مدرسة النهضة في أوتاوا
من باب حرصنا على نشر كل ما يفيد تاريخ الحزب، بشهدائه، ومناضليه، وأحداثه، إلى الكثير من المعلومات، فتبقى بتصرّف كل باحث يرغب في أيّ وقت آتٍ أن يكتب عن تاريخ الحزب، أو أي حقبة أو مرحلة على امتداد تاريخ غني بدأ عام 1932 ولن ينتهي.
خلال تفقّد محفوظاتي، عثرت على ما كان صدر في عدد جريدة البناء بتاريخ 26/8/1986 لمراسلها في أوتاوا عن مدرسة النهضة في كندا، آملين من الرفقاء الذين كانوا نشطوا حزبياً في تلك المرحلة، أن يغنوا النبذة المرفقة، بما يضيفونه من معلومات وصور قد تكون في حوزتهم.
مدرسة النهضة في كندا
تحتفل بالذكرى الثانية عشر لتأسيسها
في جو من الألفة والسرور، أقامت مدرسة النهضة لتعليم اللغة العربية، في العاصمة الكندية أوتاوا، حفلتها السنوية مساء الخامس والعشرين من حزيران المنصرم، وذلك احتفالاً بالذكرى الثانية عشرة لتأسيسها.
حضر الحفل قرابة الأربعمئة من أبناء الجالية السورية في أوتاوا، الذين أمضوا وقتاً ممتعاً في مشاهدة النشاطات الفنية التي قدمها طلاب المدرسة، والتي كانت بمجملها انعكاساً لبطولة شعبنا في انتفاضته الشعبية في فلسطين، وفي مقارعته لرموز الصهيونية في لبنان.
حضر الحفلة كلّ من هيئتَي منفذية كندا ومديرية أوتاوا، وكانت نشاطات الطلاب على الشكل التالي:
رقصة أغنية ريمي بندلي «نحنا الربيع».
اسكتش «يا معلمتي اجا الديب».
أغنية «يللا نعمر يا أصحابي»، قدمها طلاب الصف الرابع.
دبكة «طلوا طلوا الصيادي» قدمتها فرقة النهضة للفنون.
أغنية «بحبك يا لبنان» قدمتها الزهرة مريام خليل.
دبكة «عالعالي الدار» قدمتها فرقة النهضة للفنون.
افتتح الحفلة العريف بكلمة جاء فيها: « أودّ أولاً بِاسم مدرسة النهضة، إدارة وطلاباً، أن أرحب بحضرة الأمين الجزيل الاحترام عجاج المهتار بيننا، وأن أهنئه على نجاح العملية الجراحية التي أُجريت له، فأهلاً وسهلاً به عائداً بكل ما أوتي وأكثر إلى ساح النضال.
هذا هو عنوان حفلتنا لهذا العام، الذكرى الثانية عشرة لتأسيس مدرسة النهضة في أوتاوا. هي تجديد للعهد بأنه لا يمكننا أن نتخلى عن بلادنا وشعبنا وأهلنا. هي تعميق للعلاقة الطبيعية الحية يترجمها أشبالنا وزهراتنا في باقة من النشاطات التي نأمل أن تنال إعجابكم. فهي عبارة عن مجهود متواضع سعى إليه طلابنا وطالباتنا ليظهروا من خلاله براءة الطفولة وحيويتها وحبهم وتقديرهم لأخوتهم وأخواتهم في الوطن «.
بعدها ألقى مذيع مديرية أوتاوا الرفيق أيوب أيوب كلمة إدارة المدرسة. وجاء فيها: « يسرني بادئ ذي بدء أن أرحب بكم في حفلة العشاء السنوية، وأقدم لكم شكرنا لمشاركتكم ودعمكم لنا. كما أود أن أشكر إدارة ومعلمي مدرسة النهضة لتضحيتهم وعطائهم الممكن لاستمرار هذا العمل النهضوي في وقت يتراجع فيه إنساننا أمام المد الطائفي.
