الوطن

إلى جميلة الجنوب…

} روزانا رمال

في عصر التطبيع نخاطب سناء ….

 في عصر التطبيع وبعد أن اتفق بعض أهل منطقتنا العربية على اعتبار «إسرائيل» دولة تستحق الحياة، اليك يا سناء ما خلفت الحضارة بعد استشهادك من وجهات نظر.. حيال ما قاتلت لأجله.

صدقي أو لا تصدقي إن ذلك الجسد الذي تطايرت أشلاؤه ووقع كالصاعقة على جنود الاحتلال وقادته المرتعدين من قوة جمالك وصدق قضيتك وتلك الجرأة التي أخذتك نحو تلقين أبناء جيلك ممن سوّلت اليهم نفوسهم الضعف والخوف من الشباب والشابات درس العمر والكرامة.. وتلك الفكرة المضيئة للنضال والقتال والمقاومة والتي كانت أوجب من المأكل والمشرب عند بعضهم … صارت اليوم آخر ما يفكر فيه أولئك الذين غسلت أدمغتهم بسطور السوشال ميديا وافكار الانفتاح على الآخر حتى لو كان العدو هو العدو الإسرائيلي..

نعم يا سناء صارت «إسرائيل» وجهة نظر ومضرباً مثل للعديد من المواقف والمحطات…

بعضهم معجب باقتصادها، والبعض الآخر معجب بالديمقراطية في ممارستها العملية الانتخابية ولو كان قيام نظامها السياسي وأروقتها القضائية وصروحها الحقوقية على حساب الشعب الفلسطيني واشلائه، وبعض ثالث معجب بإدارتها أزمة كورونا حتى…

والبعض معجب بسلامها… نعم سلامها.. أي أنها تعيش بسلام مع ان الجوار كله ملتهب ويصدق أنها تتفرّج او أنها تحولت لحمامة سلام وأنها تخلت عن ادوارها الاستخبارية والامنية العالية الخطورة.

تخيّلي أننا صرنا نسأل.. هل يعيش هؤلاء معنا في الوطن نفسه؟

هل نسوا او تناسوا حروب «إسرائيل» وهمجيتها..؟

 هل فعلاً يغيب عنهم أن أغلب ازمات لبنان واقتتالنا في ما بيننا اكثر ما يصب في مصلحة هذا العدو الذي عمل ويعمل ليل نهار وصبح مساء من أجل توسيع الخلافات بين الافرقاء جميعاً؟

هل تناسوا أنها جندت عملاء يعملون لديها من عمر كيانها في كل محيطها أو ما تسميه أمنها القومي.. عملاء واجهتميهم أنت وزملاؤك الأبطال؟… صدقي او لا تصدقي البعض يناقش في ان «إسرائيل» لا تقوم بأي اعتداء هذه الأيام… يقول «ما دخل إسرائيل في كل لحظة تستحضرونها سئمنا هذه المعزوفة».

البعض يقول إنها أرحم علينا من السلطة الحاكمة التي نهبت أموالنا…

يا لحالنا التعيسة…

يا لسوء القدر..

 لقد وقعت هذه المقارنة نعم…

كيف ينجح أعداء هذا الوطن بنسف بطولاتك وبطولات أمثالك بتبييض صفحة العدو بشكل غير مباشر وجعله مضرب مثال بالتقدم والحضارة..

أيتها الجميلة يعز علينا أن جزءاً كبيراً من شبابنا لا يعرف عنك الكثير، ولست بعد اليوم مثالهم في الكرامة، لم تعد فكرة المقاومة والقتال جذابة… وكيف تكون والفقر يطرق أبواب الناس… وكيف لا يكون كل ما نعيشه نتيجة ضغط وإمعان إسرائيلي بمعاقبة لبنان وشعبه عبر استثمار نفوذها ونفوذ حلفائها… لبنان الذي هزم جيشها الذي لا يُقهر… كيف ينعم بالهدوء والازدهار؟ وهل تسمح «إسرائيل» بهذا ما وجدت؟؟

أيتها الجميلة… لقد انفجر المرفأ ورفض البعض وضع فرضية «إسرائيل» «مجرد فرضية» كواحدة من المشتبه بهم… تخيّلي ان «إسرائيل» التي كانت أول المتهمين بخرابنا صارت آخر الاحتمالات… لا أناقش الفرضية بل اناقش تغيير الذهنية… وصارت محاسبة العملاء قمعاً للحرية الفكرية..

أيتها الجميلة.. يا جميلة الجنوب… سناء محيدلي

لا تحزني فهذا النهار عرسك. وهذه الأرض أنجبت طهرك، ونقاؤك مَن سيحمل قصتك لتفاخر بها النساء والأمهات… عروس المقاومة وأجمل صورها، لا تحزني وإن نسي البعض في بلدك ووطنك العربي معنى الشرف والكرامة.

لا تبالي لأن الجميع لو نسي… فـ»إسرائيل» لن تنسى…

«إسرائيل» لن تنسى.

عروس نيسان ذكراك تعبق ربيعاً وتزهر كلما أشرقت شمس الجنوب وجزين وأشجار الأرض الصامدة والشامخة كشموخ الأرز… وتأكدي أن البلد الذي ارتوى بدماء امثالك لن يقبل تلويثها بأقدام المطبعين فهناك من يصون ويكمل الطريق…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى