لبنان وسورية وفلسطين… ليست مصادفات
خلال هذه الأيام تتزامن احتفالات بمناسبات ذات طابع وطنيّ وشعبيّ في كل من سورية ولبنان وفلسطين والعنوان واحد، «تضحيات تحيي الأوطان» فتحتفل سورية بيومها الوطني الأبرز الذي يمثله عيد الجلاء ويحتفل الفلسطينيون بيوم الأسرى الذين يشكلون بآلافهم الأربعة العنوان الأبرز لقضيّة الحرية الفلسطينية، حرية الأرض والشعب، وفي لبنان تأتي ذكرى مجزرة قانا التي حملت عنوان الدم الذي ينتصر على السيف.
هذه الرمزيّة التي تقدّمها المناسبات التاريخية الوطنية تعبر من دون خطة، عن حجم الترابط في تاريخ ومصير لبنان وسورية وفلسطين. فالعناوين الثلاثة تتصل بفكرة الاحتلال والمقاومة، ويوم الجلاء الذي يحييه السوريّون هو يوم المقاومة التي قدّمت رقماً من الشهداء يعادل بالمناسبة رقم الأسرى الفلسطينيين 4400 شهيد للمقاومة السوريّة بوجه الاحتلال الفرنسي و4400 أسير فلسطينيّ بوجه كيان الاحتلال، فيما يحيي لبنان ذكرى شهداء مجزرة قانا الذين ارتقوا لترتفع راية المقاومة وتنكشف وحشيّة العدوان وتصنع بصمة الأطفال بالدم وصمة العار على جبين الإنسانيّة التي عجزت عن وضع حد لكيان الجريمة المنظمة والتوحش الذي يتحدّى كل القوانين.
في تزامن آخر يقرّر مجلس الشعب السوري يوم 26 أيار موعداً لانتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية، ويستعدّ السوريون لتحويله الى استفتاء داعم للرئيس بشار الأسد كرمز لوحدة سورية وسيادتها وروحها المقاومة، فيما يحتفل لبنان بعيد التحرير في الأيام ذاتها، إحياء لنجاح المقاومة بتحرير الأرض وإلحاق أول هزيمة من نوعها بجيش الاحتلال.
هذه ليست مصادفات وليست خطة، هي تعبير عن نبض خفيّ جامع يحكي حكاية القضية الواحدة والمصير الواحد، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى.