وفي الليلة الظلماء…
} الأمين سمير رفعت
التقوا في السعوديّة منتصف الخمسينيات من القرن الماضي… الصدفة جعلت الأمين الدكتور عبدالله سعادة صاحب مشفى هناك، وأختي جيهان وزوجها ضياء الدين الرفاعي الذي كان سفير الأردن في السعوديّة.. تعارفوا وتصادقوا حتى قبل أن أتعرّف على الأمين سعادة كقائد قومي اجتماعيّ قلّ مثيله في النهضة القوميّة الاجتماعيّة، كانت سهراتهم ومشاويرهم مشتركة كعائلة واحدة، وأعرف أنّ صهري أبو طالب قد تأثّر كثيراً بالأفكار القوميّة الاجتماعيّة من خلال صداقته للدكتور سعادة، الذي كان له تأثير كبير على من حوله.
وفي ليلة من ليالي السعوديّة كانت أختي وزوجها في سهرة عائليّة عند أحد الأصدقاء، وكان ابنهما زياد في المنزل مع المربّية، وفجأة شعر بآلام شديدة لا تُحتمل، وصار يصرخ ويبكي من الألم، ويومها لم يكن هناك هواتف خليويّة لكي تتصل المربّية بأختي أو بزوجها، كذلك لم تكن تعرف أين يقضيان سهرتهما، فما كان منها إلّا أن أخرجت هاتف الدكتور عبدالله سعادة… اتصلت به وأبلغته أنّ ابن ضياء الدين الرفاعي يتلوّى من الألم وأهله في الخارج.. وما هي إلا لحظات حتى أتى الدكتور سعادة إلى منزل أختي، وبعد فحص الطفل عرف أنّ التهاب الزائدة الدوديّة هو سبب هذه الآلام… حمله بسيارته إلى مشفاه… خدّره وأجرى له عملية الاستئصال ووضعه في سرير، وأحضر كرسيّاً جلس بجانب السرير إلى أن غلبه النوم.
جاءت أختي وصهري إلى البيت فلم يجدا ابنهما، وقالت لهما المربّية عمّا حدث، فتوجّها إلى مشفى الدكتور سعادة، فوجداه نائماً قرب سرير ابنهما وقد أُجريت له العمليّة الجراحيّة دون الحاجة إلى موافقة الأهل كما هي العادة… فالصداقة التي تربط الدكتور سعادة بأختي وصهري تجعله يتحمّل مسؤولية إجراء العمليّة.
استمرّت هذه الصداقة بين العائلتَين حتى بعد مغادرتهما السعوديّة، حتى أنّ أختي زارت لبنان مرّة وكان في برنامجها الذهاب إلى طرابلس، حيث كان يُقيم الدكتور سعادة وزوجته الدكتورة الشاعرة ميّ.. ذهبنا إلى هناك وكانت فرحتهما كبيرة باللقاء، وكنت أنا قد تعرّفت قبل سنوات على الأمين الدكتور سعادة كرئيس للحزب وأمين قلّ نظيره، وأذكر أنّه خلال زيارتنا لطرابلس دعانا الدكتور سعادة إلى مطعم اشتهر بتقديمه السمك الشهيّ، تناولنا الطعام وعدنا إلى بيروت بعد أن استرجع الجميع ذكريات السعوديّة في مطعم الشاطئ الفضيّ الطرابلسيّ.
وبين الذكرى والذاكرة عروة لا تنفصم، خاصة إذا طرأ على هذه الذاكرة ما يحرّضها، فتعود الذكرى ماثلة وكأنها حصلت الآن، لا في زمن غابر.
