عربيات ودوليات

بايدن يردّ على عرض بوتين: سنتحدّث في وقت ما ولافروف يؤكد استعداد بلاده للتطوّر الصعب مع واشنطن

 

رجّح الرئيس الأميركي، جو بايدن، أمس، إمكانية التحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في وقت ما، بعد تصريحاته هذا الأسبوع التي شبّه فيها بوتين بـ»القاتل».

وقال بايدن في مؤتمر صحافي وجيز، قبل زيارته للعائلات الآسيوية التي وقعت ضحية للعنف المسلح في أتلانتا: «أنا متأكد من أننا سنتحدث في وقت ما».

وفي وقت سابق، علّق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، على رأي بعض الخبراء حول احتمال نشوب «حرب باردة» جديدة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقال بيسكوف للصحافيين، أمس: «المراقبون والمحللون يكسبون المال من هذه التوقعات». وأضاف: «نحن نأمل الأفضل دائماً، لكننا في الوقت ذاته مستعدّون للأسوأ».

وأكد أن «موسكو لا تستطيع تجاهل تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها مستعدّة لمواصلة الحوار مع واشنطن».

وتابع: «في ما يتعلق بروسيا الاتحادية، فإن الرئيس أعرب بوضوح عن رغبته، على الرغم من كل شيء، في مواصلة العلاقات بين البلدين، لأن هذا لا يصبّ في مصلحة البلدين فقط، ولكن أيضاً في مصلحة العالم بأسره».

وأوضح بيسكوف أن «عرض التواصل المباشر كان حول إجراء حوار بين الزعيمين وليس مناظرة»، قائلاً: «بالطبع لا يمكن أن يكون هناك مناظرة بين الرئيسين، هو اقترح لمجرد التواصل، ومواصلة الحوار بين رئيسي الدولتين».

من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده مستعدة لـ»التطور الصعب للوضع في العلاقات الروسية الأميركية».

لافروف وفي كلمة فيديو ألقاها في جلسة مجلس الأمناء لصندوق غورتشاكوف الروسي قال: «إن الوضع (في العلاقات مع الولايات المتحدة) صعب حقاً، لكننا جاهزون لمثل هذا التطور للأحداث».

وذكّر لافروف بالموقف المعلن سابقاً بأن «روسيا ستكون جاهزة للتعاون مع الولايات المتحدة «فقط في المجالات المهمة بالنسبة لبلاده، وفقط بشروط مفيدة لها».

وشدّد الوزير الروسي على «ازدياد دور الاتصالات الدولية على مستوى المجتمعات المدنية في الظروف الحالية».

وعبّر عن اعتقاده بأنه «ظهر في ترسانة الرؤساء الأوروبيين ظاهرة جديدة» وصفها بأنها «الدبلوماسية المزيفة» التي تنحصر في رفض كل وجهة نظر بديلة.

وفي هذا السياق قال: «من أجل الحفاظ على مواقعهم الجيوسياسية يستخدم زملاؤنا الغربيون بنشاط مجموعة واسعة من الأدوات غير الشرعية تماماً، ابتداءً من الضغط باستخدام القوة، وإلى العقوبات الأحادية الجانب. ونشهد حالياً توسع في استخدام اختراع خرافات مختلفة وتوجيه اتهامات يرفضون بغطرسة تقديم أي أدلة على صحتها، وعلى ما يبدو فإنه لا توجد لديهم أي أدلة بشكل تام. كما يستخدمون معلومات مزيفةوبالإضافة إلى الأخبار المزيفة التي تمتلئ بها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، ظهر في ترسانة الرؤساء الغربيين ظاهرة جديدة وهي الدبلوماسية المزيفة».

وتابع قوله: «يتم استبدال السياسة الحقيقية ذات المعنى بتهديدات لمعاقبة كل من يقف موقفاً مختلفاً في الشؤون الخارجية والداخلية، على حد سواء».

يأتي ذلك في ظل حرب تصريحات متبادلة بين البلدين، بعد أن أثار بايدن غضب موسكو بوصفه في مقابلة بثتها شبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بـ»القاتل»، مضيفاً أنه «سيدفع ثمن تدخله في الانتخابات الرئاسية الأميركية» الأخيرة، وأشار إلى أن ذلك «سيتحقق قريباً».

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح أول أمس، مواصلة حديثه مع الرئيس الأميركي جو بايدن من خلال بث مباشر على الهواء.

وفي حديث مع قناة «روسيا 24» قال إن «مبادرة الاتصال الهاتفي جاءت من الرئيس بايدن في المرة السابقة»، مضيفاً، أنه» يقترح على بايدن إجراء حوار مفتوح شرط أن يكون على الهواء مباشرة».

وتابع بوتين: «يبدو لي أن هذا سيكون في مصلحة كل من شعبي روسيا والولايات المتحدة، وكذلك الكثير من الدول الأخرى».

وقال بوتين: «من الأفضل ألا نضع ذلك خلفنا.. أودّ أن أسافر إلى تايغا خلال عطلة نهاية الأسبوع لأستريح هناك قليلاً، لذا من الممكن أن نفعل ذلك غداً أو على سبيل المثال يوم الاثنين».

وأردف قائلاً «تفضلوا، نحن مستعدون للقيام بذلك في أي وقت، في أي وقت ملائم بالنسبة إلى الطرف الأميركي، أنا شخصياً سأقدّم مباشرة الآن توجيهاً مناسباً لوزارة الخارجية الروسية».

واقتراح بوتين جاء بعد رده، الخميس الماضي، على تصريحات نظيره الأميركي جو بايدن الأخيرة ضده، والتي وصفه فيها بأنه «قاتل»، وقال إن «القاتل هو مَن يصف الآخر بذلك، وكل إناء بما فيه ينضح».

وقال «إن الناس يرون الآخرين عادة كما يرون أنفسهم، قبل أن يتمنى الصحة لبايدن»، لافتاً إلى أن «موسكو ستعمل مع واشنطن بناء على ما يصبّ في مصلحة روسيا».

وفي السياق نفسه، استدعت موسكو سفيرها من واشنطن للتشاور على خلفية وصف بايدن لبوتين بـ»القاتل».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى