إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية الجماعية على يد الأتراك
عون: لتحقيق العدالة في هذه القضية المشينة واتخاذ قرار تاريخي يميّز بين الجلاّد والضحية
أقيمت أول من أمس، قداديس بذكرى الإبادة الأرمنية الجماعية على يد السلطنة العثمانية، فيما أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «الوقوف بحزم إلى جانب الشعب الأرمني في نضاله من أجل الاعتراف بقضيته العادلة، وإزالة التعمية التي تغطي دماء ضحايا الإبادة الأرمنية بستار الإنكار من جهة واللامبالاة من جهة ثانية». وقال «في ذكرى مرور مئة وست سنوات على المجازر التي تعرّض لها الشعب الأرمني، الذي يشكّل اليوم جزءاً من نسيج لبنان، نؤكد وجوب تحقيق العدالة في هذه القضية المشينة التي تثقل ضمير العالم من دون أن تدفعه إلى التحرك لاتخاذ قرار تاريخي يميّز بين الجلاّد والضحية».
وأضاف «ما أصاب الشعب الأرمني بالسيف، أصاب الشعب اللبناني بالمجاعة، والفاصل الزمني كان سنة واحدة».
وفي المناسبة، أجرى الرئيس عون إتصالين بكاثوليكوس الأرمن الأورثوذكس آرام الأول، وبطريرك الأرمن الكاثوليك كريكور بدروس العشرين، محييا ذكرى شهداء الإبادة.
وأقيم في كاتدرائية الأرمن الأرثوذكس في أنطلياس قداس ترأسه الكاثوليكوس آرام الأول، في حضور الأحزاب الأرمنية الثلاثة: الطاشناق، الهنشاك، الرمغافار والجمعيات الأهلية وشخصيات.
بعد القداس، ألقى ممثلو الأحزاب الأرمنية الثلاثة كلمات بالمناسبة، من ثم ألقى آرام الأول رسالة جاء فيها «إن يوم 24 نيسان ليس يوماً لاستذكار شهدائنا بل هو يوم تعميق إيماننا وتقوية إرادتنا وتعزيز إلتزامنا بإرثهم المقدس من أجل استرجاع حقوق شعبنا المغتصبة».
وعن القضية الارمنية، قال «المطالبة بحقوقنا أمر عادل ومحق ومقدس، لأنها مبنية على وقائع تاريخية موثقة، على القانون الدولي الذي يقرّ بحقوق شعوب تعرضت لإبادة جماعية، لأن جميع الأديان تعترف أن العدالة هي حق منحه الله. لذا، فإن اغتصاب هذا الحق خطيئة والنضال من أجل إسترجاعه نضال مقدس».
وحيّا رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر، في بيان «الشعب الأرمني في ذكرى المجازر التي تعرض لها على يد العثمانيين، في سبيل الحرية والانتماء والحفاظ على الخصوصية واللغة والكرامة والاستقلال».
وإذ حيّا «شجاعة هذا الشعب وعناده في سبيل الحق والحرية»، كرّر مطالبته مجلس النواب بإقرار اقتراح القانون الذي سبق وتقدّم به بتاريخ 19/10/2016 لإقرار يوم ذكرى مأساة الحرب العالمية الأولى على لبنان 1914-1918 أو ذكرى المجاعة الكبرى».
وختم «نستذكر ما حصل في لبنان في السابق من مآس وويلات، ونذكر بما يمكن أن يحصل في المستقبل وما هو حاصل اليوم، إذ في الذكرى عبرة وفي العبرة حياة واستمرارية للأوطان، علّنا نتعظ نحن اللبنانيين، فنحذو حذو الشعب الأرمني العظيم ونخرج من محنة فقدان الذاكرة».
من جهتها، أكدت لجنة الدفاع عن القضية الأرمنية في لبنان في بيان «التزامها تحقيق العدالة واستعادة حقوق الشعب الأرمني»، معربةً عن رفضها لـ»دور تركيا في المنطقة وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية».