الكيان الصهيونيّ على شفا حرب أهليّة
قال أكاديمي صهيوني إن دولة الاحتلال تمر في أزمة تاريخيّة لا مجال لحلها سوى تغيير النظام الانتخابي، مضيفاً أن «مصدر الأزمة هو عدم التوافق بين المكونات الصهيونية، ولذلك تحتاج مؤسسات الدولة إلى تغييرات هيكلية».
وأضاف أفنير بن زاكين في مقال في صحيفة معاريف، أنه «في آخر أربع انتخابات صهيونية برزت ظاهرتان غريبتان، أولاهما أنه لم يتحدث أي سياسي صهيوني عن أربع انتخابات متتالية من دون أن يكون القرار الواضح دليلاً قاطعاً على أن النظام الانتخابي الحالي لم يعد يعمل، وثانيتهما أنه منذ أكثر من عامين، تخوض كتلتان سياسيتان مركزيتان مواجهة صفرية، وتشنان حرب إبادة سياسية، وأعطت الظواهر الغريبة إشاراتها في العديد من الاحتجاجات الصهيونية».
وأشار زاكين، العضو في مجلس «الحركة الإسرائيلية»، والمحاضر في كلية أونو الأكاديمية، إلى أنه «تم تحويل الدعوة من عدم انتخاب نتنياهو بصورة حصرية إلى تحميله المسؤولية عن الوضع الناشئ، وما زال الجدل السياسي في «إسرائيل» مستمراً في التركيز على المستوى الشخصي، لكننا إذا قمنا بتحييد البعد الشخصي، فسوف يتبقى لنا تفسير واحد ومفاده أن «إسرائيل» في خضم أزمة تاريخية نابعة من عدم التوافق بين مكوّناتها المختلفة».
وأوضح أنه “في عام 1948، أقيمت “إسرائيل” على أسس مؤقتة مع الارتجال في الترتيبات بين الدين والدولة، بين السلطات المختلفة، وبين المواطن والدولة، وعلى مرّ السنين، تم وضع رقع من الحلول المؤقتة والسطحية على النظام الحكومي، لكن الحلول المؤقتة لم تعد تعمل، ولم يعد النظام السياسي قادرًا على إنتاج الحلول، وبدلاً من ذلك، فإنها تركز على السياسات القبلية والشخصية”.
وأكد أنه “نتيجة لذلك، ظهرت مشاكل عميقة خلال الحملة الانتخابية الصهيونية الأخيرة بكامل قوتها، وجنباً إلى جنب مع أزمة كورونا، أوصلتنا إلى شفا حرب أهلية بين الصهاينة، ولذلك فإن هذه الأزمة التاريخية تواجه معسكرين، ليس فقط أفكار اليسار واليمين، بل من الناحية العملية، فإن الخريطة السياسية الصهيونية باتت مقسمة بين معسكرين يمثلان الهياكل الاجتماعية والتاريخية”.
وأشار إلى أن “أنصار النظام القديم المسمّى يسار الوسط، ممن يبشرون بالديمقراطية من خلال مفاهيم حرية التعبير وسيادة القانون وحقوق الأقليات، ينظر إليها العديد من الصهاينة على أننا أمام ديمقراطية مشلولة، أما دعاة تدمير النظام القديم المسمّى باليمين، فهم يبشرون بالديمقراطية من خلال الأغلبية والقاعدة وإرادة الشعب، التي تسمح بتغيير قواعد اللعبة، وتحويل ديمقراطية مشلولة إلى ديمقراطية أكثر شللاً”.
وأضاف أن “الأزمة الصهيونية القائمة تعني تعمقها في مفهومها الخاطئ للديمقراطية، ولذلك يمثل الوضع الحالي فرصة تاريخية لإحداث نقلة نوعية، وتحقيقاً لهذه الغاية، يجب أن يتخلى الصهاينة عن خنادق عالم المفاهيم القديمة، وننتقل من التركيز على ذنب قائد واحد وهو نتنياهو، إلى التركيز على النظام السياسي الصهيوني نفسه، كي يسمح لنا بالتغلب على هذه الأزمة، لأننا أمام نظام سياسي سيئ”.