الراعي: رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف محكومان بالتشاور والاتفاق
أمل البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أن تكون الحكومة هدية عيد الفصح، متمنياً أن يُدرك رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف تأليف الحكومة أنهما محكومان بالتشاور وبالاتفاق.
وقال الراعي في قداس الشعانين على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي، «كابيلا القيامة» «يا ليت المسؤولين السياسيين عندنا، الممسكين بسلطان الحل والربط بشأن تأليف الحكومة، والبدء بالإصلاحات وعملية الإنقاذ الاقتصادي والمالي، يسمعون لصوت الشعب الذي لا يسكت وهو مصدر سلطتهم وشرعيتهم. ويا ليتهم يسمعون صوت المليوني فقير من شعبنا الذين لا يسكتون عن حقهم في كفاية العيش الكريم! ويا ليتهم يسمعون لصوت شبابنا الذين لا يسكتون مطالبين بمستقل لهم في الوطن لا في البلدان الغريبة!».
ورأى أنه «كان بمقدور الجماعة السياسية أن تغيّر نظرة الشعب إليها وتعوّم دورها، لو استيقظت على الواقع وعدلت بسلوكها وعملت على إنقاذ لبنان، خصوصاً بعد تفجير مرفأ بيروت. لكن معظم المسؤولين تمادوا في الخطأ والفشل واللامبالاة»، معلناً رفضه هذا الواقع وإدانته كل مسؤول سياسي أوصل دولةَ لبنان وشعب لبنان إلى هذه الحالة المأسوية».
وتابع «يأتي عيد الشعانين على عائلاتنا حزينا بسبب حالة اليتم التي أوقعها فيها المسؤولون السياسيون. كانت هذه العائلات تنتظر هدية العيد، حكومة إنقاذية غير حزبية، مؤلفة من خيرة الاختصاصيين في العلوم والخبرة والإدارة، أحراراً من كل لون حزبي وسياسي ومن كل ارتهان، قادرين على القيام بالإصلاحات والنهوض بالبلاد. نرجو ألاّ يحرموا عائلاتنا من هذه الهدية في عيد الفصح».
وتمنى لكي تتحقق الهدية «أن يدرك رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف تشكيل الحكومة أنهما، انطلاقاً من الثقة المتبادلة والمسؤولية المشتركة، محكومان بالتشاور وبالاتفاق وفقاً للقاعدة التي جرت منذ التعديلات الدستورية عام 1990 ما بعد الطائف، إذ كانا يحددان معاً المعايير ويختار كل منهما وزراء، ثم يتفقان على التشكيلة برمتها».
والتقى الراعي، رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان، الذي أوضح عقب اللقاء الذي دام حوالى الساعة، أن الزيارة للمعايدة «وفي هذا الظرف الذي نمرّ فيه، ولاسيما أن للبطريرك مواقف ومبادرات في هذه الفترة العصيبة، بهدف إنقاذ لبنان وإخراجه من الأزمة بالتعاون مع جميع الأطراف من دون أن يتبنى أي موقف من المواقف السياسية المطروحة».
أضاف «تأكد لي خلال هذا اللقاء، أن المنطلقات بين بعبدا وبكركي واحدة والأهداف الإصلاحية الإنقاذية المطلوبة من البطريرك هي أهداف فخامة رئيس الجمهورية، وهناك مساع من بكركي للوصول إلى قواسم مشتركة للخروج من الوضع الذي نحن فيه».
واعتبر كنعان أن «البلاد تحتاج إلى مبادرات خيّرة ونريد الوصول إلى نتائج وإصلاح ومشروع، ولا يمكن الذهاب إلى حكومات كلاسيكية كما كان يحصل في الماضي، تتحول عملياً إلى حكومة متاريس. لذلك، فالأهم هي الرؤية المشتركة لإنقاذ لبنان، في كل الحسابات التي تطرح».
إلى ذلك، احتفلت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، بعيد الشعانين في مختلف الأديار والكنائس، في ظل غياب الزياحات للسنة الثانية على التوالي.
وركزت العظات على ضرورة الإسراع في تأليف الحكومة والبدء بالإصلاحات ومعالجة الأزمات على الصعد كافة.