الراعي بعد زيارته عون: لا مبرّر لعدم تشكيل حكومة
اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي، أنه «لا يوجد مبرر أساسي لعدم تشكيل حكومة في ظل الواقع الحالي»، مشدداً على ضرورة «عدم التراشق بالمسؤوليات لأن ذلك يزيد من حدّة المشاكل».
كلام الراعي جاء بعد لقائه أمس في قصر بعبدا، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على مدى ساعة ونصف الساعة. واستنكر الراعي في مستهل تصريحه الاعتداء على أي إعلامي، لكنه في المقابل، أكد «ما أشارت إليه وزيرة الإعلام أيضاً أن على الإعلاميين أن يعرفوا حدودهم، فالبعض منهم يتصرف بطريقة غير لائقة والبعض الآخر يستعمل وسائل التواصل الاجتماعي كما يناسبه ويسمح لنفسه بتوجيه الإساءة إلى الناس».
وأوضح أنه جرى خلال اللقاء «التداول بالموضوع الأساسي وهو ضرورة تأليف حكومة، وتذليل الصعوبات أمام هذا التأليف، لأنه لا يوجد أي مبرر أساسي لعدم تشكيل حكومة في ظل الواقع الحالي. فالبلد ينهار يوماً بعد يوم والحكومة هي العمود الفقري للبلد وعنما ينهار العمود الفقري في الجسد تنهار جميع أعضائه وتخور. فيجب ألاّ نتراشق بالمسؤوليات، فذلك لا يؤدي إلى تأليف حكومة بل يزيد من حدة المشاكل».
وقال «تمّ خلال اللقاء أيضاً التطرّق إلى العديد من القضايا، ونتائج عدم تأليف الحكومة، مثل زيادة الفقر والجوع. فأكثر من نصف الشعب اللبناني أصبح تحت خط الفقر».
وأشار إلى أنه تمّ البحث خلال اللقاء، بموضوع «القضاء واستقلاليته، وضرورة عدم حصول اي فراغ في هذا السلك، وإجراء تشكيلات قضائية»، مشدّداً «على كرامة القضاء وكرامة القاضي ونزاهته وحريته، مع عدم انتماء هذا القاضي إلى أي فئة من الفئات وضرورة عدم التدخل بشؤون القضاة، فيستطيع عند ذلك القاضي العمل بحسب ضميره والعدالة».
كما شدّد على أنه يجب عند تناول أي مشكلة إدارية أو قضائية أو مؤسساتية «ألاّ نلبسها وجهاً طائفياً، فهذا أمر غير مقبول. نحن نريد أن نعيش مجتمعاً متنوعاً متعدداً ونحترم بعضنا البعض وهذا التنوع. وللإعلام دور كبير في هذا الإطار، عبر التوقف عن الشحن».
ورداً على سؤال قال «أنا لا أقوم بالوساطة مع أحد، إن حديثي يكون مع جميع الناس والمسؤولين الذين أطالبهم بتأليف الحكومة من دون الدخول بأي وساطة مع أحد أو تقديم أي حلول، فنحن نمارس عملنا ضمن حدود، لكن أهميتنا وأهمية الكنيسة عامّة أن نبقى على تواصل مع الجميع».