الصراع على فلسطين صراع قومي بامتياز
} يكتبها الياس عشّي
أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن تنجح الصهيونية العالمية في تحويل الصراع القومي على فلسطين إلى صراع إنساني أو ديني. إنّ العقل اليهودي في تماهيه مع العقل الغربي الكولوني، يسعى إلى هذه المعادلة، ويعرف تماماً أنّ أيّ حلّ يأتي، عبر هذين الحلّين، سينهي الصراع العربي ـ «الإسرائيلي» لمصلحة قيام امبراطورية تمتدّ من الفرات إلى النيل.
وما يثير الدهشة أنّ الأنظمة العربية، في معظمها، ابتلعت هذه المؤامرة، بل سعت إلى ترسيخها، وذلك عبر مشهد «ثقافة» المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، و «ثقافة» العصبية الدينية في الدفاع عن الأماكن المقدسة !
إنّ لـ «إسرائيل» مصلحة في تأجيج هاتين الثقافتين، لأنهما تفرغان الصراع العربي ـ «الإسرائيلي» من محتواه القومي. وإذا كانتِ المسألة الفلسطينية ما زالت في نفوس القوميين فلأنّ سعاده وضعها في إطارها القومي الصحيح، عندما أعلن في عام 1947 :
«إنّ الأمة السورية هي وحدها صاحبة الحقّ الطبيعي والشرعي في فلسطين».