«اثنين الغضب»: تصاعد منظم للاحتجاجات وتقطيع أوصال المناطق… والآتي أعظم
بدأ «اثنين الغضب» الذي أعلنت عنه مجموعات الثورة يوم السبت الماضي، الخامسة والنصف فجر أمس بحرق الإطارات المشتعلة فتوافد المحتجون إلى الطرقات الأساسية في مختلف المناطق، وتمّ قطع الطرقات بالحجارة والسيارات والإطارات التي كان يتم إشعالها من حين إلى آخر.
اللافت في مشهد يوم الغضب عدم تدخل القوى الأمنية وفرقة مكافحة الشغب والجيش اللبناني إلاّ لفضّ الإشكال في حال حصول احتكاك بين المتظاهرين والمواطنين على خلفية فتح طريق والمرور، وهذا ما حصل في ساحة الشهداء وجسر سليم سلام. وبعد فتح الطريق كانت تعود وتتراجع إلى نقطة تواجدها. وسُجل قرابة الرابعة سماع إطلاق نار في محيط ساحة الشهداء وسط بيروت، مع استمرار إقفال الطرقات من قبل المحتجين الذين تزايد عددهم بعد الظهر وأعلنوا «أن الآتي أعظم طالما أن هذه الطبقة السياسية تُمسك بالحكم وتعطّل تاليف حكومة تقوم بالإصلاحات ولا تلتفت إلى الأوضاع المعيشية والاجتماعية والاقتصادية التي يئنّ تحت وطأتها المواطن بفعل ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة وغلاء الأسعار».
وقبل أن تتصاعد وتيرة الإقفال ناشدت جهات طبية وصحية المحتجين والمتظاهرين بالسماح لجميع المواطنين المتوجهين إلى المستشفيات والمراكز الطبية بناءً على مواعيد مسبقة لأخذ اللقاحات ضد كورونا، كما السماح لجميع المواطنين المتوجهين بشكل طارئ إلى المستشفيات.
وفي عكار اعتصم محتجون أمام خيمة الاعتصام في حلبا، احتجاجاً على تردي الوضع المعيشي، ودعوا المواطنين الموجودين في منازلهم للنزول إلى الشارع. وناشدوا «الطبقة المتوسطة من الأحزاب التي كان لها تاريخ في النضال، النزول بكثافة إلى الشارع». وأكدوا أن الطرقات ستبقى مقطوعة لأن السلطة مستقيلة من مهامها ولكنها متمسّكة بكراسيها، فيما الشعب اللبناني بدأ يموت من الجوع».
وفي طرابلس قام عدد من المحتجين ببناء جدار بارتفاع متر من الخفّان المستعمل وسط أوتوستراد طرابلس – بيروت عند جسر البالما، مع ترك ممرّ للحالات الطارئة، وأكدوا عدم إزالته حتى تحقيق المطالب.
إلى ذلك جابت مسيرة راجلة أحياء طرابلس مروراً ببولفار فؤاد شهاب احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار الذي لامس 10400 ليرة لبنانية وتردي الأوضاع المعيشية مرددين هتافات تطالب بـ»استقالة جميع المسؤولين ومحاكمتهم».
على خط آخر، وقعت مواجهة بين الجيش والمتظاهرين في منطقة البحصاص في طرابلس، بعدما عمد عناصر الجيش إلى فتح الطريق بالقوة. على الفور انضم ثوار البلما إلى ثوار البحصاص بعد الإشكال الذي وقع مع الجيش على خلفية منعهم من قطع الطريق وعمدوا إلى إعادة إقفال الطرقات التي حاولت عناصر الأمن إعادة فتحها.
وفي صور وتحديداً عند مفرق العباسية حاول أحد المحتجين وأثناء قطع الطريق إحراق نفسه بعد أن سكب على جسده كمية من البنزين، وتدخل عناصر من الدفاع المدني ما حال دون وقوع الكارثة.
وكان السير قد قُطع في البترون وعلى أوتوستراد الدورة باتجاه نهر الموت وعلى تقاطع الكولا باتجاه كورنيش المزرعة وأمام مسجد محمد الأمين بالإطارات المشتعلة وعند طريق الصيفي باتجاه الدورة والطريق قرب مبنى «النهار» وفي محلة الحمرا أمام مصرف لبنان وعلى أنفاق المطار بالاتجاهين وعند طريق الرينغ من جميع الاتجاهات. كما قُطع الطريق على أوتوستراد المدينة الرياضية بالإطارات المطاطية المشتعلة على كورنيش المزرعة عند مسجد عبد الناصر بالاتجاهين بواسطة مستوعبات النفايات المشتعلة وفي محلة طريق المطار القديمة قرب ملعب الأنصار وعند تقاطع الكولا باتجاه جسر سليم سلام، والبربير باتجاه الروشة بالاتجاهين بواسطة مستوعبات النفايات المشتعلة وعلى المدخل الجنوبي لمدينة بيروت: أوتوستراد الجية وساحة إيليا في صيدا باتجاهاتها الأربعة، الجية، الدامور، دوحة، عرمون. وعند أوتوستراد الناعمة بالاتجاهين وعند سوق الصرافين والبوابة الفوقا في مدينة صيدا. كما أُقفل أوتوستراد صيدا – صور في عدلون وشارع المصارف في صيدا وقُطع السير على طريق عام ضهور العبادية عاليه بالاتجاهين وعلى طريق حاصبيا مرجعيون عند مثلث سوق الخان بالإطارات المطاطية فضلاً عن طرقات خلدة، دوحة عرمون بشامون والشويفات.
وفي المتن قُطع الطريق في الزوق، جل الديب، الدورة المسلك الشرقي، مزرعة يشوع. وأبقيَ استثنائياً على الطريق البحرية مفتوحة من جونية باتجاه بيروت حيث شهدت زحمة سير كثيفة ولا سيما بعد إقفال الطرق الفرعية لجهة الأوتوستراد في جل الديب. وعمد المعتصمون على نصب الخيم وسط الأوتوستراد وما لبثت أن أزيلت في ظل دعوات عبر مكبرات الصوت لنزول المواطنين والانضمام إلى المجموعات مع تأكيد عدم الخروج من الشارع حتى ساعات متقدمة من الليل.
ومساء أمس، كان أوتوستراد الدورة ما زال مقطوعاً بالاتجاهين بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات والحجارة أمّا الطرقات الداخليّة والطريق البحريّة فظلت سالكة وسط انتشار للجيش والقوى الأمنيّة. كما سُجل قطع السير على تقاطع مار تقلا – سدّ البوشريّة جبيل،، غزير، جسر الواطي وأقدم المحتجون على المسلك الغربي لأوتوستراد زوق مصبح مقابل كنيسة مار شربل على نصب خيمة كبيرة وسط الأوتوستراد.
وأفيد مساء أمس، بأن الطرقات المقطوعة شمالاً هي: عابا بتوراتيج – كوسبا مفرق رشدبين – شكا الهري بالاتجاهين – البترون قبل جسر الحديقة – النخلة مفرق البترومين – البداوي / اكومي / مسجد صلاح الدين/ الجديد – البالما – التبانة – المنية / دير عمار / البلدية – نفق عرمان – العبدة – ساحة حلبا – الحيصة.
أمّا في البقاع فإن الطرقات التي قُطعت فهي: مستديرة زحلة، مفرق قبّ الياس، جديتا العالي، شتورا، تعلبايا، سعدنايل، المرج، الرفيد، المنارة، جب جنين وحوش الحريمة.
كما قطع عدد من المحتجين الطريق الرئيسية في بلدة كفردبش غربي بعلبك بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملة الوطنية.