صباحات
} 18-3-2021
صباح القدس للحظات الحاسمة وكل انسداد باب لانفراج او انفجار، وكل اشتداد في الأزمات اقتراب من تبلور قرار، وكل شيء في المنطقة يقول إن الاستحقاقات داهمة، وإن مشاريع التسويات مغلقة على حافة اوهام المساومة، وإن الهدف في العقل الغربي لا يزال وهم إضعاف المقاومة، ومعادلتهم الواهمة تقوم على ثنائية القوا سلاحكم وخذوا ما شئتم من المال والسلطة، من إيران الى العراق الى سورية الى لبنان الى اليمن؛ اما في فلسطين فشعارهم دعونا نترك الأمر الآن، حيث السلطة والمال مشروطان بحدود رضا الكيان وقدرته على احتمال مجرد عدد الفلسطينيين من دون مال وسلطة وسلاح فيكفّ بها او ببعضها، ومحور المقاومة الذي خاض حروباً وقدم التضحيات وحقق الانجازات ومعه حليف في موسكو وآخر في بكين، يواجهان تعنتاً وعناداً وأوهام تقاسم موضعي لفتات المغانم مقابل التنازل عن مكانة الشريك الكامل وصاحب القرار، وشيئاً فشيئاً تطل برأسها لغة التهديد والوعيد، والعداء، وتطل العقوبات، لكنها شهور وليس أكثر والمهلة كل يوم تقصر، ففي النووي الإيراني يقترب دخول زمن السلاح، وفي اليمن تتصاعد صيحات السلاح، وفي سورية انتخابات رئاسية ستقول إن الشعب يريد، وفي لبنان ليس ما يمنع انتخابات نيابية مبكرة تحسم الجدل وتفتح باباً للأمل وتحقق رغم أنوفهم المزيد، والذين يلوحون بها ويهددون اضعف من أن يفلحوا بقطف ثمارها، فكل شيء بات على الطاولة وفي الصيف تنضج الثمار، فإن أردتم حرباً مفتوحة فلتكن حرباً مفتوحة وإن أردتم تسوية النزاع. فالطريق يبدأ بحفظ السلاح والصواريخ الدقيقة ووحدة الساحات وتكريس شرعية الانتصارات، وإلا فليصيبكم الاهتراء وتخسروا بالتتابع الأجزاء، إيران ليست مستعجلة على الاتفاق، وسورية لن تفتح الباب مجدداً للنفاق، وانتظروا ما يدهشكم في العراق، وفي لبنان تذكروا الجليل والأنفاق ومن اليمن السعيد للنصر ترياق، وها هي ساعة الانسداد وساعة الاشتداد، واشتدّي أزمة تنفرجي – رحم الله صاحب القول الرئيس رشيد كرامي.
} 17-3-2021
صباح القدس للجرحى في محور المقاومة في يوم الجريح، وصباح القدس لسيد المقاومة متحدّثاً هذه الليلة والصورة الضبابية لا يجلي غموضها الا وضوح التصريح، ومن سواه يضع النقاط على الحروف، ومن سواه يعرف متى تشهَر ومتى تغمَد ومتى تهادن السيوف، فكل شيء من حولنا يقول إن الأمور ستشهد أحداثاً كبيرة، ولا يمكن للحال ان يبقى على حاله، فكل تموضع على ضفاف الأحداث من اللاعبين ستظهر تداعياته على الآخرين، فماذا سيفعل الأميركي في الملف النووي الإيراني وقد بات للعودة للاتفاق طريق واحد هو رفع العقوبات، والوقت ينفد، فهل يتحمل حروب الاستنزاف ام يعود؟ وماذا عن تحرك التركي نحو اليمن وكيف يجب أن يدفع ثمنه في سورية بصورة تؤكد ترابط الجبهات، فتحسم الخيارات بوجه الإرهاب الذي يريد العودة من الشباك بعدما أخرج من الباب، وها هو الموقف الأميركي الأوروبي من سورية يؤكد مواصلة العدوان، وها هم يشهرون سيوف الفوضى في لبنان، فما هي خطة محور المقاومة؟ وبالمقابل، أليسوا في أضعف حالاتهم لا يتحملون معركة جدية، تحسم على حدود العراق وفي إدلب، فتلاقي الحسم في مأرب، وتغلق أمام الأتراك فرص الخداع والنفاق، وكيان الاحتلال يبدو في المشهد الانتخابي في أسوأ حال، وتظهر عليه علامات الانحلال، والكيان السعودي المأزوم في اليمن، يواجه تحديات ومحن، فقد طغى خلط الأوراق على المشهد، وتسوية ليبيا والانفتاح التركي على مصر والخليج خير دليل، والخاسر هو المنتظر، والرابح هو المبادر، فأين ستكون الكلمة الفاصلة لمحور المقاومة، خلال الشهور المقبلة، بما يبدد الصورة القاتمة، ومن يملك أسرار الحركة، ويحمل بحضوره الخير والبركة، ولمن سواه يطيب للقدس صباح، ولمن سواه يأنس السلاح.
