الاحتلال الأميركيّ يسرق ويُعزّز قاعدته في الشدادي في ريف الحسكة.. والعسكريّون الروس يقدّمون مساعدات إنسانيّة لبلدة الشيخ عجيل شرقي سورية
بغداد تؤيد استعادة دمشق عضويّتها في الجامعة العربيّة
أعلن رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تأييد بلاده لاستعادة سورية عضويّتها في جامعة الدول العربية المعلّقة منذ نحو 10 سنوات.
وخلال استقباله الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، شدّد الكاظمي على تشجيع بغداد الحوار الداخلي السوري، كما أوضح أنّ العراق يدعم مبادرات إنهاء الصراع في اليمن ودعم لبنان لتجاوز ظروفه الصعبة.
الكاظمي لفت إلى أن للجامعة العربية دوراً مهماً تضطلع به في تعزيز التقارب البنّاء وتجاوز الخلافات.
كما شدّد على أن «القضية الفلسطينية ينبغي أن تبقى في أعلى سلم أولوياتنا، لأنها تمثل قضية ضمير ووجدان للعرب وللإنسانية، ولأن الشعب الفلسطيني ما زال يعاني من ظروف قاسية وظلم تاريخيّ».
وكان الأمين العام للجامعة العربية أبو الغيط، أكّد في وقت سابق أن على العرب أن يشاركوا في الحل السياسيّ في سورية.
وكانت جامعة الدول العربية قررت تعليق عضوية سورية في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2011 حيث علّقت مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعات الجامعة وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها اعتباراً من يوم 16 من الشهر نفسه، كما دعت الجامعة لسحب السفراء العرب من دمشق، وهو قرار غير ملزم للدول العربية.
وكان وزير الخارجيّة العراقي، فؤاد حسين، قد دعا السبت، إلى وجوب اتخاذ خطوة جديدة في سورية.
وذكرت وكالة «الأناضول» مساء السبت، بأن حسين قد دعا إلى إيجاد «آليات حوار بين الدول المؤثرة» في الوضع السوري، لتحقيق الاستقرار فيها، وهو ما صرّح به في مؤتمر صحافي في العاصمة العراقية، بغداد، جمعه بالأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، الذي وصل العراق، في زيارة غير محددة المدة.
وبحث حسين مع أبو الغيط العلاقات العربيّة بصورة عامة مع دول الجوار، خاصة تركيا وإيران، حيث أكد وزير الخارجية العراقي أنه «تمت مناقشة بعض القضايا المتعلقة بعمل جامعة الدول العربية، وجزء من نقاشنا كان الوضع في سورية».
وقال فؤاد حسين: إن الوضع غير المستقر في سورية يؤثر سلباً على الوضع العراقي، لذا من الضروري العمل معا لإيجاد سبل لكيفية بناء آليات الحوار مع مختلف الدول التي لها تأثير في الوضع السوري (لم يحددها).
وفي سياق آخر، وصف الكاتب الأميركي باتريك لورنس سياسة بلاده تجاه سورية بأنها “سياسة عنف مجردة تماماً من الإنسانية وهدفها إرضاء إسرائيل”، لما تحمله من أوجه الشبه ذاتها من نهج عدائي ونيات سيئة مع ما سبقها في إدارات تعاقبت على البيت الأبيض.
واستعرض الكاتب لورنس في مقال نشره موقع غلوبال ريسيرتش الكندي مفاصل الحرب الإرهابيّة التي بدأتها الولايات المتحدة على سورية قبل أكثر من عشرة أعوام وتساءل عن الشرور التي تحملها سياسة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه سورية المستقبلية قائلاً “هل سيتخلى بايدن والمسؤولون في إدارته عن المؤامرة التي بدأ بتنفيذها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ضد سورية قبل أكثر من عشر سنوات رغم فشلها الذريع أم أنه سيعاود ضخ الدعم الأميركي بكل أشكاله للإرهابيين؟ وماذا عن حقول النفط التي احتلتها القوات الأميركية بشكل غير شرعي والنفط الذي تقوم بسرقته من هذه الحقول بكل وقاحة؟ وماذا عن الإجراءات القسريّة الإجراميّة ضد الشعب السوري التي تضاعفت عبر السنوات وتزايدت قسوتها منذ عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش؟”.
وفي سياق متصل، نقلت قوات الاحتلال الأميركي عبر طيرانها المروحي معدات وأسلحة ومواد لوجستية من الأراضي العراقية باتجاه قاعدته في مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي.
وذكرت مصادر خاصة لـ سانا أن “طائرة مروحيّة تابعة لقوات الاحتلال الأميركي قادمة من العراق نقلت حاويات في داخلها مواد لوجستيّة وسلاح وذخائر ومواد طبية إلى قاعدتها في مدينة الشدادي في ريف الحسكة الجنوبي”.
وأشارت المصادر إلى أنه تم لاحقاً نقل هذه الحاويات عبر عدة سيارات عسكريّة إلى مستودعات خاصة وسط حراسة مشدّدة عليها.
وتواصل قوات الاحتلال الأميركيّ انتهاكاتها القوانين الدولية، حيث أدخلت خلال الأشهر الماضية المزيد من الأسلحة والمواد اللوجستية إلى قواعدها في ريف الحسكة الجنوبي بعضها تمّ نقله عبر الطيران المروحيّ لتعزيز وجودها في المنطقة.
إلى ذلك، قدّم عسكريو المركز الروسي للمصالحة في سورية مساعدات إنسانيّة وطبيّة لسكان بلدة تل الشيخ عجيل في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية.
وقال رئيس مجموعة الإمدادات الإنسانيّة المقدم دميتري بريدوتشيف: «قمنا بعمل إنسانيّ إضافيّ في بلدة تل الشيخ عجيل بالحسكة، ووزعنا 480 سلة غذائيّة».
وأضاف: «شملت السلال الغذائية مواد مثل الدقيق والرز والسكر والحليب المكثف والشاي، وتمّ تسليمها بحضور رئيس البلدة وممثلين عن الأجهزة الأمنية وممثل عن روسيا».
وتابع: «تمّ تقديم المساعدة الطبيّة وأجريت الفحوص لجميع المحتاجين».
وأوضح بريدوتشيف، أن «العمليّة نظّمت في مدرسة ديبان الثانوية، حيث يتلقى التعليم فيها أكثر من 500 طفل بينهم نحو 60 ممن فقدوا ذويهم في القتال مع المسلحين».
وأشار إلى أن بلدة تل الشيخ عجيل تعاني من نقص في مياه الشرب والكهرباء والأدوية.