بحث وفد طبيّ سوريّ خلال لقاء السبت مع نائب عمدة موسكو الكسندر غوبرينكو ومدير وكالة التعاون الدولي يفغيني بريماكوف في مقرّ حكومة العاصم الروسيّة الواقع الطبي في سورية بعد الحرب الإرهابية عليها وخاصة الصعوبات التي تواجهها الجراحة العظميّة وعمليات تركيب المفاصل الاصطناعية.
وأكد السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد خلال اللقاء أهمية التعاون السوري الروسي في جميع المجالات، وخاصة الطبية بدءاً من تبادل الخبرات بين الأطباء السوريين والروس في مجال العمليات المعقدة وانتهاء بتقديم روسيا للقاح سبوتنيك v المضاد لفيروس كورونا.
ونوّه السفير حداد بالفريق الطبي السوري الذي أشرف على تركيب مفاصل اصطناعيّة في المشافي الروسية.
بدوره أكد نائب محافظ مدينة دمشق بشار الحفار أن إعداد مركز للعمليات الجراحيّة لمفاصل العظام كان اللبنة الأولى في بلورة نتائج (المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين السوريين) الذي عقد في دمشق داعياً إلى تشكيل الخطوات الأولية نحو تحقيق توأمة بين موسكو ودمشق تحقق المنفعة المشتركة لهما.
من جانبه شرح مدير مستشفى تشرين العسكري الدكتور مفيد درويش واقع القطاع الصحي في سورية والضرر الذي لحق به خلال الحرب الإرهابية التي استهدفت البنى التحتية والكوادر الطبية، مشدداً على أهمية زيادة التعاون الطبي السوري الروسي وخاصة في ما يتعلق بالجراحة العظمية وتركيب المفاصل الاصطناعية.
من ناحيته أكد نائب عمدة موسكو أنه يتمّ التحضير لمساعدات إنسانية للمدارس في دمشق، مشدداً على ضرورة تطوير التعاون بين الأطباء الروس والسوريين وداعياً لإقامة تعاون بين موسكو ودمشق على المستوى الثقافي للحفاظ على التراث.
من جهته أكد بريماكوف استعداد موسكو لتوفير كل أشكال الدعم لدمشق في جميع المجالات فيما طالبت يلينا يفريموفا نائب مدير الدائرة الطبيّة في حكومة موسكو بتقديم كل المقترحات المطلوبة والاستشارات التي يحتاجها الأطباء السوريون للعمل على تنفيذها.
أمنيًا، أقدمت ميليشيا «قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركي على تهجير أصحاب المنازل القريبة من مهبط لحوامات الاحتلال بحي غويران بقوة السلاح ووجهت إنذارات بالإخلاء لأصحاب منازل أخرى.
ولم تشفع وثائق وسندات الملكية لأصحاب المنازل ليجدوا أنفسهم مشرّدين من دون سكن وسط صمت كل المنظمات الإنسانية عن الجرائم المرتكبة بحق أبناء الحسكة.
ميليشيا «قسد» التي تسعى إلى إفراغ المناطق المحيطة بأماكن وجود قوات الاحتلال الأميركي من المدنيين أقدمت سابقاً على إفراغ ثلاثة أبنية طابقية في مساكن الجبسة الواقعة بين حيي غويران وحي الزهور إلى الجنوب من مهبط حوامات للاحتلال وطردت أهلها منها بقوة السلاح.
ويشير مصدر محلي إلى أن الميليشيا بدأت بالتضييق على الأهالي في المنطقة الممتدة من مقرّ وجود قوات الاحتلال الأميركي حتى حي الزهور حيث أقدمت على إغلاق الطريق الواصل إلى الحي بالسواتر الترابية ويضطر الأهالي حالياً إلى قطع مسافات طويلة للوصول إلى مركز المدينة كما قامت بإبلاغ عدد من أصحاب المنازل القريبة لإخلائها.
ويضيف المصدر: حوّلت ميليشيا «قسد» الأبنية السكنية التي احتلتها بشكل كامل إلى مواقع عسكرية لتحصين وتعزيز أماكن وجود قوات الاحتلال الأميركي في إطار مخطط يهدف إلى الاستيلاء على كامل الأبنية الممتدة من السكن الشبابي حتى دوار الباسل في حي غويران والتي تضم أبنية حكومية وقامت بتحصينها ورفع السواتر وحفر الأنفاق.
