جلسة مشتركة للمجلس الأعلى ومجلس العمد بحضور الحسنية وحردان في دار سعاده في ضهور الشوير
“القومي”: أولوية الأولويات لصون الحزب وتعزيز دوره وقوّته والقوميون الاجتماعيون مدعوّون عبر ممثليهم للمشاركة في المؤتمر العام والمجلس القومي لإنتاج مشهد حزبي يعبّر حقاً عن صورة الحزب وأخلاق القوميين
عقد المجلس الأعلى ومجلس العمد في الحزب السوري الاجتماعي جلسة مشتركة في «دار سعاده» في ضهور الشوير، حضرها رئيس الحزب وائل الحسنية ورئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان. ونوقشت فيها التحضيرات والاستعدادات لانعقاد المؤتمر العام والمجلس القومي، كما تمّ بحث المستجدات السياسية. وصدر عنها بيان جاء فيه:
يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي، التزام مؤسساته بمسار انبثاق السلطة وتداولها بإرادة القوميين أنفسهم من خلال عقد المؤتمر العام والمجلس القومي في شهر أيار المقبل، بعدما أبطلت المحكمة الحزبية أصولاً، انتخابات 13 أيلول 2020 نتيجة ما اعتراها من شوائب وتزوير أفرزا تصدّعاً داخلياً، يؤدّي استمراره إلى إضعاف دور الحزب، في مرحلة حساسة ودقيقة، هي الأخطر على شعبنا وبلادنا.
ولأنّ أولوية الأولويات هي لصون الحزب وتعزيز دوره وقوّته، فإنّ القوميين الاجتماعيين مدعوّون عبر ممثليهم إلى المشاركة في المؤتمر العام والمجلس القومي لإنتاج مشهد حزبي يعبّر حقاً عن صورة الحزب وأخلاق القوميين. والقوميون الاجتماعيون مشبعون بالعقيدة، والعقيدة هي انتماء والتزام وإقدام، والتحدي اليوم، أن نصون وحدتنا وأن نحمي الحزب لننقذ أمتنا.
يعتبر الحزب، أن ألف باء الإنقاذ الوطني في لبنان، وحماية الاستقرار والسلم الأهلي، وصون الدستور وتفعيل عمل المؤسسات، يتطلب إرادة صادقة من كلّ القوى والمرجعيات، والذهاب إلى حوار وطني جامع، معياره تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الجهوية والطائفية والمذهبية، ومنطلقه الالتزام بالثوابت والخيارات التي ينص عليها الدستور، وفي مقدّمها حق مقاومة الاحتلال ومواجهة العدوان. والمصلحة الوطنية تقتضي التمسك بعناصر قوة لبنان، والتي تشكل المقاومة أحد أبرز ركائزها.
يعتبر الحزب أنّ أيّ شكل من أشكال التدويل، ولأيّ غرض كان، هو مسّ بالسيادة الوطنية، ويضع لبنان في مهبّ التجاذبات والحسابات الدولية، لأنه في زمن تصارع الأمم والدول على النفوذ والهيمنة، يتحوّل لبنان إلى جائزة ترضية على طاولات التفاهمات الدولية التي يشكل الاعتراف بنتائجها ضرباً لمبدأ السيادة الوطنية التي يجب أن تكون العنوان الأساسي الذي يميّز لبنان ويجعله كما أراده أنطون سعاده نطاق ضمان للفكر الحر. ولقد سبق أن سجّل حزبنا مواقف واضحة برفض التدويل ومقولات النأي والحياد الناشط وغير الناشط، وأكد على الدوام أنّ “الحياد” نسخة منقحة عن مقولة “قوّة لبنان في ضعفه” وهو وصفة انتحار للبنان طالما أنّ العدو الصهيوني يمعن في استباحة سيادة لبنان ويضعه هدفاً دائماً لعدوانه واحتلاله.
وإذ يُذكّر الحزب بأنّ مؤتمرات واجتماعات دولية عدة عُقدت خلال السسنوات الماضية بهدف مساعدة لبنان على تجاوز الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية الخانقة التي يعانيها، فلا ضير من هذه الاجتماعات والمؤتمرات شرط أن تكون بعيدة عن التسييس والغايات السياسية التي يسعى البعض إلى تمريرها على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين.
يعتبر الحزب انّ التدهور بسعر صرف الليرة اللبنانية وملامسته العشرة آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد هو نتيجة انعدام الهامش المحلي في لبنان ومراهنة بعض الاطراف على التدخل الخارجي في ظل كيدية سياسية وارتفاع منسوب الفساد، في وقت تستمر الولايات المتحدة الأميركية بممارسة الارهاب الاقتصادي على بلادنا عبر سياسات التجويع والحصار الاقتصادي.
يشدد الحزب على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة والترفع عن المصالح الضيقة والحسابات الطائفية لصالح المصلحة الوطنية وتنفيذ خطط اصلاحية اقتصادية وسياسية تبدأ بسن قانون انتخابي نسبي خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة واحدة وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وإنصاف العمل وصيانة مصلحة الأمة والدولة.»
وإذ يحمّل الحزب مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي للأطراف السياسية التي تصرّ على عزل لبنان عن محيطه القومي واتباعها سياسات الكانتونات والفدرلة، يدعو الى الاسراع بإقامة مجلس التعاون المشرقي لتحقيق التآزر والتعاون، خصوصاً بين لبنان والشام والعراق لمواجهة حرب التجويع التي بدأت بفرض السياسات الاقتصادية الليبرالية لعقود على لبنان.
يعتبر الحزب، أنّ تصاعد الغارات الجوية العدوانية الصهيونية ـ الأميركية على سورية، وما يحصل على الأرض من تصعيد تركي مباشر وبواسطة المجموعات الإرهابية، كلها مؤشرات لاستمرار الحرب الإرهابية الكونية، والتي أضيف إليها الحصار الاقتصادي، من خلال قانون قيصر الجائر، الذي يمثل انتهاكاً فاضحاً لحقوق الإنسان وإمعاناً صارخاً في تجويع السوريين.
يرى الحزب، أنّ المعركة التي تخوضها سورية بمواجهة الإرهاب ورعاته الدوليين والإقليميين وبعض العرب، هي معركة فلسطين، ومعركة الأمة جمعاء، فمصير أمتنا ومستقبلها وسيادتها، رهن الانتصار في هذه المعركة، وسورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً صاغت هذا الانتصار الذي ينتظر خواتيمه بطرد ما تبقى من إرهاب واحتلال.
يحيّي الحزب صمود سورية وثباتها، ويحيّي جيشها البطل الذي ينتقل من انتصار الى آخر، ويشيد بالتفاف السوريين حول دولتهم وجيشهم، ومقاومتهم للاحتلال والإرهاب والمجموعات الانفصالية التي يستخدمها الاحتلال الأميركي أداة للهمينة على ثروات سورية ومواردها.
يؤكد الحزب انّ ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية هو إرهاب اقتصادي وانّ سياسة الغذاء مقابل التنازل عن الحقوق القومية في تحرير كامل أرضنا تعكس جهل المحتلّ وأتباعه بطبيعة شعبنا وتاريخ هذه الأمة التي قهرت على أعتابها الغزاة والمحتلين.