أيها السيدات والسادة،
بعد انقطاع غير قصير، نعود لنلتقي نحن وإياكم، ونشاهد براعم جديدة قد تفتحت مالئاً أريجها الصدور أملاً وعزة وثقة. نرى براعم جديدة تتألق لتوسع دائرة المحبة والانسجام بين المغتربين، ولتخلق بحراً عذباً يليق بهذه الروافد النقية. نعود لنشاهد كيف جمعت مدرسة النهضة هذه الزهور بعضها إلى بعض، وعرفتها على حقيقة وتراث بلادها، فأضافت على ذلك التراث الجميل زهرة صغيرة تعانق أخواتها في المجتمع الكندي الذي نقدّر، وتعمل من أجل تضامن وتعاون الشعوب الوافدة إليه.
مواطنينا الأحباء،
في هذه الحالة المؤلمة التي يعيشها وطننا، نحن، وأعني بنحن، نحن وأنتم الطلاب، في أمسّ الحاجة إلى تعميق الجذور الموجودة مع الوطن، وخلق الوحدة الاجتماعية وبعث النهضة الفكرية وصون الأشبال وربطهم بالوطن الأم. فكم هو رائع أن نمدّ يداً مرتبطة عضوياً بتراث الوطن وثقافته. فهذه اليد هي الوحيدة القادرة على العطاء، القادرة على دعم أطفال الانتفاضة الشريفة في فلسطين الحبيبة، وتضميد جراح أهلنا وتحقيق السلم الأهلي في لبناننا العزيز.
أيها المغتربون،
لا تقولوا ما لنا ولما يحدث في الوطن الذي هجرناه، فأنتم سوريون المنشأ والهوية وشرفكم مقيّد بشرف بلادكم. لا تقولوا قد أصبحنا بين أمم حرة، فلننس عبودية الأمة التي خرجنا منها، فأنتم بين الأمم الحرة كالحلميات تمتص من حيويات غيرها. فإذا لم تكونوا أنتم أحراراً من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم.
لا تسألوا ماذا فعل وطننا لنا، بل سلوا: ماذا نستطيع أن نفعل نحن لوطننا «.
لمحة عن مدرسة النهضة
أسست مديرية أوتاوا – كندا في الحزب السوري القومي الاجتماعي مدرسة النهضة عام 1977، وذلك بهدف تعليم اللغة العربية والتراث السوري لأبناء الجالية السورية المتواجدين في العاصمة الكندية.
فتحت مدرسة النهضة أبوابها في شهر آذار من عام 1977، وكان عدد طلابها آنذاك ثلاثة وعشرون، حيث اقتصر على أبناء القوميين الاجتماعيين وأصدقائهم. وكانت الدروس تُعطى في إحدى غرف جامعة أوتاوا قبل ظهر كل نهار سبت.
خلال ثلاث سنوات من تأسيسها ارتفع عدد الطلاب إلى مئتين وثلاثين طالباً وطالبة. ممّا اضطر إدارة المدرسة إلى استئجار كامل مبنى تابع لأحد المعاهد الكندية.
استطاعت مدرسة النهضة خلال السنوات الخمس الأولى من جمع كافة أبناء الجالية السورية حولها، وذلك عبر نشاطات عديدة كالمسرحيات والحفلات وغيرها، إضافة لإنشائها أول فرقة للدبكة من نوعها في أوتاوا.
إلى جانب إعطاء الدروس خلال دوام المدرسة، تمّ إنشاء نادٍ للأشبال، حيث يقوم الطلاب بنشاطات رياضية متنوعة وبحضور حلقات تثقيفية وإذاعية.
وفي عطلة الصيف يتوجه أشبال وزهرات أوتاوا إلى مخيم صيفي تشرف عليه مديرية أوتاوا، ويعتبر تكملة لبرامج المدرسة، حيث يقضون فترة أسبوعين بين أحضان الطبيعة، يقومون خلالها بعدة نشاطات تقربهم من بعضهم البعض وتزيد من معرفتهم إلى تراث أجدادهم، وتاريخ أمتهم الأصلية سورية.