الأميركيّون يستنجدون بمسقط لوقف الانهيار… اليمن ينتصر ومدن الملح تنحسر!
محمد صادق الحسينيّ
«كلّ الشواهد والقرائن والإشارات تدلّ على أننا ماضون في أمّ المعارك حتى الظفر بالنصر الكبير وقلب موازين القوى في المنطقة لصالح شعب اليمن المحتسب والصابر منذ ست سنوات…
والمعارك حامية الوطيس على كلّ جبهات مأرب وإنْ شاء الله الأمور تتجه الى النصر بإذن الله».
هذا ما أبلغته لنا مصادر يمنيّة رفيعة المستوى مواكبة للمعارك الميدانية الدائرة على مشارف مأرب التاريخية، وكذلك للفريق اليمني المفاوض باسم الدولة الوطنية اليمنية وأنصار الله المقيم في مسقط.
و»أما بخصوص الرسالة الأميركية الواصلة عبر القناة العُمانية والمتعلقة بمطالبتنا بوقف المعارك على جبهة مأرب، والطلب إلينا بالدخول في مفاوضات مباشرة مع الرياض بهذا الخصوص»، فإنها كما تضيف المصادر إنما «تأتي في إطار خوف واشنطن وهلعها من انعكاس خسارة الرياض للحرب بشكل مدوّ مع انتهاء تحرير مأرب على كلّ النفوذ الأميركي في المنطقة، الأمر الذي يمكن أن يقوّض نظام الحكم السعودي كلياً، وهو ما لا تريده واشنطن بهذا الشكل وإنما تريد إعادته إلى ما قبل السلالة السلمانيّة وبما يخدم سياسات الإدارة الجديدة التي ترى أنها خسرت الحرب في اليمن وعليها ترتيب أوراقها في المنطقة بناء على موازين القوى الجديدة المعبّرة بصعود أنصار الله الصاروخي ومعهم كلّ حلفائهم في المنطقة وفي مقدّمهم إيران.
في هذا الإطار فقط يمكن فهم المطالبة الأميركية المستعجلة عن طريق العُمانيين الذين نقلوا هذه الرسالة الى اليمنيين أصحاب الدولة الشرعيّة والممثلين بوفد أنصار الله المقيم في مسقط.
ودائماً حسب هذه المصادر نفسها فقد جاء الطلب الأميركي «في إطار كلام عام زعموا فيه أنهم جادّون في وقف الحرب»… فيما نحن أبلغناهم الجدّية أيضاً في وقف الحرب، ولكن ليس قبل رفع العدوان والحصار أولاً ونقطة ومن أول السطر».
وهذا يعني أنّ الردّ اليمني جاء واضحاً وسريعاً وحازماً: «من دون رفع الحصار عن الميناء والمطار ووقف العدوان كلياً لا حلّ يُرتجى لأيّ موضوع، والحرب لن تتوقف… وأما عن مأرب فستعود الى حضن الوطن ومن دون شروط».
الحراك الأميركي والغربي المتواصل منذ إحاطة أنصار الله بخناق المرتزقة من جماعة هادي المقيم في فنادق الرياض، وإرهابيّي داعش والقاعدة الذين سرعان ما انضمّوا الى حزب الإصلاح وحكومة الفنادق في هذه المعركة، انْ دلّ على شيء فإنما يدلّ على خسارتهم للحرب على اليمن كلياً، وكلّ ما يتمنّونه الآن هو وقف تدهور وانحسار دور كلّ مدن الملح في المنطقة من مملكة الدرعيّة حتى آخر نقطة ارتكاز لهم في بقايا قراصنة الساحل المعروفة بالإمارات المتصالحة…!
وهكذا يكون أنصار الله قد حققوا بصبرهم الاستراتيجي وأخلاقهم العليا في الحرب والسلام، نوعاً من توازن الرعب مع تحالف العدوان الأميركي «الإسرائيلي» السعودي الإماراتي، لا عودة فيه الى الوراء، فإما التسليم بمعادلة القصف بالقصف والنفط بالنفط والميناء بالميناء والمطار بالمطار، والبادي أظلم، وإما انحسار مدن الملح وانتصار يمن السيف والرمح والدخول في عهد جديد من معادلات القوة وجغرافيا اقتدار الشعوب.
تحوّل سيغيّر وجه المنطقة برمّتها ويترك انعكاساته على سائر معادلات الإقليم والعالم.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
بعدنا طيبين قولوا الله…