مساعي تشكيل الحكومة… «لعب أولاد»!
} عمر عبد القادر غندور*
على مدى أشهر من انتظار حلول لتشكيل الحكومة، كانت زيارة الرئيس المكلف الى القصر الجمهوري ورقمها 18، توحي سلفاً بالفشل، بسبب الذهنية العفنة التي تطبع أسلوب المشتغلين في السياسة في لبنان.
مدة اجتماع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لم تتعدّ العشرين دقيقة، كلّ شيء كان متجهّماً مقفلاً.
لا كيمياء بين الرئيسين عون والحريري، لا ثقة… ولا حتى شعرة معاوية بينهما.
المستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية يقول انّ الرئيس أراد تسهيل تشكيل الحكومة وأرسل نصاً منهجياً يتضمّن أربعة أعمدة تؤدي الى تشكيل الحكومة.
الرئيس المكلف قال إنه تقدّم بتشكيلة حكومية بالأسماء، بينما أرسل لي فخامته تشكيلة تتضمّن الثلث المعطل وهي غير مقبولة و»الرئيس مش شغلتو يشكل حكومة وأنا ما شغلتي عبّي أسماء».
وردت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية متهمة الرئيس المكلف بالتضليل، وتتردّد معلومات بأنّ فخامته بصدد إرسال كتاب الى المجلس النيابي يشرح فيه تفاصيل لقائه بالرئيس الحريري وانه يسعى لايجاد مخرج.
كلّ هذه التفاصيل المُملّة هل تسهم في تخفيف آلام اللبنانيين أم تزيدها. وماذا يهمّ اللبنانيين من هذه الأسماء والأسماء المضادة؟
ما جرى في الساعات الماضية أشبه بلعب الأولاد…
البلد يحتضر، والسياسيون يعطلون الحلول بسلاح الثلث المعطل وتبادل المحاصصات باسم الدين والمذهب… ولا علاقة للدين والمذهب بهذه الصفقات…
يا جماعة… لنجرّب مرة واحدة حكومة من ذوي اختصاص وخبرة وشفافية من خارج القيد الطائفي…
مثل هذه الحكومة لا تدعمها أحزاب ولا طوائف ولا ميليشيات…
مثل هذه الحكومة ستواجه حرباً شرسة يشنها عليها محترفو السياسة وأكلة الجبنة والمال العام السائب.
فهل يدعمها الشعب الذي يتبهدل ويتشرشح ويجوع أكثر من أيّ وقت مضى؟ مجرد سؤال…
أيها اللبنانيون… عرفتم أزمات عنيفة، وحروب أهلية بلهاء، وتجرّعتم كؤوس الخوف والموت والذلّ.
ولكن حالكم اليوم هو أسوأ بكثير، والأخطار التي تحيط بنا اليوم أخطار وجودية وليس أقلّ من ذلك، ولأننا مؤمنون بقدر الله لا يجوز ان يعترينا اليأس والقنوط، ولم يبقَ لنا إلا الدّعاء والاستجارة من سياسيينا الفجرة ومن غدر الزمان وتواتر الأحزان ما ظهر منها وما خفي…
ونسترشد برب السماء مما فيه الصلاح والإصلاح، عسى أن يرحمنا الله، ويحفظ وطننا الذي ليس لنا سواه.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي