«نطنز» ليست مجرّد أداة إسرائيليّة
} د. وفيق إبراهيم
القصف الإسرائيلي لـ»نطنز» لا يعكس إرادة إسرائيلية بالسيطرة على أدوات إيرانية تفتح المدى لحروب إيرانية – إسرائيلية.
وقد تؤسس لمعارك كبيرة تدفع إيران نحو الاستيلاء على موارد نوويّة قويّة؟
ما هو مهم هنا أن إيران متمكنة من قوة نووية تُمسك بـ»نطنز» من جهة والبحر المتوسط من جهة ثانية، ولديها قوة معقولة تستطيع بموجبها الإمساك بالبحر المتوسط، فها هي تهدّد باعتبار هذا البحر ممراً أساسياً لعرقلة الدور الإسرائيلي الذي يختال في المتوسط وكأنه في بيت أبيه.
فهل يتجه الخلاف الإيراني – الإسرائيلي نحو التصعيد؟
لا شك في أن إيران لن تسكت أبداً عن محاولات «إسرائيل» لعرقلة البحر المتوسط، فالمسألة الفلسطينية ليست بسيطة، وهي تخفي إمكانات هائلة لعرقلة الدور الإسرائيلي انطلاقاً من أن إيران تمسك بـ»نطنز» وتسيطر على قدرة تستطيع رفع تخصيب اليورانيوم الى 70 في المئة دفعة واحدة.
لا بد أيضاً من الإشارة الى أن إيران اصابت سفينة هايبريون التي تملكها شركة إسرائيلية قبالة ميناء الفجيره الإماراتي قبالة إيران، علماً أن هايبريون ترفع علم جزر باهامات، لكن تديرها شركة راي للملاحة الإسرائيليّة من على بُعد 30 كيلومتراً من السواحل الإماراتيّة. وهناك من يقول إن السفينة أصيبت بصاروخ إيراني ما يعني ان إيران لا تتخلّى قط عن مصالحها. فهل انتقمت إيران بقصف شديد أصاب الدور الإيراني في المتوسط؟
لا شك في أن الأميركيين والأوروبيين تعمدوا التلكؤ وعدم الدخول مباشرة في النزال الإيراني – الإسرائيلي حرصاً منهم على عدم افتعال قتال كبير.
فما يبدو أن السعودية أرادت التسلل من الأردن الى «إسرائيل» لإحداث ربط شديد بين جزيرة العرب و»إسرائيل» عبر ولي العهد محمد بن سلمان الذي يصرّ على علاقات عميقة سعودية – إسرائيلية توفر له مصالح عميقة لجهة الدور السعودي – الإسرائيلي وخصوصاً على مستوى تحجيم إيران وعدم السماح لسورية بتحقيق التقاء مع العراقيين عبر البوكمال والمنطقة الشرقية، ما يؤكد أن محمد بن سلمان مهتم بتحجيم إيران وسورية ويريد الإمساك بالعراق من خلال وظائفه الكردية والداخلية مع ضرب دوره الإيراني، كما يريد الإيرانيون.
من جهة ثانية يبدو الرئيس الأميركي جو بايدن مستعداً لمواصلة المفاوضات مع إيران على اساس منع الصين من إنشاء حلف صيني – إيراني روسي بوسعه وضع حد للدور الإمبريالي الأميركي العامل على أساس الإمساك بأوروبا واليابان وكندا والخليج.
فهل تذهب المنطقة نحو صراع إيراني إسرائيلي؟
هذا ما تنظمه السعودية والإمارات وتريده بعنف شديد لأن الصراع مع السعودية من خلال إيران إنما يؤدي الى جعل الدور الإيراني مقبولاً، خصوصاً لناحية الدور السوري وتنظيم شرق الفرات، وبشكل لن يتمكن فيه الأميركيون من ضرب الأدوار الإيرانية والسعودية عند الحدود السورية العراقية.
وتريده الولايات المتحدة مع أوروبا باعتبار ان الاميركيين يرون أن إيران طغت وبغت واصبح دورها متميزاً لناحية الإمساك بأدوار قد تذهب نحو تحالفات روسية صينية. وهذا ما لا يريده الأميركيون على الإطلاق.
يتبين في الخاتمة أن هناك مشروعاً روسياً إيرانياً لاختراق شرق الفرات وربطه بالحدود العراقيّة وذلك لحشر الأميركيين ضمن أدوار عراقيّة صرفة تلعب في الداخل العراقي ولا تخرج عنه أبداً.
فهل ينجح الإيرانيون في الإمساك بالعراق وشرق الفرات، هذا ما يعملون عليه وعلى أساس أن الأميركيين يتهيأون للتراجع انطلاقاً من إيران وسورية وحزب الله في لبنان.