} 16-3-2021
صباح القدس لثبات التحالفات وصباح القدس لسقوط المراهنات وصباح القدس لتقدم الأخلاق رصيداً في صناعة السياسة وسقفاً لقراءة المصالح، فقد توهّم الكثيرون ان الانفتاح الأميركي على صناعة التسويات سيفكك التحلف الروسي الإيراني وإن لم يفعل فسيفكك التحالف السوري الروسي او السوري الإيراني وإن لم يفعل، فسيجعل حزب الله في وضع صعب تجاه مكانته في إيران او مكانته في سورية، وإلا فالحد الأدنى هو تعقيد موقع حزب الله في روسيا وتغيّر نظرتها نحوه. وها نحن نبدأ من الآخر، متانة علاقة حزب الله في روسيا، ما يعني حكماً متانة الحلف الروسي السوري الإيراني، وسقوط المراهنات من أعلاها إلى أدناها، وللسائلين لماذا يحدث هذا، الجواب هو لأن مدرسة جديدة في السياسة والنظرة للمصالح قدّمها ثنائي الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصرالله، وجدت صداها في روسيا، وهي مدرسة عنوانها، انظروا كيف تتحول الأخلاق الى صانع لميزان القوى، فالوفاء منظور أخلاقي لقراءة المصالح، ترجمته أن ارتضاء التحول الى مصدر لقوة الحليف الذي كان احد مصادر قوتي ليس غباء بل هو قمة الذكاء. فالتمسك بحماية التحالفات هو الذي يجبر جبهة الخصوم والأعداء على تغيير السياسات، والتسرّع في مغادرة مراكب التحالف كلما هبت ريح على أحد مراكبه تغري العدو بالاستفراد، وعندما يفرغ من حليف يتجه للآخر، والأخلاق في السياسة تحصين للمصالح، فمراكمة عناصر القوة وتقاسم أنصبة الأرباح لا تتم بلغة المصالح الآنية المتغيّرة بل بحساب المصالح البعيدة الثابتة، والثابت الرئيس في العالم والمنطقة هو أن أميركا الجيدة هي أميركا الضعيفة وأن فريقاً بمفرده لا يستطيع تحمل فاتورة إضعافها والحفاظ عليها ضعيفة، ولذلك فإن الحفاظ على التحالف أغلى من مردود معاركه التكتيكيّة، هذا هو مشهد موسكو في زيارة حزب الله، وقد صارت المواجهة في العالم والمنطقة أبعد من مواجهة بين مصالح متضاربة لتصير مواجهة بين مدرستين في فهم المصالح، واحدة تستند الى الأخلاق والثانية تقوم على البيع والشراء، ولمن لا يرى صباح القدس فلينظر الى حال التحالفات في الضفتين، واشنطن تقول أنا لا أتمسّك بالسعودية وهي اقرب الحلفاء، واذا كان ثمن التسويات منع السلاح عنها فنحن جاهزون، وموسكو تقول اتمسك بحزب الله الذي تظنونه أبعد الحلفاء وألد أعدائكم وتتوهمون أن فك التحالف معه أهون الأثمان في التسويات، وإذا كان قطع طريق السلاح عنه جزءا من طروحات التسويات فأنتم تحلمون.