ويرى أهالي المنطقة أن ممارسات وانتهاكات ميليشيا «قسد» لا تختلف كثيراً عن اعتداءات مرتزقة الاحتلال التركي في رأس العين في الريف الشمالي الغربي للمحافظة وهي تمارس سياسة التهجير وإجبار الأهالي على ترك أملاكهم وتشريدهم والاستيلاء عليها لاستخدامها لأغراض عسكرية داعين كل الجهات المختصة والمنظمات الإغاثيّة والإنسانيّة للتدخل ووقف هذه الجرائم بحق المدنيين في المنطقة.
المواطن خضر تم الاستيلاء على منزله بالقوة يقول: «أعيش مع عائلتي حياة تشرّد بكل ما تعنيه الكلمة حيث لا مساكن للإيجار وإن وجدت فأسعارها مرتفعة جداً وحالياً أقيم في منزل أحد أقاربي بعد أن وضعت أثاث منزلي في منزل آخر وانتظر الفرج»، مضيفاً أن «هذه التصرفات مخالفة للقانون وكل الأعراف الدولية التي لا تعترف بها الميليشيا الساعية لتنفيذ مخططات أميركية لإفراغ المنطقة بشكل نهائي من سكانها الأصليين».
وأمام هذا الواقع وما تقوم به ميليشيا «قسد» بات الخوف يسيطر على باقي الأهالي في منطقة السكن الشبابي القريب فهم يتوقعون أن تعمد الميليشيا إلى طردهم من منازلهم لتحويلها إلى منطقة عسكرية أو إسكان عائلات مسلحيها، علماً أن السكن الشبابي يضم عشرات العائلات الوافدة من المحافظات الأخرى ومن ريف الحسكة.
وكانت قوات الاحتلال الأميركي استولت سابقاً على الأبنية السكنية الواقعة بين دوار الكهرباء في حي النشوة ودوار الباسل في حي غويران والتي تضم أبنية سكنية تابعة للسكن الشبابي ومقر شركة كهرباء الحسكة والمدينة الرياضية ودار الثقافة والجمعية المعلوماتية ومديرية الأحوال المدنية ومديرية الصناعة وفرع المرور ومديرية الشؤون البيئية والمصرف التجاري وفرع المرور ومديرية السياحة والإدارة العامة للحبوب.
وأجبرت الميليشيا خلال الأشهر الماضية الأهالي على إخلاء مساكن الشرطة في حيي غويران والصالحية واعتدت على أصحاب المنازل بالضرب واختطفت عدداً منهم كما استولت على مجموعة من المساكن الخاصة في حي الناصرة والمعيشية وعدد من المنازل في مساكن الشريعة بحي النشوة الغربية تنفيذاً لتعليمات مشغلهم الأميركي ولإجبار الأهالي على الانخراط بالعمل معهم في إطار المخططات التي أعدّها المحتل الأميركي للمنطقة.
وفي سياق آخر، ضبطت الجهات المختصة بالتعاون مع الأهالي اليوم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بعضها أميركي الصنع من مخلفات الإرهابيين خلال استكمال أعمال تأمين ريف درعا الغربي.
وفي تصريح ذكر مصدر في الجهات المختصة أنه خلال القيام بتمشيط مناطق في الريف الغربي للمحافظة تمّ ضبط أوكار فيها أسلحة وذخائر وصواريخ مضادة للدروع من مخلفات الإرهابيين، مبيناً أن من بين الأسلحة عدد كبير من «البنادق الآلية ورشاشات متوسطة وقواذف ار بي جي وحشواتها وصواريخ نوع مالوتكا وكاميرات حرارية وقناصات».
وأشار المصدر إلى أن الأهالي لعبوا دوراً مهماً في الكشف عن هذه الأسلحة، مؤكداً أن القوى الأمنية ووحدات الجيش مستمرة في تمشيط المناطق تباعاً لرفع ما خلفته المجموعات الإرهابية من أسلحة وعبوات ناسفة وذلك حفاظاً على سلامة المدنيين في المنطقة.