سورية … ماذا بعد؟
} ربى يوسف شاهين
كثير من الأعداء الذين تمنّوا خراب سورية، لم يتوقعوا قدوم هذا اليوم الذي بدأت فيه الدولة السورية باستعادة ما دمّرته أيادي الإرهاب، وذلك عبر وكلائهم في المنطقة من الفصائل والمجموعات الإرهابية، التي ما زال جزء منها، يحاول النهوض من جديد على أيدي الولايات المتحدة، التي تتخذ من نفسها عراباً لهم في كلّ بقعة تتمركز فيها، فهي تخطط لما بعد خروج قواتها من سورية والعراق.
ففي البادية السورية، تمّ تدمير قاعدة لتدريب الإرهابيين قرب مدينة تدمر، حيث يتمّ تشكيل مجموعات للقيام بهجمات إرهابية وتصنيع العبوات الناسفة، وفي السياق ذاته يخططون لهجمات إرهابية وهجمات على مؤسسات الدولة في المدن الكبرى قبل الانتخابات الرئاسية.
في عمق ما سبق، من الواضح أنها عملية إحياء للإرهاب وفق أجندتهم الاستخبارية الخاصة، التي تتعامل بها واشنطن في سياساتها الخارجية، والتي باتت معتمدة في قواميسها السياسية على الإرهاب الممنهج الذي عانى ويعاني منه الشعب السوري، والذي لم يتوقف منذ عقد ونيّف، بل يزداد عبر استراتيجية أميركيّة صهيونيّة هدفها إعاقة تقدّم الدولة السورية، وكلّ من يخالف المنهج الصهيو أميركي، فخراب سورية وتدميرها يُعتبر من أولويات «الموساد» الاسرائيلي الذي يُدرك الأهمية الجيوسياسية لسورية في منع إقامة دولتهم المزعومة من البحر الى النهر.
في كثير من مفاصل الحرب الإرهابية على سورية، برزت دول في هذه الحرب منها من فضل البقاء بعيداً واكتفى بالدعم المالي، ومنها من فبرك الأكاذيب والتضليل السياسي والإعلامي، عبر فرق خاصة من المحترفين الإعلاميين الغربيين، لإظهار الصورة للغرب بعكس ما يتمّ في الميدان السوري، ومنهم من أرسل جماعاته الإرهابية، ومنهم من المشغلين الذين ما زالوا يرفعون ويقدمون الاعتراضات على الدولة السورية في مجلس الأمن والمؤسسات الدولية، لاتهامها باستخدام الأسلحة المحظورة عالمياً.
وما بين واشنطن والكيان «الإسرائيلي» علاقة الأمّ بطفلتها، فيمنع أنّ يُصار الى تبني علاقات مع دول تناهض «إسرائيل»، وهذا ما بدا واضحاً منذ اندلاع أولى الحروب في منطقة الشرق الأوسط، والتي كانت محدّدة لدول بالاسم كـ لبنان وسورية والعراق واليمن.
هي سياسة الغطرسة الأميركية وعلى الملأ، بأنها الحاكم الوصيّ على الدول قاطبة، لأنها استطاعت وفق نظرياتها السياسية، أنّ تُدرك بأنّ رأس المال العالمي الذي تتحكم به سيُرضِخ جميع الدول، ومن هنا ومع تنامي دول عربية كسورية، في حقبة السبعينات والثمانين]ات من الناحية الاقتصادية والسياسية، وامتلاكها صفر ديون خارجية، بدأت شرارة الإرهاب تتكوّن من رأس الفكر الأميركي الصهيوني، فالمشاورات والمحادثات لا تتوقف بين تل أبيب وواشنطن في الملف السوري والإيراني واللبناني والعراقي، هذه الرباعية الدولية التي شُنّت عليها أقسى الحروب الإرهابية، لم ترضخ لأوامر الشيطان الغربي، فماذا بعد؟
سورية على موعد مع الانتخابات الرئاسية في 26 من أيار/ مايو المقبل، وهذا انتصار سياسي وحتمية لانتصار عسكري في الميدان على الإرهاب، وما تبقى من الشمال والشمال الشرقي من سورية، سيُستكمل تحريره من قبل القيادة والجيش السوري وحلفائهم حتى الانتهاء من الإرهاب على كامل التراب السوري، ورغم الحرب الإرهابية العسكرية والاقتصادية التي ما زالت تُمارس بحق الشعب العربي السوري، إلا أنه ما زال يُقاوم قوى الشر، خارجية كانت أمّ داخلية، وموعده مع الانتصار الكبير لا بد آتٍ.