} 15-3-2021
صباح القدس لسورية العز والكرامة وعشر سنوات حرب تجمّع خلالها ثلثا دول العالم وثلثا دول المنطقة وثلثا أجهزة المخابرات وثلثا قنوات الإعلام وقدّمت خلالها بصمود قائدها وبسالة جيشها وتضحيات شعبها وصدق تحالفاتها مثالاً لصمود أسطوري غير وجهة الخرائط وأسقط الخطط وأنشأ الاستعصاءات التي تغيرت على إيقاعها ادارة اكبر دول حلف الحرب في واشنطن، وهي تعترف بفشل حربها الأولى بنموذج ثورات الربيع العربي لوضع اليد على قرارها أو تفكيك الدولة ونقلها الى الفوضى وفشل حربها الثانية بواسطة عشرات آلاف الإرهابيين لإسقاطها او تقسيمها الى دويلات طائفية متناحرة، وفشل حربها الثالثة بتحويل الحصار والعقوبات الى مدخل لتغيير الخيارات، وها هي الاعترافات من أعلى مراتب التفكير على لسان فيلتمان وفورد تؤكد الفشل، سورية تمضي نحو حقها بحفظ الوحدة والسيادة والجولان في قلبهما، وهي تعضّ على الجراح، لكنها لا تبيع الكرامة لتشتري الخبز، وتستعدّ لتجديد الثقة بالقائد الذي صنع مجد حربها وتدعو له بالشفاء، وخلال شهرين سيكون لها موعد مع الاستحقاق الرئاسي وبداية مرحلة جديدة في السياسة أو في الميدان، فقد عقدت العزم مع حلفائها، على أحد نصرين، نصر سياسي يسلم عبره الأعداء والخصوم بالفشل ويرتضون التسليم بالحقائق، أو جولة حاسمة لفرض النصر بالقوة بإخراج المحتلين وإنهاء دويلات التقسيم، فهذا العام رغم الآلام هو عام الحسم ورسم النهايات، وكما من سورية تغير وجه المنطقة وسقطت مشاريع الهيمنة والاستتباع، من سورية ستنهض صورة الشرق الجديد، شرق الدولة الوطنية السيدة والموحّدة والمستقلة، بجيش لا يقهر وقائد كتب التاريخ وحفظ الجغرافيا وشعب المعجزات والتضحيات – صباح القدس يشرق من فوق قاسيون – هكذا قال المقاومون، هكذا يقول الشرفاء الفلسطينيون.
} 13-3-2021
صباح القدس لشعب المتاعب والمصاعب وتغيير المعادلات، فاليمن اليوم يحمل عبء حروب الأحجام والأدوار والتوازنات، والتلاقي التركي الخليجي المصري إيذان بمرحلة جديدة يريدها الأميركي كي يحفظ ماء وجه السعودية في أي تسوية يمنية، وفي قلب المناورة الجديدة تسوية في ليبيا وتموضع على ضفاف الحوار السياسيّ في سورية لينقل الأتراك مرتزقتهم من ليبيا وسورية الى اليمن فالاخوان المسلمون يحتضرون في مأرب والسعودية تختنق ببارود الصواريخ اليمنيّة وتستباح أجواؤها وتسقط مهابة أمنها بالطائرات اليمنيّة المسيرة، وتركيا تجدها فرصة مثلثة من جهة تسجيل نقطة تفوّق على السعودية في زعامة المنطقة في لحظة ضعف سعودي، ومن جهة ثانية انفتاح على مصر يحجز المقعد التركي في ليبيا والساحل الأفريقي ومن جهة ثالثة تمنح روسيا جائزة ترضية بتسهيل الحوار في اللجنة الدستورية لسورية حفاظاً على ما حققته تركيا في مسار استانة وانفتاحها على إيران وروسيا، لكن اليمن سيتكفل بهؤلاء وسينجح في رسم صمود وانتصار يغيّر المسار ويلتهم في جبهات القتال مرتزقة القاعدة والاخوان، وسيفرض اليمن إيقاعاً جديداً على التوازنات في المنطقة تضاف فيه تركيا الى معسكر الخاسرين في الخليج حتى لو تموضعت في منتصف الطريق كشريك في مساعي الحلول كما فعلت في سورية، تربح تركيا على الخليج وتسجل نقاطاً على مصر، لكنها تخسر في مأرب قلعة الأخوان كما خسرت قلعتهم في حلب، وبحاصل مشهد اليمن ستكون صورة الإقليم، من يسبق بالانفتاح على سورية والتموضع على خطوط سيادتها ووحدتها يحفظ مقعده في المشهد الكبير، ومرة أخرى تتأخر السعودية وتشد من ورائها مصر فتحصد تركيا مقعد العرب حتى لو قرروا عودة سورية الى الجامعة، لكن الأعين ستكون شاخصة نحو اليمن، حيث ستدور معارك الحسم الكبير، من حجة وأب وأبين الى مأرب، وصولاً لما سيطال الحديدة التي يريدون فتح معاركها مجدداً، وما سيطال الإمارات من توسيع مدى حركة الصواريخ والمسيرات اليمنية، إنه شهر الحسم والمعارك المفصلية، حمى الله اليمنيين وسدد صواريخهم ومسيراتهم، وثبت أقدام مقاتليهم، يستحقون كما في كل مرة صباح القدس التي أخلصوا لها بوصلة لا تتبدل.
