روسيا تحذّر من عواقب انضمام أوكرانيا إلى الناتو وميركل تدعوها لوقف الحشد العسكريّ
أفاد الكرملين بأن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أوضح في محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، أن روسيا حرّة في تحريك وحداتها العسكرية في أراضيها حسب تقديرها».
المتحدث باسم الرئاسة الروسية في معرض تعليقه على دعوة ميركل خلال محادثة مع الرئيس الروسي، لعدم تعزيز تواجد القوات بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، قال: «قدم الرئيس الإيضاحات الضرورية، أولاً نحن أحرار تماماً في نقل قواتنا المسلحة، وأي وحدات عبر أراضي الاتحاد الروسي وفقا لتقديرنا. وثانياً، أوكرانيا الآن من المحتمل أن تتحوّل إلى منطقة غير مستقرة للغاية، وأي دولة لديها منطقة غير مستقرة وخطيرة ومتفجرة بالقرب من حدودها، تتخذ تدابير لضمان أمنها».
ولفت الكرملين إلى أن «تصرفات كييف تشكل تهديداً محتملاً باستئناف الحرب الأهلية في أوكــرانيا»، وأضاف أنه «في حال اندلاع حرب أهلــية في أوكرانيا بسبب خطأ كييف، فهذا سيهدّد أمن روسيا».
الكرملين أكد أن «التدابير التي اتخذتها روسيا لضمان أمنها، تعود لتصاعد التوتر في الدونباس».
من جهتها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن «انضمام أوكرانيا إلى الناتو سيؤدي إلى تصعيد في دونباس وعواقب لا رجعة فيها على الدولة الأوكرانيّة».
زاخاروفا وفي تصريحٍ لها قالت: «إن العضوية الافتراضيّة في الحلف على عكس توقعات كييف ليس فقط لن تؤدي إلى عدم إحلال السلام في أوكرانيا، بل على العكس من ذلك، ستؤدي إلى تصعيد واسع النطاق للوضع في الجنوب الشرقي وقد تؤدي إلى عواقب لا رجعة فيها بالنسبة لأوكرانيا».
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف، إن انضمام أوكرانيا إلى حلف «الناتو» لن يحلّ مشكلة دونباس، مضيفاً أن «تحرك القوات الروسية شأنٌ داخلي ولا يهدد أوكرانيا».
وأكد بيسكوف أن «موسكو لا ترى خطوات تشير إلى أن الجانب الأوكراني ينوي الابتعاد عن خيار القوة، والسيطرة على وحدات الجيش الأوكراني المسلحة المتمركزة على خط التماس في دونباس».
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن «45 طائرة أجنبية نفذت عمليات استطلاع قرب الأجواء الروسية خلال الأسبوع الأخير».
صحيفة «النجم الأحمر» أشارت إلى أن «وسائل المراقبة الروسية تابعت تحليقات كل الطائرات الأجنبية»، مضيفةً أنه «لم يحدث أي انتهاك لأجواء روسيا».
ويأتي ذلك على خلفية تزايد الاتهامات لروسيا من الدول الغربية بتحريك قواتها إلى حدود أوكرانيا، فيما تؤكد موسكو أن «تحركات الجيش الروسي داخل الأراضي الروسية لا تهدد أحداً».
وكان مجلس الدوما الروسي، السبت الماضي، قد حذر من خطط أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لشن عدوان على القرم الروسية، مؤكداً أن ذلك «سينتهي بنحو سيئ بالنسبة إليهما».
وأعلنت سلطات جمهورية دانيتسك الشعبية أن القوات الأوكرانية خرقت نظام وقف إطلاق النار في المنطقة ثماني مرات خلال 24 ساعة.
وأشارت إلى أن «الجيش الأوكراني استخدم قذائف مدفعيّة محرمة بموجب اتفاقيات مينسك لوقف إطلاق النار في تموز الماضي».
كما أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أمس، دميتري بيسكوف، بأنه «من غير المرجح إعطاء أي بيانات حول تحركات وحشود القوات العسكرية الروسية على أراضي روسيا».
وقال بيسكوف، للصحافيين، رداً على سؤال حول صحة الأنباء عن أن «حشد القوات الروسية كبير، ولماذا، وتعقيباً على التصريحات الأميركية بشأن زيادة القوات العسكرية الروسية في جنوب روسيا: عموماً، على الأرجح، غير وارد أن نشرح لجهة ما، بيانات دقيقة حول مجموعاتنا العسكرية الموجودة على أراضينا. أكرر مرة أخرى. روسيا لم تهدد ولا تهدد أي دولة في العالم، لكن روسيا حرة في اتخاذ أية إجراءات لضمان مصالحها المشروعة وأمنها».
وقال بيسكوف إن «الرئيس فلاديمير بوتين، رد على دعوة المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، خلال حديثهما، للإحجام عن زيادة التمركز العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا، بأن روسيا حرة في تحريك قواتها على أراضيها كيفما تشاء».
وقال للصحافيين «لقد قدم الرئيس التوضيح المناسب. وهو ما قلناه أكثر من مرة. نحن أحرار في تحريك قواتنا المسلحة وأي وحدات على الأراضي الروسية كيفما نشاء».
إلى ذلك أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، الأسبوع الماضي، أن «وجود عسكريين أميركيين في أوكرانيا سيتطلب من روسيا اتخاذ تدابير إضافية لضمان أمنها»؛ معتبراً تصريحات كييف حول احتمال ظهور قوات أميركية في أوكرانيا «مرفوضة وغير مناسبة لأن روسيا لا تهدد أحداً».
ومن جانبه، أعلن الكرملين، في الأول من الشهر الحالي أن «روسيا تنقل القوات المسلحة داخل أراضيها كما يحلو لها، وهذا لا ينبغي أن يزعج أحداً ولا يشكل أي خطر على أحد. وروسيا تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن حدودها».