«القومي» في رسالة إلى الفنان التونسي لطفي بوشناق: موقفكم الشجاع يؤكد وقوفكم مع فلسطين… وأنّ الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع بين الحق والباطل
فعل المقاومة لا يقتصر على الميدان العسكري بل ينسحب على تفاصيل حياتنا وثقافتنا، ليتجلى رفضاً لواقع تآمر بعض الأنظمة العربية ومشاركتها في “صفقة القرن” لتصفية المسألة الفلسطينية، واقامة العلاقات المباشرة مع العدو الصهيوني وتسهيل تغلغله في بعض الساحات العربية تحت مسميات متعددة يتم الترويج لها اعلامياً وعبر اعمال درامية وغنائية.
إن رفض الفنان التونسي لطفي بوشناق الغناء مع “اسرائيلي” هو فعل مقاومة دفاعا عن فلسطين، خصوصاً أن الفنان بوشناق أدى عشرات الأغاني المؤيدة لمقاومة شعبنا في فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني، من بينها “ماذا ستفعل” و”أجراس العودة” و”خليك صامد يا فلسطيني، وأكد في أكثر من لقاء صحافي “أنه ينظر إلى التاريخ، وبأن مواقفه هي التي ستبقى، والتاريخ لا يمكن شراؤه بالنقود”.
قال بوشناق “رفضت عرضا بقيمة 300 ألف دولار لأداء ديو مع فنان إسرائيلي لأن ذلك يتعارض مع تاريخي ومبادئي، والقضية الفلسطينية هي قضيتي، وكل إنسان حر يقاوم من موقعه، أنا لست سوى عابر سبيل في هذه الدنيا ولدي صوتي ومن خلال اغنياتي أعلن موقفي الذي سيبقى بعد رحيلي، وانا أغني للسجين لا للسجان”.
وتثمينا لموقفه، بعث عميد الثقافة والفنون الجميلة في الحزب السوري القومي الاجتماعي هاشم حسين برسالة إلى الفنان لطفي بوشناق حيا فيها موقفه الشجاع وقال في الرسالة:
“نحييكم بتحية الوفاء القومي في صراع الوجود في هذه المعركة المهولة التي تخوضها إنسانية بلادنا بمواجهة عنصرية متوحشة يجسدها عدو متشعب الرؤوس يخوض حربه الشعواء علينا على إنسانيتنا وحياتنا، ضد تاريخنا وحقنا وهويتنا وثقافتنا ووجودنا”.
أضاف: نعبّر عن موقفنا الداعم لكم، ولمسيرتكم الفنية الرفيعة عطاء وتميّزاً وتفوّقاً نفسياً وهذا الاشتراك الفاعل والحضور المتميّز في ضمير الوطنيين وأهل النضال على مساحة الوطن السوري خصوصا والعالم العربي عموما وفي نفوس أحرار هذا العالم الذين رفضوا الذل والاستعباد والسير في ركب الخيانة لقاء بضعة دراهم».
وتابع: «إنّ موقفكم النبيل الرافض للعرض «الاسرائيلي» وما جاء في تصريحكم الأخير: «إن الفنان موقف ورسالة» إلى قولكم « إن المعركة الدائرة في فلسطين هي معركة بين الخير والشر» وتفضيلكم للعمل الزهيد والحياة الزهيدة على الخيانة والارتزاق والارتهان لهو دليل وعي إنساني تام لهذا الصراع القائم بأنه صراع بين الحق والباطل بين الوعي والجهل بين التحرر والعبودية وبين الإنسانية والتوحّش».
وأردف: إننا إذ نشد على يديكم وننوه بموقفكم النبيل، نقف بجانبكم وندعم مواقفكم، وعبركم نتوجه للشعب التونسي بتحايا الإكبار والتقدير، فهو شعبٌ حيٌ حر قد زرع الإنسانية أملاً دائماً بعطاءاتٍ إنسانيةٍ لا تفنى لا سيما انه الشعب حفيد اليسار بانية قرطاجة الحضارة، ابنة الأمة السورية التي خرجت الى الوجود تحمل لواء الحرية والتضحية والوفاء فكان الشعب التونسي جديراً بهذا الوفاء».
وختم العميد هاشم حسين:»إليكم منّا تحية تقدير واحترام ووفاء لا ينتهي بمقدار الوفاء والإخلاص الذي تكنونه لبلادنا وشعبنا وأهلنا عموماً وعلى وجه الخصوص لأهلنا جنوب الأمة في فلسطين شعبنا الذي صنع الانتصار بإرادة الحق وخلّد الصراع أيقونة التائقين للحرية والنضال شعاراً دائماً يرف في عُلا الإنسانية صدّاحا: حي على الجهاد».