التويني: أزمات النظام تتكرّر والحلّ عسير
رأى الوزير السابق نقولا التويني، أنه «يتساءل الكثر منّا، لماذا بعد 155 يوماً من التكليف لم يتمّ إرساء وزارة في لبنان رغم كلّ الإملاءات الدولية الفرنسية والروسية والمصرية والعربية، يأتي هذا في ظروف قصوى من القصور المالي والصحي وانفجار مدينة بيروت المزلزل واكتشاف بؤر عميقة من الفساد مترابطة بأنفاق عابرة للطوائف والأحزاب وجمعيات سريّة لشفط المال الحرام من موجودات ومدخرات دولتنا وشعبنا».
واعتبر في بيان أنّ “لبنان الحديث بعد الانسحاب السوري، ومن ثم الانكفاء المتقهقر الصهيوني بعد حرب 2006، أصبح عربة تسير على ثلاث عجلات ضمن حمولة متوازنة لكلّ عجلة بثلث الوزن الإجمالي من دون إمكانية غلبة فريق على الآخر. وكان اتفاق الطائف تمّت صياغته بحيث لا تسير العربة إلاّ بطاقم من الخارج وأن يكون لكلّ عجلة ممثل خارجي في قمرة القيادة وهكذا دواليه. فميزان تقاسم الحصص والأرباح في وضعنا الفاسد دقيق جداً لا يحتمل الزوغلة أبداً”.
أضاف “انتقل لبنان بعد حربه الأهلية الطويلة من الأزمات العسكرية المتكرّرة إلى عصر الأزمات السياسية المتكرّرة”. وتابع “حلّت الحرب الأهلية والكونية في سورية، التي تبعت انسحاب الجيش السوري من لبنان، وبدأت أزمات النظام (في لبنان) تتكرّر من حكومة من دون رئيس جمهورية إلى رئيس من دون حكومة إلى حكومة تصريف ورئيس حكومة مكلّف… ثبت الحكم في نظامه عبر أكثر من سبعين سنة من حكم الدولة أنه غير قادرعلى بلوغ سن الرشد وأن التوازن الموجود جامد وغير قابل للتغيير أو الميول إلى أي اتجاه، وإنّ حاجة كلّ فريق إلى عرّاب خارجي ومموّل غير قابلة للنقاش أو البحث فما هو الحلّ إذاً؟ هنالك حلّ ديمقراطي بسيط ألا وهو خلق حزبين من المجموعات المتناحرة ولكن يترتب على ذلك أن يكون هنالك مشروع وطني اقتصادي إجتماعي ناجح”.
وأشار إلى أنه “كلما تزعزع الوضع العربي تزعزع الوضع الداخلي اللبناني، فأزمة 1958 تبعت أزمة حلف بغداد، واشتباكات سنة 1970 بين الجيش والمقاومة الفلسطينية تبعت حرب وهزيمة 1967 واتفاق القاهرة، والحرب اللبنانية أتت كردّ إسرائيلي على انتصارات الجيوش العربية في 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وعند كلّ تغيير لموازين القوى العربية تتغيّر موازين القوى في لبنان”.
وختم “لبنان لا قدرة تاريخية له أن يعيش مستقلاً عن محيطه العربي والمحيط العربي لا قدرة له اليوم على التأثير على لبنان ومشغول في حروب وانقسامات لا تُحصى. هذا هو واقعنا المرير والحلّ عسير في لبنان حيث يُسمع صدى خلافات الأصوات العربية الفاعلة من المحيط إلى الخليج”.