الرئيس المكلّف يهاجم «الوطني الحرّ» وحزب الله باسيل: الحكومة الموعودة مخطوفة والحريري غير جاهز لتشكيلها لأسباب خارجية
أخذ السجال الحكومي منحى تصعيدياً بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل الذي وسّع دائرته من خلال تصويبه على حزب الله واتهامه مع التيار الأول بعرقلة تأليف الحكومة، وذلك في بيان عنيف للمكتب الإعلامي للرئيس المكلّف سعد الحريري هاجم فيه الطرفين.
وردّ رئيس التيار الوطني الحرّ النائب جبران باسيل على الحريري وقال في بيان لمكتبه الإعلامي إنه «ظهر اليوم بالعين المجرّدة، أنّ الرئيس المكلف سعد الحريري غير جاهز لتشكيل الحكومة لأسباب خارجية معلومة، كنّا قد امتنعنا عن ذكرها سابقاً، إعطاءً لفرص إضافية. أما أن يقول الآن إننا عرقلنا الحكومة 5 أشهر، قبل أن نعلن موقفنا اليوم بعدم المشاركة فيها وعدم إعطائها الثقة، فإننا نذكر أننا أعلنا هذا الموقف منذ الاستشارات النيابية بعشرات البيانات والمواقف، أكانت شخصية أو من تكتل لبنان القوي أو من الهيئة السياسية والمجلس السياسي للتيار وصولاً إلى الظهور الإعلامي الأخير لرئيس التيار».
وأشار إلى أنّ التيار كان قد أبلغ «الرئيس المكلّف مباشرةً في المجلس النيابي إبّان الاستشارات النيابية، أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يمثله بالتشاور والتمثيل النيابي في الحكومة، ومطلبه الوحيد تحقيق المعايير الموحدة دستورياً وميثاقياً من أجل إعطاء الموقف الإيجابي من التشكيلة الحكومية. أمّا القول إننا والرئيس عون كنا نرفض أن يحظى رئيس الجمهورية ميشال سليمان بأيّ وزارة من دون كتلة نيابية، فهو غير صحيح إطلاقاً، والبرهان هو الحكومات التي تشكلت وحصة الرئيس سليمان فيها كانت بالحدّ الأدنى 3 وزراء، بينهم واحد للدفاع وآخر للداخلية».
أضاف «من كلّ ذلك وأكثر من المغالطات التي أوردها بيانه، يتضح اليوم للخارج المنتظر وللداخل الملتهب، أنّ الرئيس الحريري قد اخترع معضلة جديدة أمام تشكيل الحكومة، وهو يقوم بما اعتاد عليه، وكنّا قد نبّهنا منه، أيذ بحجز التكليف ووضعه في جيبه والتجوال فيه على عواصم العالم لإستثماره، من دون أيّ اعتبار منه لقيمة الوقت الضائع والمكلف إلى أن يجهز ما هو بانتظاره».
وختم «أيها اللبنانيون، إنّ حكومتكم الموعودة مخطوفة ولن يكون ممكناً استعادتها سوى برضى الخارج أو بثورة الداخل».
وكان المكتب الإعلامي للحريري اعتبر أنّ الأخير «لا ينتظر رضى أيّ طرف خارجي لتشكيل الحكومة، لا السعودية ولا غيرها، إنما ينتظر موافقة الرئيس عون على تشكيلة حكومة الاختصاصيين، مع التعديلات التي اقترحها الرئيس الحريري علناً، في خطابه المنقول مباشرةً على الهواء في 14 شباط الفائت».
وأشار إلى شعور بأنّ حزب الله «من بين الأطراف المشاركة في محاولة رمي كرة المسؤولية على الرئيس الحريري، لا بل يناور لإطالة مدة الفراغ الحكومي بانتظار أن تبدأ إيران تفاوضها مع الإدارة الأميركية الجديدة».
وأكد أن أي طرف، لا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ولا غيره «لم يبلّغ الرئيس الحريري بأنه مكلف من رئيس الجمهورية رسمياً بنقل عرض له». كما أكد الحريري «التزامه المواصفات الحكومية التي انطلق منها منذ اللحظة الأولى للتكليف، سواء بالنسبة للعدد أو بالنسبة لمعيار الاختصاص غير الحزبي».