إيقاف المباحثات إذا تحوّلت استنزافاً.. روحانيّ يؤكد الطبيعة السلميّة للبرنامج النوويّ الإيرانيّ وظريف يدين التزام أميركا بالضغوط القصوى
أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني مجدّداً «الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني». وخلال تدشينه أمس، عدة مشاريع وطنية في مجال البتروكيمياويات، وصف روحاني قلق أوروبا والولايات المتحدة من تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60% بأنه «ليس في محله»، لافتاً إلى «قدرة بلاده على التخصيب اليوم بنسبة 90%، لكنها لا تسعى وراء القنبلة النووية».
وأضاف روحاني «أنتم الذين تسعون وراء القنبلة النووية منذ أعوام طيلة، ولكم مستودعات وترسانات منها وتقومون كل عام بإنتاج قنابل نووية جديدة».
وقال «متى ما عدتم إلى التزاماتكم في إطار الاتفاق النووي سنعود نحن على الفور إلى التزاماتنا أيضاً، وسوف لن نقوم بالتخصيب بنسبة أكثر من 3.67% ونوقف التخصيب بنسبة 60 و20%».
ورأى الرئيس الإيراني أن بلاده «أثبتت بأنها تلتزم بعهودها ووفية لها، فيما أثبتم أنتم بأن لا قيمة لعهودكم»، معتبراً أن «إيران تتحدث برجولة وتعمل برجولة وتتحرّك بأخلاق وتلتزم بما تعد به».
وأشار إلى أن «أميركا وسائر الدول في الاتفاق النووي لا سبيل أمامها سوى العودة للقرار 2231 والالتزام الكامل بالاتفاق النووي»، وأضاف: «حينها بعد أن نقوم على الفور بالتحقق الذي لن يستغرق طويلاً، سنعود إلى كافة التزاماتنا في إطار الاتفاق».
من جهته، أدان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس، التزام حكومة الرئيس الأميركيّ جو بايدن، بعقوبات الإدارة الأميركية السابقة.
وغرد ظريف في موقع «تويتر»: «إن جدية إرادة إيران في متابعة الدبلوماسية كانت موضع اختبار في الثلاث سنوات التي انقضت منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي. لقد خرجت إيران شامخة بالبقاء في هذا الاتفاق».
وتابع ظريف: «ورغم ذلك، فإن إدارة بايدن أظهرت فقط التزامها بالضغوط القصوى لترامب».
تأتي تغريدة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد انتهاء اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، أمس، في فندق غراند فيينا، إذ تقرّرت مواصلة المحادثات الفنية في اجتماعات الخبراء، بحسب وكالة أنباء «فارس» الإيرانية.
حيث انطلقت جولة جديدة من المحادثات النووية في فيينا، أمس، بين وفود إيران ومجموعة أربعة زائداً واحداً وممثل الاتحاد الأوروبي.
وما زالت محادثات فيينا إيجابية وسط توقعات بالاتفاق على عقد اجتماع الأسبوع المقبل.
في هذا الصدد، أشار رئيس الوفد المفاوض الإيراني مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى أنه «إذا وجدت إيران أن مفاوضات فيينا بناءة فستكملها، لكن إذا تحولت إلى الاستنزاف فسيجري وقفها فوراً».
وأضاف عراقجي، أنه «طالما أعلنا أننا لا نجري مباحثات من أجل المباحثات، ولا ندعو إلى مباحثات تستنزف الطاقات وتضيّع الوقت».
كما لفت عراقجي إلى أن «الوفد الإيراني في فيينا أجرى مباحثات مكثفة مع سائر أعضاء اللجنة وأطراف أخرى»، معرباً عن أمله بأن «تعقد لجان العمل اجتماعاتها بسرعة».
يذكر أن اجتماع أمس، هو الأول بعد هجوم نطنز، وقرار إيران رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60%.
إلى ذلك، نددت الصين بالعمل التخريبي الذي تعرّضت له منشأة نطنز النووية في إيران، قائلةً إن «الهجوم على المنشآت النووية يعد مسألةً خطرةً وقد تنتج منه عواقب لا يمكن التنبؤ بها».
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجان، إلى أن بلاده تريد «حلاً سياسياً ودبلوماسياً للمسألة النووية الإيرانية»، لافتاً إلى أن «المطلوب هو إعادة الاتفاق النووي إلى وضعه الأولي في أسرع وقت ممكن».
وحث ليجان على «ضرورة عودة واشنطن بسرعة ومن دون شروط إلى الاتفاق النوويّ ورفع الحظر عن إيران».
وتدور مفاوضات في فيينا بين أطراف الاتفاق النووي الإيراني للبحث في صيغة تضمن عودة واشنطن إلى الاتفاق الذي غادرته إدارة الرئيس الأميركيّ السابق دونالد ترامب عام 2018.
يذكر أن إيران أعلنت الثلاثاء الماضي، عن عزمها رفع تخصيب نسبة اليورانيوم إلى 60% وهي نسبة غير مسبوقة، إذ كانت إيران تعلن أنها تخصّب اليورانيوم حتى نسبة 20%. يأتي الإعلان في أعقاب الانفجار الذي وقع في منشأة نطنز النوويّة يوم الأحد الماضي.
وعقدت بالعاصمة النمساوية فيينا مطلع نيسان الحالي مفاوضات بين وفود من الدول المعنيّة بالاتفاق لبحث فرص عودة الولايات المتحدة للاتفاق ورفع العقوبات الأميركية عن إيران.
واتفقت أطراف الاتفاق النوويّ على مواصلة المشاورات، على مستوى الخبراء، لمناقشة الجوانب الفنية وتفاصيل القضايا المتعلقة برفع العقوبات عن إيران.
ووسط محادثات فيينا لإعادة إحياء الاتفاق النووي، دشنت إيران السبت الماضي عدداً من أجهزة الطرد المركزي الحديثة لتخصيب اليورانيوم، ما اعتبره البعض بمثابة ضغط من إيران للإسراع برفع العقوبات عنها.
وكان الاتحاد الأوروبي حذّر الاثنين من أيّة محاولات لإخراج المحادثات الهادفة إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي، عن مسارها بعدما اتّهمت طهران «إسرائيل» بمهاجمة منشأة نطنز.
وقال الناطق باسم التكتل، بيتر ستانو، «نرفض أية محاولات لتقويض أو إضعاف الجهود الدبلوماسية المرتبطة بالاتفاق النووي».
وقال مصدر إيراني مطلع، الشهر الماضي، إن طهران «لن تتفاوض مع واشنطن قبل رفع كامل العقوبات، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر»، وأضاف أنه «كما خرجت أميركا من الاتفاق النوويّ من دون تفاوض وفرضت العقوبات، يتوجّب عليها رفع كامل العقوبات أيضاً من دون مفاوضات».