السيد عمار الحكيم للإعلاميات العربيات: مشاريع الإصلاح تحتاج الى جرأة وتضحية
استقبل رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم وفداً من الإعلاميات العربيات من لبنان، سورية، الأردن، مصر، تونس، ليبيا، السودان واليمن، عارضاً معهن لشؤون وشجون المرأة العربية في ظلّ التحديات التي تواجهها، وآلية العمل المطلوبة من أجل تحقيق العدالة في الحقوق، ولم تغب تطوّرات الإقليم عن حوار السيد الحكيم، شارحاً رؤيته وتيار الحكمة لتلك التطورات.
كما تطرّق الحكيم إلى أوضاع العراق السياسية طارحاً أمامهن رؤيته للعمل السياسي المطلوب في العراق للعبور به نحو الديمقراطية الصحيحة، كما استمع الى مقاربتهن لكلّ القضايا التي تخصهن مباشرة وللتطورات في العراق والإقليم.
وقال السيد الحكيم: إنّ المسموع عن الوضع العراقي يمثل جزءاً من الواقع، فهناك صورة إعلامية عن العراق، وهناك صورة واقعية يعيشها العراق، من دون أن ننسى أنّ الإعلام يبحث عن الإثارة وغالباً ما تكون الإثارة مرتبطة بالسلبيات.
وأضاف انّ العراق شهد حالة تنوّع منذ آلاف السنين، وتنوّعنا يشبه باقة الورد زاهية الألوان ومتعددة الروائح ونحتاج الى إدارة هذا التنوّع واستثماره وتحقيق التوازن المجتمعي كخطوة أساسية للاستقرار.
وكشف السيد الحكيم انّ انتقال العراق من مرحلة الدكتاتورية الى الديمقراطية وما ترتب على هذا الانتقال بين المرحلتين، حيث كان النظام الديكتاتوري يعمد الى أسلوب تغييب الخصوصيات واحتكار الوطنية في فئة او جماعة معينة، فيما اليوم جميع الخصوصيات محترمة في إطار الهوية الوطنية، ويجب أن لا يكون العراقي محرجاً في التعبير عن هويته وانتمائه، ونحتاج الى جهد أكبر لترسيخ ذلك عبر التوعية والتثقيف.
وعن وضع المرأة قال السيد الحكيم: بذلنا جهوداً كبيرة وما زلنا نبذل في خلق مناخ وثقافة جديدة لتمكين المرأة بالفعل لا بالكلام، ونحتاج الى وضع تصوّر عن الوصول الى الحالة التكاملية للمرأة، ونرفع شعار نعم للتمايز بين الرجل والمرأة وكلا للتمييز بينهما وعلينا خلق حالة العدالة بقبول كل منهما لمساحة الآخر. واعتبر أنه على المرأة أن لا تظلم نفسها بالحديث عن شؤون المرأة فقط فالمرأة هي نصف المجتمع ويتربّى في كنفها النصف الآخر فهي المجتمع كله وعليها أن تتبنّى كلّ قضايا المجتمع، وهناك تجارب عديدة ناجحة ورائدة في العالم لنساء تبوأن مناصب قيادية عليا، وبذلك نغيّر الإنطباع بأنّ المرأة للمرأة والرجل لشؤون الحياة والمجتمع.
وحول رؤيته للعمل السياسي قال رئيس تيار الحكمة السيد الحكيم: نعم لتديّن السياسة وكلا لتسييس الدين، كما أنّ الغاية من القول بأنّ السياسة مكر وخداع تغطية لسلوك مشين لبعض السياسيين، فممارسة العمل السياسي تأتي في إطار تنظيم أمور الناس والبعد القيمي والأخلاقي يجب أن يكون حاضراً خلال هذه الممارسة. وأنه بعد العام 2003 عاش العراقيون جميعاً حالة الخوف والقلق، فبعضهم تخوّف من عودة الماضي والآخر تخوّف من المستقبل مما جعل الناس تتمترس خلف الهويات الفرعية المذهبية والدينية، مما استوجب وضع معادلة مطمئنة لجميع المكونات والأطراف.
وأردف السيد الحكيم: بعد 17 عاماً من التجربة لم تعد المشكلة في حفظ حقوق المكونات وإنما في البرنامج السياسي لبناء الدولة ومعالجة المشاكل وتوفير الخدمات وطرحنا في 2016 المشروع الوطني العابر للمكونات ففكرة الشراكة والتوافق السياسي بمشاركة الجميع ومعارضة الجميع في آن واحد أثبتت فشلها.
وأشار الى انّ التحالف العابر للمكونات يمثل معادلة النجاح للمرحلة المقبلة ويفضل تشكيله قبل الانتخابات وتكون جميع المكونات ممثلة فيه وتتفق على برنامج لإدارة الدولة، يقابله تحالف آخر يضمّ المكونات العراقية أيضاً وبلون وبرنامج آخر وبذلك نكون قد وصلنا الى تشكيل جناحي الديمقراطية المتمثلة بالموالاة والمعارضة. وانّ مشروع التحالف العابر للمكونات مرّ بمراحل الاستنكار ثم الاستهجان ومن ثم القبول بالمبدأ والنقاش في التفاصيل ثم النقاش في التوقيتات حتى صار المشروع الوطني من متبنيات الجميع ولا يُشكك فيه.
وختم السيد الحكيم قائلاً «انّ مشاريع الإصلاح عادة ما تحتاج الى جرأة وتضحية ونحن مستعدون للتضحية من جديد، وكنا قد طرحنا من قبل مبادرة أنبارنا الصامدة وتحمّلنا تبعاتها من التهوين والتخوين ومن ثم أثبتت التجارب صحة قراءتنا للأحداث.