والعقائديّ والصراعيّ الذي أوجده سعاده كرّسه بحزبه المقاوم بامتياز ثابتاً على نهج الصراع
} العميد سمير أبو عفش*
في الأول من آذار، يحتفل القوميون الاجتماعيون بميلاد أنطون سعاده، مؤسس حزبهم، الحزب السوري القومي الاجتماعي، ونحن وكل الأحرار نشاركهم الاحتفال، لأننا نقدّر عالياً الفكر الذي وضعه سعاده والنهج الذي أرساه، فهو أطلق حركة صراع وجوديّ دفاعاً عن فلسطين والأمة.
إن أنطون سعاده المفكر والفيلسوف وعالم الاجتماع وباعث النهضة، وضع عقيدة محيية لمريديه، ونذر حياته من أجل وحدة أمته وكرامة شعبه، وهو القائل لشعبه: «إن لم تكونوا أحراراً من أمة حرة فحرياتُ الأمم عار عليكم».
ولأن فلسطين هي جوهر القضية القومية التي حملها سعاده وحزبه، نجد أنفسنا جنباً إلى جنب مع الحزب السوري القومي الاجتماعي، في مسيرة نضال وجهاد مشتركة ضد الاحتلال الصهيوني ومخططاته التهويديّة والاستيطانيّة، وفي مواجهة مخطط تصفية القضية الفلسطينية وكل مشاريع التفتيت والتجزئة.
أنطون سعاده كان حاسماً في إطلاق المشروع القومي وتثبيت دعائمه لتحقيق وحدة الأمة، وهو رسّخ هذا المشروع في خطابة الشهير بتاريخ 2 آذار 1947، يوم واجه ووأد النزعة الكيانيّة لدى بعض الأفراد في داخل حزبه.
سعاده حصّن حزبه، بنشر الوعي والمعرفة وتبيان حق الأمة، واعتماد الصراع وسيلة لصون الحق، ولذلك فقد استطاع حزبه، أن يستمرّ في حركة الصراع وأن يسجّل بصمات واضحة في الكثير من المحطات التي شهدت تحديات مصيرية وانعطافات.
إن الحزب الذي أسسه أنطون سعاده، كان ولا يزال في قلب مشهد الصراع ضد الاحتلال والاستعمار. فقبل اغتيال سعاده، شارك الحزب في معارك الدفاع عن فلسطين في العام 1936، وبعد اغتيال سعاده استمرّ الحزب في خيار مقاومة الاحتلال الصهيونيّ ومشاريع التقسيم، وفي رصيده مئات لا بل آلاف الشهداء، من حسين البناء وسعيد العاص في فلسطين، إلى خالد علوان بطل عملية «الويمبي» التي أجبرت العدو «الإسرائيليّ» على الاندحار من العاصمة بيروت، إلى أبطال العمليّات الاستشهاديّة النوعية لا سيما الفدائية الاستشهادية سناء محيدلي وغيرها الكثير.
إن البناء الفكري والعقائدي والصراعي الذي اهتمّ به سعاده، جعل من حزبه، حزباً مقاوماً بامتياز، ثابتاً على النهج الصراعي، تماماً كما أراده سعاده، حزباً للمستقبل وللحياة الحرة العزيزة.
في الذكرى الـ117 لميلاد الشهيد المؤسس أنطون سعاده لا يسعنا إلا أن نوجّه التحية إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي على مواقفه النضالية تجاه القضية الفلسطينية، ودوره الوطني والقومي في مسيرة التحرّر وحرصه على وحدة المعركة والموقف والكلمة بمواجهة الاحتلال والاستعمار، ولتعرية الأنظمة العربيّة التي تتهافت وتهرول نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، في وقت القضية الفلسطينية أحوج فيه إلى التلاحم القوميّ والتآزر العربيّ، نصرة لفلسطين وقضيتها العادلة.
*أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني ـ «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية في بيروت.