طلال مرتضى يمسح غبار الطلع عن «أنثى الظل والضوء» في فيينا!!
} لوريس فرح*
وقّع الكاتب طلال مرتضى كتابة النقديّ الجديد «أنثى الظل والضوء» في العاصمة النمسوية فيينا، في مقر (Cup of Cultures) المؤسسة النمساوية المشرقيّة للثقافة والاندماج..
ويُعَدّ الكتاب هو التجربة النقدية الفنية الأولى بالنسبة للكاتب بعد تجربتين سابقتين في النقد الأدبي، «قراءات تغوي الريح” و”فأر الورق” حيث فكك من خلالهما شيفرات عدد من الأعمال الأدبيّة في (القصة والرواية والشعر)..
هذا وتُعدّ التجربة الجديدة بالنسبة للكاتب مرتضى نقطة مهمة ومفصلية في قصة اغترابه، من باب أن التعاطي هذه المرة كان مختلفاً عن المرات السابقات، ويكمن هذا الاختلاف بأنه تعاطى هذه المرة مع تجار فنيّة خاصة ذات طابع يخصّ تلك التجارب بعينها وصبغة ثقافيّة لها حضورها.
هذا وجاءت فكرة الكتاب من خلال رصده (16) تجربة فنيّة تشكيليّة نسويّة نمساويّة، وهذا ما استدعى – وحسب قول الكاتب – تحدّياً قرائياً مع الذات أولاً، وهو الوقوف على كل التفاصيل التي تخصّ الثورة الفنية في بلد مثل النمسا والتي تعد عاصمتها فيينا الأم الحاضن للفن والموسيقى، هذا أولاً وقبل الولوج في أية قراءة لتجربة ما، وهذا بالفعل ما أثرى في ما بعد الحكاية وعزز من المقدرة لقراءة تلك التجارب.
وفي قراءة أخرى يُعدّ الكتاب وبعيداً عن أنه قراءات لتجارب فنية، بل هو تكريم من نوع خاص لتلك الفنانات الغربيّات من كاتب عربي، وكان هذا جلياً من خلال الإهداء الذي تركه الكاتب في أولى صفحات الكتاب: «أية إضافة يمكن أن يقدّمها إهدائي لمدينةٍ رسمتها ريشة الملائكة على وجنة الدانوب!.. إلى عاصمة الفكر والفلسفة والثقافة والفنون.. بتواضع أقدم هذا التوثيق البيوغرافيّ لباقة من مبدعات بألوان زاهية”.
«أنثى الظل والضوء” والذي طُبع في دمشق، أحتضن بين ضفتي غلافه (16) لوحة تشكيلية فنية لكل فنانة تحدّث عنها الكاتب، وفي بادر لافتة رافقت حفل توقيع الكتاب، أقيم معرض فني ولمدة أسبوع شاركت فيه (10) فنانات نمساويات وقد علّقت اللوحات الموجودة في الكتاب بالإضافة إلى لوحة أخرى اختارتها كل فنانة.
وفي وقفة استطلاعيّة أثناء التوقيع مع الكاتب وسؤاله عن تلك التجارب التي تداولها، قال:
«ليس خفيّاً على العين الرائية الآن أن تمايز بين كل تجربة وتجربة والوقوف على المفارقات بين كل منها، فالاختلاف يعد من الناحية القرائيّة أمراً طبيعياً لكون هذه التجارب ذات منابع مختلفة، فكل تجربة لها مرجعيّتها الثقافية والاجتماعية والطقوس الخاصة التي نشأت على أعتابها. ولكننا لو بحثنا عما يفارقها بالحضور عن سواها لوجدنا في الناتج هناك ثلاث تجارب مختلفة، منها من وصل على درب الاحتراف ومنها يتكئ على جدار الموهبة ومنها من نهج درب من سبقه وبقي يتوسّل التشابيه الذي ينهلها البعض من مفرز المدارس الفنية العتيقة.. ومع هذا أشي بأن هذه التجارب ستشكل نقطة فارغة على جبين الفن في أوروبا».
على الرغم من محاذير كورونا وسياسات الحجر الصحيّ، إلا إن متذوّقي الفن التشكيلي، خصوصاً من الجمهور النمساوي لم يفوّتوا الحدث.
* كاتبة سورية/ فيينا.