أخيراً اعترفت أوروبة.. دمشق مدينة آمنة.. رغم أنف الكون!!
لطالما كانت الأخبار العاجلة في العالم ترد طوال سنوات من دمشق حتى ظن الناس أن دمشق عاصمة للرعب..
بعد أن كانت العاصمة الأكثر أمناً في العالم.. ولا أزال انني كنت أيام الجامعة أتنزه مع أصدقائي قرب الفجر على ضفاف نهر بردى وكأنني أتمشّى في حديقة بيتي من دون أن يساورنا اي خوف او قلق.. الى ان وصل الثورجيون وبدؤوا تخريب أجمل ثروة هي الشعور بالأمن.. وصارت المتفجّرات والقنص وقذائف الهاون والهجمات المتكررة والأنفاق سبباً في تحويل دمشق عاصمة للرعب..
ولكن الجيش ورجال الأمن وكل المواطنين قرروا أن يعيدوا لدمشق هدوءها.. وروعَها.. وكان ذلك الانتشار الواسع للحواجز ورجال الجيش التي كان
البعض يتأفف منها.. ولكن كان أن حقق الجيش معجزة أمنية في تحصين العاصمة وبتر يد الإرهابيين الى حد بعيد..
وأذكر أنني التقيت منذ سنوات مع زائر غربيّ في بيروت ولما دعوته لزيارة سورية قبل أن يغادر نظر إليّ برعب.. وقال لي لا شك في أنك تمزح.. هل تظن أنني اجرؤ على تخطي الحدود وهناك هذا الإرهاب الذي لم يسبق له مثيل وقذائف الموت.. وأضاف: إنني لا أظن ان دمشق ستعود أمنة بعد اليوم يا صديقي.. إن الرعب استوطن في هذه المدينة الجميلة إلى أمد بعيد..
ولكن ها هي اليوم أخبار العالم والصحف الغربية تتحدث عن الأمن الذي عاد الى دمشق.. وها هي أوروبة تبدأ في ترحيل اللاجئين الذين ادعوا أنهم
هربوا من مدينة لا تعرف الأمان.. وتقول لهم: إن دمشق مدينة آمنة.
حتى صديقي الذي كان على يقين أن دمشق لن تعود آمنة بعد اليوم يقول لي إنه يتطلع لزيارتي قريباً فور انتهاء أزمة كورونا..
نعم، إن دمشق مدينة آمنة ليس بفضل أوروبة ولا بفضل أحد بل بفضل رجال محاربين في منتهى الشجاعة والبأس.. رأيتهم بنفسي في ظلمات الليل البهيم، والإرهابيون يتجولون بين الحارات فيما الجنود يرصدونهم ببنادقهم يتأكدون أن الإرهابيين لم يتسللوا إلى أعماق المدينة.. كنا ننام وكانوا يتنزهون بين خطوط التماس… رأيتهم ثابتين غير وجلين وقد حفروا الليل بأجسادهم.. ورأيتهم ساهرين حتى من دون أن يكون لديهم أكواب الشاي الساخنة يحرسون المداخل والأحياء فيما الثلج الغزير والبرد السيبيري يجمّد حتى الجليد نفسه..
هؤلاء هم مَن جعل عاصمتنا آمنة رغم أنف الكون.. وهؤلاء جميعاً أنا وأنتم وكل سوري مدينون لهم.. وسنبقى في أعماقنا مهما قلنا ندرك أن
الجندي السوري لا يمكن أن نوفيه حقه من المحبة والتقدير..
شكرا لكم يا حراس دمشق الشجعان..
نارام سرجون