أخيرة
تقاس حضارة الأمم بما تكتب
} يكتبها الياس عشّي
أسوأ ما في كتابات اليوم أنها، في أحيان كثيرة، تمدّ لك لسانها، وتدير لك ظهرها، وتنأى عنك، وتصادر أناملك، وتفرض عليك إقامة جبرية في عقول مسطّحة وغبيّة، تسرح وتمرح على الشاشات، وصفحات التواصل الاجتماعي، وفوق المسارح، وبين أعمدة الصحف وعناوينها! فلا أنت قادر على الهروب منها، ولست قادراً، حتماً، على التعايش معها، أو على كمِّ أفواهها .
وبين مقالة من هنا، وتعليق من هناك، ترى نفسك في حالة يُرثى لها، وتتمنّى لو أنّك أمّيٌّ حتى لا تقرأ، وأصمّ حتى لا تسمع، وأعمى حتى لا ترى! إنها أعلى درجات الإحباط.