فما حرّض ذاكرتي لأن أكتب عن الأمين الراحل عبدالله سعادة، هذا النمر القوميّ الذي ندر نظيره، هو الخبر الذي وصلني على هاتفي من ابنتي ليال زوجة الأمين عبدالله سعادة ابن الرفيق الراحل إبراهيم شقيق نمر النهضة القومية الاجتماعيّة، يقول الخبر إنّ جامعة بروكسل في بلجيكا كرّمت الدكتورة ليلى عبدالله سعادة بتسمية شارع من شوارعها بِاسمها تقديراً لعطائها العلميّ، ونقلتُ «للبناء» الغرّاء الخبر فقامت بنشره بديباجة رائعة تنمّ عن أدب رفيع يليق بصاحبة الخبر وبالحدث ذاته، جامعة بروكسل رأت في عطاءات الدكتورة ليلى عبدالله سعادة ما يؤهّلها لأن يُطلق اسم شارع فيها على اسمها، بينما تئنّ عاصمة الكيان اللبنانيّ من أسماء مستعمرين وغازين وقتلة، وكنت قد كتبت سابقاً عمّا يوجعني كثيراً حين أمرّ في شارع سبيرس أو مونو أو فوش…
أعود إلى صاحب الذكرى الذي حرّضت عودته الذاكرة، فقد كنت في العام 1978 عضواً في المجلس الأعلى، وكان الأمين عبدالله سعادة رئيساً للحزب الذي يعاني حالة انشقاق بغيضة، وخلال جلسات طويلة بيننا وبين الشقّ الآخر برئاسة الأمين سعادة توصّلنا إلى اتفاق لإعادة وحدة الحزب، ويوم إعلان الحدث طلب منّي الأمين سعادة أن أرافقه إلى مركز الحزب لإعلان الوحدة، وفي المصعد قلت له: حضرة الرئيس لقد برهنّا أننا فاشلون في الانقسام الذي ليس من أخلاقنا القومية، وتأثرت بهذا التعبير، وحدث إعلان الوحدة حتى دمعت عيناي، وحين أقام الرئيس عبدالله سعادة مؤتمره الصحافي يعلن فيه وحدة الحزب بدأ كلامه بأن قال: لقد رأيت قبل لحظات دمعة في عين الأمين سمير رفعت، وكانت صادقة لدرجة تجعلني أعلن وحدة الحزب بكلّ ثقة.
وحين كان نوّاب الكتلة القوميّة في مجلس النوّاب اللبناني يزورون وزير المال فؤاد السنيورة، كانوا يلتقون بِابنتي ليال في مكتب السكرتاريا، فقد أحضرها السنيورة معه من بنك البحر المتوسط إلى وزارة المال، وكان حين يهمّ باستقبال نوّاب الحزب يجدهم متحلّقين حول ليال، فيقول لهم ممازحاً: أنهوا اجتماعكم الحزبيّ ثمّ ادخلوا إليّ. وبهذه الزيارات تمّ انتقاء الأمين النائب سليم سعادة، ليال، لتكون زوجة لإبن عمّه الرفيق عبدالله سعادة والأمين لاحقاً…
وفي إحدى ليالي دمشق الجميلة، كنّا نستضيف في منزلنا المدير العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون الأستاذ فؤاد بلاط وزوجته السيدة لين أتاسي، وفي حوار حول علمانية الحزب، أصرّت السيدة لين أنّه لو أتاني عريس مسيحيّ لابنتي فالأغلب أنّي لا أزوّجه إيّاها بسبب خلاف الدين، حتى قالت أنتم تقولون بلا طائفيّتكم، ولكن عند التجربة لا أعتقد أنّك ستفعل غير ما أقول، وعبثاً حاولت إفهامها أنّنا نعتبر المسيحيّ مسلماً لله بالإنجيل كالمحمديّ تماماً، ولكن بلا جدوى.
وبعد فترة ليست طويلة، تمّت زيارة الرفيق عبدالله سعادة وليال لنا في دمشق، وكانت موافقتي حاضرة على زواجهما، وكان شرطي الوحيد أن يبقى قومياً اجتماعياً، فأبقى على اطمئناني على ابنتي، وقد أكّد حينها الرفيق عبدالله سعادة ثباته على مبدئه، وبرهن ذلك بأن نال رتبة الأمانة بعد سنوات وقد رشّحته لهذه الرتبة، وحين اتّخذت هيئة منح رتبة الأمانة قرارها بمنحه الرتبة، اتصل بي الأمين الصديق صلاح دبا ليبلغني قرار الهيئة بالإجماع، وأصرّ على أن أتبلّغ هذا القرار شخصياً.
