الاستحقاق الرئاسيّ السوريّ
خلال الشهور الماضية دأبت أوساط مناوئة للدولة السورية ومؤسسات إعلاميّة معادية لمحور المقاومة على نشر تقارير تحاول الإيحاء بأنها مستندة الى المصداقيّة، وتتحدّث عن صفقة عقدتها روسيا او هي في الطريق إليها عنوانها التفاهم على تسوية سياسية في سورية تقوم على استبعاد الرئيس بشار الأسد، وتتقاسم عبرها موسكو وواشنطن وأنقرة وطهران الجغرافيا السورية، ينال كيان الاحتلال جائزة ترضية بترتيبات أمنية في الجنوب السوري.
منذ أيام بدأ المسار الدستوريّ في سورية نحو انتخابات لرئيس الجمهورية نهاية شهر أيار المقبل، وبدأت الترشيحات للانتخابات، وكل شيء بات واضحاً لجهة أن كل ما تمّ ترويجه كان عبارة عن أكاذيب لا أساس لها، ويستعدّ السوريون للمشاركة الكثيفة في الانتخابات ومنح أصواتهم للرئيس بشار الأسد، ليس لخشيتهم عليه من المنافسة، وهي لن تكون منافسة حقيقيّة ولو شاركت كل الفصائل المعادية للدولة السورية تحت مسمّيات المعارضة، وفي ظل أشدّ معايير الرقابة الدولية للانتخابات، وبمشاركة كل النازحين السوريين في أوروبا وتركيا وسواها حيث فرص التأثير على التصويت ضد الرئيس الأسد متاحة، فوفقاً لتقارير أميركيّة أهمها ما تقوله المخابرات الأميركية إن الرئيس بشار الأسد لن يواجه منافسة جدّية على الرئاسة في أي انتخابات وسيفوز بأكثر من ثلثي أصوات السوريين.
يذهب السوريون الى الانتخابات لأنهم يدركون أن العالم كله يراقبهم، وان الأمر سيكون بقياس العالم لحجم المشاركة داخل سورية وخارجها، للقول نعم للأسد، فهذه المشاركة هي استفتاء على ما هو أبعد من شخص الرئيس، هو استفتاء على درجة حيويّة الشعب السوريّ رغم العقوبات والحصار والضائقة المعيشية، وحجم تمسّكه بالخيارات التي يرمز إليها الرئيس الأسد، وهي خيارات ضمان وحدة سورية وسيادتها، بإسقاط مشاريع الدويلات وإنهاء الاحتلال، ومواصلة الحرب على الإرهاب، ولذلك يعرف السوريّون أن الرسالة التي ستحملها المشاركة الكثيفة في الانتخابات ستوفر الكثير من الدماء، لأنها ستفهم من يجب أن يفهم أن معاندة الإرادة السورية في رفض الانصياع لما يرمز إليه انتخاب الرئيس الأسد، لن ينجح في كسر هذه الإرادة بل سيكون خوضاً لمعركة ميؤوس منها، والدول تقرأ وتقرّر ولا تريد معارك بلا أفق، ولذلك يهتم العالم بهذه الانتخابات أكثر من غيرها، ولذلك سيهتم بها السوريّون أكثر.