موسكو ودمشق تتهمان واشنطن بنقل مساعدات إنسانيّة أمميّة إلى المسلحين
الجيش الروسيّ يقدّم مساعدات إنسانيّة في الجنوب.. والدفاع الجويّ يتصدّى لعدوان صهيونيّ.. والاحتلال الأميركيّ يسرق القمح السوريّ
أكد مقرّ التنسيق المشترك الروسيّ السوريّ أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على الأمم المتحدة، للحصول على مساعدات إنسانية لسكان مخيم الركبان في سورية.
وجاء في البيان: «في الوقت نفسه، يتوقع أن يستخدم الأميركيون بالفعل هذه الشحنة لإمداد المسلحين العاملين في المنطقة الخاضعة لسيطرتهم، كما حدث أكثر من مرة».
بالإضافة إلى ذلك، تتهم موسكو ودمشق واشنطن بانتهاك الأعراف الدولية «الولايات المتحدة تشنّ غارات جويّة على أراضي دولة سورية ذات سيادة وتواصل احتلال أراضيها بشكل غير قانوني. وفي الوقت نفسه، لا يوجد ما يشير إلى استعادة حياة آمنة وكريمة في مناطق البلاد التي تسيطر عليها».
وفي البيان الروسي السوري، أطلق على مخيم الركبان اسم خط التجميع الأميركيّ لتدريب المتطرّفين. وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تمنع تفككه، مما يمنع استعادة السيادة والحياة السلميّة في الجمهورية. وفي الوقت نفسه، فإن السلطات السورية مستعدّة لقبول جميع المواطنين المحتجزين في الركبان وتوفير الأمن والعيش الكريم لهم.
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، يوم الجمعة، شنّ الجيش الأميركي غارة على منشآت في شرق سورية تستخدمها «فصائل مسلحة مدعومة من إيران»، وذلك رداً على الهجمات الصاروخيّة الأخيرة على مواقع للقوات الأميركية في العراق.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، في بيان: «بتوجيه من الرئيس بايدن، شنت القوات العسكرية الأميركية في وقت سابق من مساء الخميس، غارات جوية على البنية التحتية التي تستخدمها الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في شرق سورية».
وأشار إلى أن الضربات دمّرت منشآت عدّة في نقطة سيطرة حدوديّة تستخدمها جماعات متشدّدة مدعومة من إيران ومنها كتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء، على حدّ قوله.
أدانت دول عدة، من بينها روسيا، الهجوم الأميركي على الأراضي السورية، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، إن موسكو تدين الغارة الجوية الأميركية على منشأة في سورية، وتدعو واشنطن إلى احترام سيادة الجمهورية العربية السوريّة.
وفي سياق متصل، وزّعت وحدات الجيش الروسيّ العاملة في سورية مساعدات إنسانية لمئات العائلات، التي تم تهجيرها من منازلها خلال السنوات الماضية جنوبي البلاد.
تمّ توزيع المساعدات الاعتياديّة التي يقدّمها الجيش الروسي ضمن برامجه الإنسانيّة، على نحو 400 عائلة ممن هجرتها المجموعات الإرهابية المسلحة من قراها وبلداتها بريفي محافظتي السويداء ودرعا.
وتتوزع العائلات التي تمّ استهدافها على 86 عائلة يستضيفها مركز إيواء (طلائع البعث) في محافظة السويداء، بالإضافة إلى 350 عائلة من قرية (بكا) المحاذية للحدود الإدارية مع محافظة درعا، شمال الحدود السورية الأردنية.
رئيس مركز المصالحة الروسي اللواء سيتنيك فياتشيسلاف، قال: «نحن اليوم ننفذ عملاً مخططاً له من قبل مركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة، كما أن الحكومة السورية تواصل الوفاء بوعودها بالعمل مع اللاجئين، نتواجد الآن في مركز إيواء «رساس»، هنا يقطن 300 شخص، 89 عائلة، في الوقت الحالي، لا يستطيعون العودة إلى أماكن إقامتهم، مركز المصالحة يقدم لهم المساعدة والمستلزمات الأساسية».
وتعتمد القوات الروسية العاملة في سورية، برنامج دعم إنسانياً يغطي كامل الأراضي المحررة في الجمهورية العربية السورية، وذلك في إطار دعم المواطنين الأكثر تأثراً بتبعات الحرب.
ميدانياً، تصدت وسائط الدفاع الجوي في الجيش السوري لعدوان صهيوني بالصواريخ على محيط دمشق مساء أول أمس، وأسقطت معظمها.
وقال مصدر عسكري لـ سانا: في تمام الساعة 10.16 من مساء الأحد نفذ العدو الصهيوني عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض الأهداف في محيط دمشق وقد تصدّت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها.
وتصدت وسائط دفاعنا الجوي لاعتداءات صهيونية متكررة خلال سنوات الحرب الإرهابيّة على سورية حيث كان يتدخل العدو الصهيوني بشكل مباشر لدعم التنظيمات الإرهابية.
إلى ذلك، أخرجت قوات الاحتلال الأميركي رتلاً من الشاحنات المحملة بالمسروقات من الأراضي السورية إلى شمال العراق عبر معبر الوليد غير الشرعي في ريف الحسكة.
وذكرت مصادر محلية في بلدة رميلان أن قوات الاحتلال الأميركي أخرجت 45 شاحنة محملة بالقمح والشعير المسروق من مطار خراب الجير في ريف المالكية واتجهت إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي الذي يستخدمه الاحتلال الأميركي لنقل الثروات السورية من حبوب ونفط.
وتستمر قوات الاحتلال الأميركية بسرقة ونهب خيرات السوريين من مادتي النفط والحبوب بشكل يومي بالتواطؤ مع ميليشيا «قسد».
وفي سياق متصل، سرق إرهابيون مدعومون من قوات الاحتلال التركي كابلات الهواتف الأرضية التي تربط مدينة رأس العين من ريفها الجنوبي بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وذكرت مصادر أهلية من رأس العين أن مجموعة إرهابية من مرتزقة الاحتلال التركي عمدت إلى سرقة مئات الأمتار من الكابلات الخاصة بالخط الرئيس للهواتف الأرضية الواصلة بين مدينة رأس العين والقرى الجنوبية التابعة لها بريف الحسكة الشمالي الغربي وذلك بقصد الحصول على مادة النحاس لبيعها بعد تهريبها إلى الأراضي التركية.
وعمدت التنظيمات الإرهابية المدعومة من قوات الاحتلال التركي في المناطق التي تنتشر فيها إلى تدمير ممنهج للبنى التحتيّة والاعتداء على الأهالي وسرقة أملاكهم ومنازلهم وذلك في إطار الضغط عليهم لتهجيرهم من المنطقة وتسكين أسر الإرهابيين بقصد إحداث تغيير ديموغرافي يكرس واقعاً احتلالياً تركياً في المنطقة الشمالية من البلاد.