عاد إلى ذاكرتي حواري مع السيدة لين أتاسي، وتذكّرت كلمة الزعيم: «سواء أفهمونا أم أساؤوا فهمنا، فإننا نعمل للحياة ولن نتخلّى عنها». فالإبنة الثانية «هلا» تزوّجت أيضاً من مارون سرّوع، ولم يتمّ بحث موضوع الدين في هذا الزواج.
ما يمكن أن أختم به في هذا المجال أنّ الأمين سليم سعادة كان عرّاب هذا الزواج الناجح بين عبدالله وليال.. فشكراً له، وما جعل علاقتي بالأمين الدكتور عبدالله سعادة لم تنقطع من خلال الأمين سليم والرفيقة الدكتورة ليلى والرفيق عبدالله (الأمين لاحقاً)، ووالده الراحل إبراهيم ووالدته الرفيقة سلام اللذين اعتبرا «ليال» ابنة جديدة دخلت عائلتهما، وقد ألّفا عائلة رائعة كبير أشبالهم سليم، ثمّ التوأمان سمير وساري.
وفي زيارة روتينيّة للطبيب المشرف على الحمل أواخر شهر شباط من العام 2001، طمأن ليال وعبدالله أنّ الحمل قد اكتمل، وما هي إلّا ايام وستتمّ الولادة.. وبعد عودتهما إلى البيت قالت ليال لزوجها: لماذا يجب علينا أن ننتظر أياماً.. أريد أن أضع ابني البكر في الأوّل من آذار يوم مولد الزعيم.. طبعاً عبدالله أيّد رغبتها، فقامت بالاتصال بالطبيب قائلة له: أريد أن أضع حملي في الأول من آذار.. سألها لماذا العجلة، أمامك عدّة أيام وستكون الولادة طبيعية وليست قيصرية.. أجابته: أريد أن أضع بكري في الأول من آذار يوم مولد الزعيم ومؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده… أمهلها على الهاتف واتّصل بالهاتف الداخلي للمستشفى بغرفة العمليات طالباً تحضيرها يوم الأوّل من آذار معلّقاً: هناك سيدة تريد لابنها أن يولد في ذلك التاريخ تحديداً.. وهكذا كان.. أما التوأم سمير وساري فقد ولدا أيضاً في الحادي عشر من شهر آذار من العام 2009، شهر ولادة فتى الربيع.
وحين كنت رئيس تحرير مجلة «البناء»، وكان رفيق آخر رئيس تحرير مجلة «صباح الخير»، وصدر العددان الأخيران يعلنان وحدة الحزب في احتفال في سينما سارولا. اتصل بي الأمين عبدالله سعادة رئيس الحزب لألتقيه في المركز وكان في شارع فردان… ذهبت إليه فوجدته يضع عددَيّ «البناء» و»صباح الخير» أمامه ويتأمّل الغلافَين. كنت قد وضعت صورة في «البناء» للحشد القومي في الاحتفال، ووضعت عنواناً له: لنصرك يا سورية هذا القليل، بينما وضعت «صباح الخير» صورة مماثلة وعنونَت: مئة ألف قومي اجتماعي يحضرون وحدة الحزب، هنا علّق حضرة الرئيس سعادة على العنوانين ممازحاً: لقد أحصيت الحضور ورأيت أنه تجاوز المئة ألف ببعض الآلاف.. هل يمكن أن تقنعني أنّ عنوان «البناء» كعنوان «صباح الخير» في التصنيف الصحافي، وعندها اتّخذ قراره بأن أتسلّم إدارة تحرير «صباح الخير – البناء»، وكانت من أجمل الأيام برفقة الأمين الأديب والصحافي محمود غزالة، والذي رحل وما زال بيننا.
