الرئيس كيم إيل سونغ في ضوء القصص
من المعروف أنّ الرئيس كيم إيل سونغ (1912 – 1994) كان رجلاً عظيماً في القرن العشرين، فما زال أبناء الشعب الكوري يعتبرونه زعيماً خالداً لهم، ولا ينساه عدد كبير من الناس في العالم أيضاً. فلنر السبب في ذلك من خلال القصص أدناه.
قصة عن «حزب أب» و»حزب إبن»
في شهر حزيران/ يونيو عام 1975، أتيحت للرئيس كيم إيل سونغ زيارة يوغوسلافيا، تلبية لدعوة رئيسها آنذاك يوسف بروز تيتو. في جلسة المحادثات معه، أعرب الرئيس تيتو عن إعجابه بمضيّ كوريا في بناء الاشتراكية بأسلوبها الخاص، وصارحه بأنهم يعانون من المضايقات بسبب هذا الشكل أو ذاك من الضغوط والافتراءات والتخرّصات.
بعد أن فهم الرئيس كيم إيل سونغ ما يدور في خلده، قال له إنّ المرء عندما يقع فريسة التبعيّة للدول الكبيرة، يغدو أبله، وعندما تلجأ إليها الأمة، يحيق الدمار ببلدها، وعندما يستسلم لها الحزب، يقود الثورة والبناء إلى الإخفاق، ثم أطلعه على خبرات كوريا في تطبيق المبدأ الخاص بتحقيق السيادة في السياسة، والاستقلال الاقتصادي، والدفاع الوطني الذاتي. هذا وأكد أنه ليس في العالم أيّ فارق في المكانة بين الأحزاب، ولا يمكن أن يكون ثمّة «حزب أب» و»حزب إبن».
في تلك اللحظة، تطلع الرئيس تيتو إليه بعينيه الواسعتين، لأنه لم يكن يرى من قبل ناشطاً سياسياً يحدّد، بمثل هذه العبارة العموميّة، المكانة المستقلة للأحزاب الشقيقة ويوضح حقيقة السياسة، علماً بأنه قد قابل عدداً كبيراً من المنظرين السياسيين، أثناء عمله رئيساً للدولة مروراً بنشاطه في الكومنترن، فضلاً عن كون الاعتداد بنفسه ندر نظيره.
فليس من باب الصدفة أنه كان يمجد الرئيس كيم إيل سونغ، واصفاً بأنه قائد عظيم للثورة العالميّة وحركة عدم الانحياز.
العقلية غير المحدودة
حين كان الرئيس كيم إيل سونغ يجري المحادثات مع رئيس السوفيات الأعلى الأسبق ليونيد بريجنيف لأكثر من أربع ساعات، تكلم بكلّ فصاحة وبلا انقطاع، مستعيناً بمفكرة الجيب وحدَها، الموضوعة على المائدة، من دون مسودة الكلام.
فقد أعجب بريجنيف ببلاغته، حتى ألقى نظرة على مفكرته بعد أن قام من مقعده بنسيان العادة الدبلوماسيّة المرعية عندما كانت المحادثات على وشك الانتهاء، وسأله عن الذي تحتوي عليه تلك المفكرة الغريبة إلى حدّ يتكلم معه بتلك الطلاقة باستخدامها فقط، من دون مسودّة الكلام.
أجابه الرئيس كيم إيل سونغ باسماً بأنها ليست سوى مفكرة المعلومات البسيطة، المفكرة العادية لتدوين ما يلزمه، بكلّ معنى كلمة. عندذاك، أومأ بريجنيف برأسه عدة مرات، وأعرب عن إعجابه، قائلاً إنه رجل عظيم متضلع في جميع الميادين.
الأمر نفسه ينطبق على الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر أيضاً والذي التقى بالرئيس كيم إيل سونغ. كان يعتقد أنه ليس ثمة سياسيّ يضاهيه في سعة الاطلاع على الحقل النوويّ، نظراً لأنه أدّى خدمة عسكرية في الغواصة النووية، لكنه قال، بعد لقائه بالرئيس كيم إيل سونغ، إنه رجل واسع الاطلاع أكثر من الخبير النوويّ.
أعظم العظماء
حدث هذا الأمر لدى زيارة الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ميتران إلى كوريا الاشتراكية في شهر شباط/ فبراير عام 1981، قبل تقلّد منصبه. بعد أن أعطى الرئيس
كيم إيل سونغ إيضاحاً مفصلاً للعديد من الموضوعات الجاري الحديث عنها، طلب منه المعذرة بتواضع عن فرط إطالة الوقت. آنذاك، قال ميتران له بصراحة: كم كان حديثكم، يا سيادة الرئيس، منطقياً ومثيراً للاهتمام لدرجة أني لا أنتبه إلى مرور ثلاث ساعات، ولم يخف ما يجول في خاطره من الإرادة لإجراء المحادثات باستمرار. على ذلك، استؤنفت المحادثات التي يعتقد بأنها تنتهي. فقد كان ميتران يتذكر دائماً ذلك اللقاء به.
وحين توفي الرئيس كيم إيل سونغ في شهر تموز/ يوليو عام 1994، صرّح بأنه «كان رئيس الدولة العظيم وأعظم العظماء الذين عملوا منذ مرحلة ما بعد الحرب العالميّة الثانية حتى يومنا هذا».