موسكو تحترم قرار طهران عدم إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن ولا تستبعد اتخاذ إجراءات عسكريّة ضدّ تهديدات الغرب الصاروخيّة
قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، إن «موسكو تحترم قرار طهران عدم إجراء مفاوضات مباشرة مع واشنطن، ورفضها عرض رفع العقوبات على مراحل».
وأضاف ريابكوف أمس، «ليس سراً أن روسيا أيّدت فكرة الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية، التي طُرحت قبل بضعة أسابيع، لإجراء اتصال غير رسمي بين جميع المشاركين في خطة العمل الشاملة المشتركة، وكذلك الولايات المتحدة».
وأوضح: «بما أنه اتخذ قرار مختلف في طهران، سنعمل بصيغة مفاوضات غير مباشرة، والتي بالمناسبة وافق الجميع عليها، بما في ذلك الأميركيون».
وأشار ريابكوف، إلى أن «هذا لا يبسّط المهمة، ولكن ليست هناك حاجة لاختراع شيء جديد، على العموم، نحن نتحدث عن العودة إلى ما كان قائماً منذ عام 2015».
يذكر أن قناة «برس تي في» الإيرانية، أكدت نقلاً عن مصدر إيراني مطلع، أن طهران «لن تتفاوض مع واشنطن قبل رفع كامل العقوبات، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر».
وسيعقد جميع أطراف اتفاق إيران النووي مباحثات منفصلة، اليوم، من أجل «تفعيل الجهود الرامية إلى إنقاذ الصفقة المبرمة عام 2015»، وفق الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخارجية الإيرانيّ محمد جواد ظريف، إن «الهدف من الاجتماع المقبل هو وضع اللمسات الأخيرة بشكل سريع على (خطوات) رفع العقوبات والإجراءات النووية من أجل إلغاء منسّق لكافة العقوبات، ليتبع ذلك توقف إيران عن الإجراءات العلاجية».
لكن المحادثات المتوقعة لن تجري بمشاركة كلا الطرفين؛ إيران وأميركا، حيث رفضت طهران أي اجتماع مع الولايات المتحدة في فيينا، ولن يجري الوفد الإيراني «أي محادثات مع الوفد الأميركي على أي مستوى»، حسب تصريح كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي.
واستبعدت وزارة الخارجية الأميركية إجراء مباحثات مباشرة مع إيران في هذه المرحلة، قائلةً: «لكننا منفتحون على ذلك».
ولفتت الخارجية الأميركية إلى أن «القضايا الرئيسية للبحث تشمل الخطوات المطلوبة من إيران للعودة للالتزام بالاتفاق، وخطوات تخفيف العقوبات المفروضة على إيران».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنها «لا تستبعد اتخاذ إجراءات عسكرية للردّ على التهديدات الصاروخية من قبل الغرب».
وصرّح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس، بأن «الجيش الروسي يتنقل في روسيا الاتحادية وفقاً لما يراه مناسباً، وإلى الأماكن التي يراها مناسبة».
وكانت روسيا حذّرت حلف شمال الأطلسي (الناتو) من إرسال قوات لمساعدة أوكرانيا، إذ قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن «روسيا سوف تتخذ إجراءات إضافية إذا أقدم الناتو على مثل تلك الخطوة».
وزعم مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن «روسيا تقوّض الجهود الرامية إلى التخفيف من حدة التوترات في شرق أوكرانيا، وأن سفراء الحلف اجتمعوا يوم الخميس لمناقشة الموقف».
وأضاف: «الحلفاء قلقون حيال الأنشطة العسكرية ذات النطاق الواسع لروسيا داخل وحول أوكرانيا».
وانضمّ الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إلى المنتقدين، قائلاً: «التدريبات العسكرية والاستفزازات المحتملة على طول الحدود ألعاب روسية تقليدية».
وفي مكالمة هاتفية مع زيلينسكي، أكد الرئيس الأميركي، جو بايدن، أن «الولايات المتحدة لن تتراجع عن دعمها لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في مواجهة العدوان الروسي المستمرّ في دونباس والقرم»، وفقاً لبيان صدر عن البيت الأبيض.
من جهته، اتهم بيسكوف القوات العسكرية الأوكرانية بممارسة «استفزازات على الجبهة في شرقي أوكرانيا، حيث يتمّ انتهاك وقف هش لإطلاق النار يومياً».
وقال وزير خارجية أوكرانيا، ديمترو كوليبا، لبي بي سي إن «هناك حشداً لقوات روسيّة على الحدود الشماليّة بين أوكرانيا وروسيا، وعلى طول الحدود الشرقيّة و«في شبه جزيرة القرم المحتلة».
وأضاف: «على ذلك، نرى حشداً لقوات عسكرية من ثلاث جهات من قبل الاتحاد الروسي، لكن أوكرانيا لا تسعى إلى أي تصعيد – فنحن لا نريد الحرب».