} 12-3-2021
صباح القدس لأهل الشهامة والكرامة في حزب المقاومة يتربّعون على منصة القرار في الإقليم وينتزعون الاعتراف بلا ضجيج بكونهم ركناً حاسماً في المعادلة، وها هم الى موسكو في مصاف رؤساء الدول فبدونهم لا تستقيم حلول ولا تقوم منازلة، حزب الله ضيف رسميّ على موسكو والشأن اللبناني تفصيل في المحادثات، يقول الروس نثق بقراءة هذا الحليف للمشهد الدوليّ وإتقانه حسابات الضعف والقوة بمثل إتقانه فنون الحرب، ولأننا قوتان كبيرتان تتحرّكان في مساحة واحدة فمن الطبيعيّ أن نتشاور في التوقعات والاحتمالات ونستعدّ بالخطط المناسبة بما يضمن حماية الإنجازات، ويسأل مسؤول عسكري روسي، من الأهم في الشرق الأوسط عسكرياً، أميركا ام حزب الله، ويقول الخبراء الروس إن المشهد الدولي أشد سوءاً من المشهد الإقليمي لأن حجم التغيير الذي فرض نفسه على الأميركيين مصدره المنطقة التي يتحرك فيها حزب الله، بينما حدود التغيير الدولي ليست كافية لإحداث التغيير، ويقولون ان بعض من في المنطقة لا يدرك أن بوصلة السياسات الأميركية في المنطقة تبنى على معادلة عنوانها أين يقف حزب الله، وحدود ما يقبل حزب الله، وأن روسيا تفخر بأن لها حليفاً هو حزب الله، فهو شريك في كل الملفات الحساسة، في عودة النازحين السوريين وفي أمن جبهات الاشتباك مع الاحتلال وفي مسار لبنان السياسي وفي ملفات النفط والغاز، وفي مستقبل اليمن والعلاقات مع الخليج، ترغب موسكو أن تستمع الى حزب الله، في الماضي كان يقول البعض إن روسيا تاجر يبيع ويشتري وان بضعة مليارات من استثمارات سعودية او اماراتية تنقل روسيا من ضفة سياسية الى اخرى، وجاءت الحرب على سورية، وقال الرئيس فلاديمير بوتين أثناء حرب الأسعار التي خاضتها السعودية لإفلاس روسيا في سوق النفط والغاز لتبديل موقفها في سورية، وقد بلغت الخسائر مئة مليار يورو، إن حماية سورية والتمسك بالموقف معها يعادل أضعاف أضعاف هذه الخسائر. السؤال الذي يجب ان يطرحه المستعجلون لتوقع التنازلات سعياً للتسويات وعينهم على موسكو لأنهم موهومون بقوة أميركا، هو لماذا تفرط موسكو بحلف ذاقت معه طعم العظمة وهي ترى أن قاصديها اليوم يفعلون ذلك لأنها استثمرت في هذا الحلف؟ فهل من عاقل يفرط بأسباب القوة ويتوقع أرباحها، كمن يبيع رأس المال وينتظر الفوائد، والتحالف مع حزب الله هو رأس المال كما يقول مسؤول روسي كبير، وحزب الله يقول، نحن بحصة تسند خابية، صباح القدس للتضحيات والبطولات تصنع القامات والمقامات.