وأذكر أني توجّهت والرفيق جان داية لتقديم واجب العزاء إلى الأمين عبدالله سعادة بِابنه الرفيق الشهيد نقولا، وحين دخلنا منزله حيّيته وبدأت حديثي بالتعبير القومي الرائع: البقاء للأمّة. قال لي: بمن؟ قلت بالرفيق نقولا… حينها أردف قائلاً: أنت قلت الرفيق نقولا، أيّ أنّه رفيقي كما هو رفيقك وعزاؤنا به واحد، إذ لو كنت اعتبرته ابني وليس رفيقي لكنت أرسلته إلى بلد في أوروبا كما بقيّة رؤساء الأحزاب، ولأنني اعتبرته رفيقاً كباقي الرفقاء، فقد كان مكانه في الموقع المتقدّم لقوّات الحزب العسكريّة… وحين استشهد هادي ابن السيد حسن نصر الله، قال كلمته الشهيرة: الآن عرفت وجرّبت معاناة الدكتور عبدالله سعادة، فقد سبقني لأن يكون أباً لشهيد.
وفي العام 1987، بعث بي الحزب مندوباً إلى البرازيل، وتمنّيت أن أصطحب معي زوجتي هدى على نفقتي الخاصة، فتمّت الموافقة، وأمضينا أشهراً في القارة البرازيلية المترامية الأطراف، والتي كنت قد زرتها قبلاً ضمن وفد مجلس الشعب الشامي حين كنت مستشاراً سياسياً وإعلامياً في المجلس.
وأُبلغت وأنا في البرازيل نبأ وفاة الرئيس الأمين الدكتور عبدالله سعادة، في بيروت، وكان لا يمكن أن تمرّ هذه الحادثة عليّ دون أن أُقيم لها ما يناسبها من احترام حتى لو كنت بعيداً عن الوطن، فتوجّهت إلى المركز الثقافي العربي في ساو باولو، والتابع لوزارة الثقافة في الكيان الشامي، وطلبت، بما لي من مَونة، أن نُقيم احتفالاً في المركز نؤبّن به الراحل الكبير، وبالتنسيق والإشراف لمنفذية الحزب والرفقاء أقمنا احتفالاً كبيراً امتلأت القاعة بالحضور وأُلقيت كلمات تأبينيّة ومنها كلمة لي. وحين انتهى الاحتفال جلنا مسيرة سيّارة لعشرات السيّارات ونحن نحمل أعلام الزوبعة، وقطعنا شوارع عدّة في ساو باولو، وقد لفتت تلك المسيرة نظر الجميع لنظاميّتها، وبقينا حتى منتصف الليل.
وأذكر أنّه خلال وجودي في البرازيل قمت من ضمن مهمّتي الموكلة إليّ بجمع الاشتراكات والتبرّعات واشتراكات مجلة «صباح الخير – البناء»، وكان مبلغاً لا يُستهان به في تلك الأيام، وكان الأمين عبدالله كوزاك، رحمه الله، يشرف على إقامتي وزوجتي في برازيليا، وقد ارتأى أن يقدّم مبلغ 1000 دولار هديّة لزوجتي تشتري به ما تريد. وحين عدت إلى الوطن، وقمت بتسليم الأمين عصام المحايري المبالغ التي حصدتها خلال إقامتي في البرازيل، وجد مبلغ 1000 دولار وبجانبه أنّه قُدّم هدية لزوجتي. سألني: لماذا هذا المبلغ مع الجباية الحزبية، قلت له: لو أني أزور البرازيل منفرداً وزوجتي لكنت قبلت هذه الهديّة، أما وأني أُرسلت إلى هناك مندوباً عن الحزب، فكلّ ما يمكن أن أحصل عليه هو للحزب وليس لي.
وأنا أدوّن من الذاكرة ما يمكن أن تختزن عن الأمين الدكتور عبدالله سعادة، وردني على هاتف زوجتي من الأمين نهاد سمعان، جار الشاعر ديك الجنّ الحمصي، هذه الشهادة للصديق الصحافي طلال سلمان، رئيس تحرير جريدة «السفير»، روى حكاية تؤكّد أنّ الأصل هو الموقف والباقي تفاصيل.
