نصر الله: جهود جادة لتذليل العقبات الحكومية أميركا تسير نحو الأُفول ومحور المقاومة يتقدّم
أكَّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «أنَّنا لسنا في مرحلة يأس، بل هناك جهود جادة وجماعية من أكثر من جهة للتعاون لتذليل العقبات الحكومية»، داعياً إلى حوارات داخلية وإقليمية لمعالجة المشاكل. ورأى أنَّ أميركا تسير نحو الأُفول بينما محور المقاومة في تقدُّم تصاعدي.
كلام السيد نصرالله جاء خلال الحفل التأبيني الذي أقامه أمس، «تجمّع العلماء المسلمين» لرئيس مجلس أمنائه الشيخ القاضي أحمد الزين. واستهل السيد نصرالله كلمته بتجديد التعزية بالراحل، مؤكداً أنَّه كان نموذجاً راقياً ومتقدّماً ورفيعاً من الإيمان والتديّن والعلم والإخلاص، ونموذجاً للمقاوم والمجاهد والثائر والواضح في الموقف والرؤية والشجاعة»، مُضيفاً أنَّ الراحل كان راسخاً وثابتاً في طريق الوحدة والمقاومة.
ورأى «أنَّ اليوم هناك من بدَّله الإحباط الشخصي واليأس وأموال البترول والسلطة، بينما هناك مبنى فكري وعلمي وفقهي وشرعي انطلق منه الشيخ أحمد الزين وسار على هذا الخط وثبت عليه»، لافتاً إلى أنَّ الراحل «وضع أمامه ثوابت فلسطين والقدس والشعب الفلسطيني والأرض المحتلة من البحر إلى النهر، وحمل قضية مواجهة المشروع الإسرائيلي الأميركي للهيمنة على المنطقة».
وأشار إلى أنَّ الراحل كان منذ البداية وحتى النهاية مع فلسطين ومن يقف معها وضدَّ تصفية قضيَّتها، موضحاً أنَّ الزين «وقف مع كلّ المقاومين والعلماء وكان سنداً وداعماً وقدَّم كلّ إمكاناته من أجل المقاومة»، مؤكداً أنَّه وقف منذ البداية مع الثورة الإسلامية في إيران لأنَّها وقفت إلى جانب فلسطين.
وشدَّد على أنَّ «الموقف الأصعب بالنسبة للزين كان في سورية وقد تحمَّل من أجله الكثير وأدرك أنَّ أهمَّ الاستهدافات لسورية كان من أجل فلسطين والمقاومة».
وأضاف «الشيخ الراحل رفض ممارسة السلطات في البحرين والحرب على اليمن رغم كلّ الضغوطات، حيث كان من العلماء الذين كشفوا تضليل وأكاذيب ما تردَّد عن مذهبية تلك الحرب».
وأوضح أنَّ في المرحلة الأخيرة كان لموقف الزين وأمثاله من العلماء أهمية كبيرة، حيث أدّى العلماء دوراً تاريخياً في وأد الفتنة التي سعت إليها دول متآمرة.
وأكَّد السيد نصرالله أنَّه «في كثيرٍ من الدول حاول المتآمرون أن يأخذوا ما يحصل إلى فتنة سنية شيعية في سورية واليمن والعراق ولبنان وغيرها، فهناك من حاول تحريف المعارك إلى حرب مذهبية وهذا كان الأخطر والأصعب»، معتبراً «أنَّ من كسر عين الفتنة في هذه الحرب هم النّخبة السنية الرائعة والمتميّزة ومن كبار هذه النّخبة كان الشيخ أحمد الزّين».
ولفت السيد نصر الله أنَّ «هناك حرباً إعلامية وسياسية على المجاهدين في اليمن من خلال تصوير المشهد بشكل خاطئ والقول بأنّ السعودية تُريد وقف الحرب وأنصار الله يرفضون وقفها»، مشدّداً على أنَّ «ما عُرض على اليمنيين هو خداعٌ وتضليل وهو وقف إطلاق النار مع استمرار أشكال الحرب، وهو ما لا ينطلي على أطفال اليمن».
ودعا السيد نصرالله السعودية وأميركا إلى إدراك أنَّهم يضيّعون الوقت بعد اختبارهم اليمنيين الذين لن يُخدعوا، مشيراً إلى أنَّ وقف إطلاق النار من دون رفع الحصار يعكس الرغبة في تحقيق ما عجزوا عنه في الميدان العسكري.
واعتبر أنَّ المبادرات المقدَّمة هي دعوة لحوار تحت ضغط الجوع والمرض، بينما ما يطلبه اليمنيون هو «وقفٌ عسكري إنساني» للحرب على بلادهم.
ولفت إلى «أنَّ الصمود الفلسطيني هو السّبب في عدم تمرير صفقة القرن واختفائها عن التداول، والتي ماتت بسبب هذا الصمود بالإضافة لسقوط أحد أضلاعها وهو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب».
وأضاف «إن الضّلع الثاني لسقوط صفقة القرن هو الوضع الصعب لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو والأزمة الداخلية في الكيان الصهيوني وهو ما تعكسه الانتخابات».
وأشار السيد نصر الله إلى أنَّ الإسرائيليين قلقون من تطوُّر محور المقاومة الذي يعمل في المقابل على تراكم قدراته»، مؤكّداً أنَّ «المحور عبر أسوأ وأخطر مرحلة في تاريخه، إذ بات يقابل التهديدات بالعمل الجاد وتراكم القدرات».
وأوضح أنَّ هناك تطورات دولية مهمة جداً في ضوء وضع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الصين أولوية في سياستها ثمّ روسيا.
وأكَّد أنَّ ما لم تعطه إيران في ظلّ أقصى العقوبات والتهديد اليومي بالحرب لن تعطيه اليوم، وهي على عتبة تجاوز مرحلة الحصار والعقوبات بعد أن أثبتت قوَّتها وقدرتها.
وطلب السيد نصر الله عدم انتظار أميركا والعالم والتطورات، داعياً لحوارات داخلية وإقليمية لمعالجة المشاكل. ورأى أنَّ أميركا تسير نحو الأُفول وهي في نزول بينما محور المقاومة في تقدُّم تصاعدي.
وأكد «أنَّنا لسنا في مرحلة يأس، بل هناك جهود جادة وجماعية من أكثر من جهة للتعاون لتذليل العقبات الحكومية».