«تقول الحكاية وهي صادقة، وقد شهدت وقائعها ومعي العديد من الأصدقاء، وكلّهم شاهد عدل، ذات محاولة من محاولات العقيد الراحل معمّر القذافي لتقديم نفسه كمفكّر كبير ومؤرّخ، أصدر كتاباً بعنوان «إسراطين» ساوى فيه بين اليهود والمسيحيين، وتعامل فيه مع السيد المسيح على أنّه واحد من اليهود، منكراً رسالته السماويّة التي شهد بها القرآن الكريم.
كانت وفود الحركة الوطنيّة لا تنقطع عن زيارة ليبيا القذافي التي وفّرت لها خلال الحرب الأهلية مقوّمات الصمود، السلاح والذخيرة والدعم المالي.
بعد صدور الكتاب، دعا القذافي إلى نقاش فكريّ موضوعه كتابه الجديد، وحاول الحضور من أركان الحركة الوطنيّة مجاملة القذافي من دون الدخول إلى مناقشة موضوعه، وعندما وصل الدور إلى المرحوم الدكتور عبدالله سعادة قال: «اسمح لي يا أخ معمّر، طالما أنّك مصرّ على معرفة رأيي أن أقول لك بصراحة الصديق رأيي المتواضع: نحن نشهد يا أخ معمّر أنك دعمتنا دائماً، فمالُنا منك وسلاحنا منك ونحن نأتي ضيوفاً مكرّمين ونلقى منكم كلّ ترحيب، وهذه شهادة حق»، ووقف الدكتور عبدالله سعادة لحظات قبل أن يضيف فيقول: «أما في خصوص كتابك الأخير هذا، فلن أجاملك ولن أنافقك، سأقول رأيي صريحاً. اسحب هذا الكتاب من السوق فوراً وأحرقه، فعار أن يحمل هذا الكتاب اسمك.. إنها فلسطين يا أخ معمّر، فما هكذا يتمّ الحديث عنها…»
ذُهل القذّافي وأخفى كثير من الموجودين وجوههم، في حين استأنف الدكتور عبدالله سعادة كلامه قائلاً: «أنا أزعم يا أخ معمّر أنّك لا تعرف ما يكفي عن اليهود ولا عن المسيحيين، وأزعم أنني أعرف الإسلام أفضل ممّا تعرفه، فأنا أحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، كما أحفظ الإنجيل والتوراة».
التفت الدكتور سعادة إلى الحضور قبل أن يُضيف فيقول: «لهذا كلّه، أكرّر فأقول: اسحب هذا الكتاب فوراً وأحرقه ولا تتركه بين أيدي الناس سبّة لَك وعاراً عليك.. وعد إلى فلسطيننا التي لا بدّ سنحرّرها ولو بعد ألف عام».
تفصّد جبين معمّر القذافي عرقاً، في حين خجل العديد من الحضور من أنفسهم.. وانتهت الجلسة التي شهدت هذا الحوار الشجاع بصراحته، وغادر الجميع مطأطئي الرؤوس إلا الدكتور عبدالله سعادة، فقد تناول عصاه وغادر المقام مرفوع الرأس.
أيها الأصدقاء، رويت هذه الحادثة كشهادة في حقّ رجل عظيم من بين الكبار في الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، الذين غيّبتهم الأيام عن دنيانا، ولكم نتمنّى أن يلد مجتمعنا مثل هذا العظيم من بلادي».
طلال سلمان.. شكراً لك.
الآن، كلّما تصدر لي مقالة في صفحة مرويات قوميّة، أنتظر تهنئة من الأمين الصديق لبيب ناصيف، وسلامات لزوجتي وابنتي ليال وزوجها الأمين عبدالله سعادة، كذلك أنتظر اتصال الأمينة ناديا حجل والأمين الحبيب فاروق أبو جودة، والأمين إلياس عشّي، والأمين شكيب بعدراني، وأفتقد كثيراً اتصال الأمين مسعد حجل الذي لم يرحل ولن، هذه الاتصالات تُفرحني على مبدأ أنّ الكتّاب كالغواني يغرّهن الثناء…
وإلى صاحب الذكرى والذاكرة، الأمين الراحل عبدالله سعادة أقول: وفي الليلة الظلماء يُفتَقد البدر…