الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم… لا عودة إلى الوراء ولا إلى الجذور المشبوهة
} علي بدر الدين
منذ أن تسرّب الخبر عن اجتماع للمجلس العالمي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، في 19 و 20 أيار الحالي، خرج بعض من يدّعي الحرص على المؤسسة الاغترابية الأمّ، من صمته، ومن قلة حيلته وفعله، وجعل من موقع ليس له فيه، أيّ مسوغات وحيثيات وشرعية اغترابية أو رسمية، منصة للتصويب على الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، الشرعية والرسمية والمعترف بها، كممثل شرعي وحيد للمغتربين بقرار رسمي، تمّ تعميمه من وزير الخارجية والمغتربين السابق الدكتور ناصيف حتي ثم اعتراف وزارة الخارجية بوثيقته، كما بشرعية مؤتمرها العالمي الثامن عشر وبالهيئة الادارية رئيساً وأعضاء، الذين تمّ انتخابهم ضمن الأصول والأنظمة والقوانين المرعية الإجراء، واعتراف وزارة الداخلية بالهيئة الإدارية الحالية كجمعية لبنانية تمثل الاغتراب اللبناني بموجب علم وخبر.
في حين أنّ من يتنطّح مع كلّ فعل وإنجاز للجامعة سيتعب كثيراً، وسيقضي وقته يراقب ويتابع ويعدّد الإنجازات التي لا تعدّ ولا تحصى، وهي على مساحة الوطن بجناحيه المقيم والمغترب، خاصة انّ من يفتح على حسابه، ويبني موقعاً من كرتون، ويعلن عن عقد مؤتمر اغترابي ويلصق عليه إسم الجامعة ويوزع المناصب، من دون وجه حق، لا يمكن أن يحقق المكاسب أو يحصل على الاعتراف من أيّ جهة رسمية أو اغترابية، وكان بإمكانه أن يلتحق بركب الجامعة أياً كان، إذا ما أراد أن يوظف طاقاته وإمكاناته وتجاربه في الاغتراب بدلاً من اعتماد سياسة النكايات والكيديات ومحاولات تسجيل النقاط ووضع العصي في دواليب عربة الجامعة، التي تمشي ملكة وبخطى ثابتة وبرنامج عمل يأخذ في الاعتبار أوضاع اللبنانيين المقيمين والمغتربين في ظلّ أزمات اقتصادية ومالية وصحية (جائحة كورونا) يعاني العالم كله من نتائجها وتداعياتها على مختلف الأصعدة.
المقارنة بين هذا الفريق أو ذاك على مستوى الجامعة سقطت نهائياً وولّى زمانها إلى غير رجعة، ولا يمكن إعادة الزمن إلى الوراء، ولا إلى الجذور المشبوهة، أو تحويلها إلى حلبة تجاذبات وسجالات وانقسامات وادّعاءات فارغة، أصابت منها تشرذماً، وتفككاً، بل ومقتلاً، وتخلى عنها الأقربون والأبعدون، لأنهم فقدوا الثقة بها وبإسمها، بعد ان جعل منها البعض مطية له للعبور إلى حلم يراوده، وحان تحقيقه في ظلّ السَّيَبان الحاصل على غير مستوى رسمي واغترابي، ولا أحد يراقب أو يحاسب أو يسأل، يعني “اختلط الحابل بالنابل” و “ضاعت طاسة الحقيقة”، وأصبحت الجامعة على طريقة “حارة كلّ من إيدو له” يعقد مؤتمرات اغترابية ويصدر بيانات، ويلتقي مسؤولين، وينتقد، ويفعل كلّ ما يحلو له.
إلى أن جاء رجل من أقصى المدينة، اسمه عباس فواز، وهو مغترب مخضرم ورجل أعمال ناجح، وتولى مسؤوليات جسام في الجامعة، وترأس مجالس وطنية وقارية أكثر من مرة على مستوى أفريقيا، ونجح فيها بشهادة الجميع، خصوماً كانوا أو أصدقاء، ولمصلحة الجامعة والاغتراب، جرى انتخابه في المؤتمر العالمي الثامن عشر للجامعة الذي عُقد في بيروت، رئيساً بالإجماع للجامعة، عله يكون المنقذ وينتشل الجامعة من براثن الانقسام والتفرّد والهيمنة من أيّ جهة كانت، كما من وحول الطائفية والمذهبية والفئوية، بالتعاون مع هيئة إدارية منسجمة وصادقة، وقد نجح فواز وفريق العمل، في دق أول مسمار في نعش الانقساميين والانفلاتيين، الذين تمثلوا بحصان طروادة لاحتلال الجامعة وتنصيب أنفسهم على رأس هرم من دون قواعد، وعبَر بأمان إلى توحيد الجامعة بعد تجاوب البعض من أصحاب الهواجس التي بدّدها فواز باسمه وحرصه وسجله الناصع البياض في مسيرته الوطنية والإغترابية، وتخلف عن ركوب قطار الوحدة بعض الذين لا يريدون ان تتحوّل الجامعة إلى مؤسسة وطنية فاعلة، لها مكانتها واحترامها ودورها على خريطة الوطن والعالم حيث يتوزع ملايين من المغتربين والمتحدّرين من أصل لبناني.
لن أدخل في تعداد أو إحصاء ما قامت به الجامعة وقدّمته وأنجزته في ظلّ رئاسة فواز والهيئة الادارية لأنه يحتاج إلى مجلدات ولا يتسع المجال لذكرها.
المهمّ أنّ الجامعة رغم كلّ المعوقات والتصويب، والاستهداف، ماضية في مسارها الصحيح، من دون الالتفات إلى الوراء، أو التخلي عن دورها الوطني والاغترابي في أصعب مرحلة تمرّ على الوطن الأمّ وعلى أبنائه فيه وفي الاغتراب، لأنّ المغتربين اليوم كما بالأمس والغد هم الرافعة والسند والدعم حتى لا يصل إلى ما لا يحمد عقباه ويكون السقوط الأخير.
الكلام على مستوى الداخل والخارج، وأياً كان مصدره وقائله، لا يعدو كونه مجرد فقاقيع صابون أو بالونات هوائية، فالصمت أفضل منه وأبلغ خاصة إذا اقترن بالعمل، وأبواب الجامعة مفتوحة على مصراعيها لمن أراد التوبة والاستغفار وخدمة الوطن والمجتمع والاغتراب، واجتماع المجلس العالمي، يؤشر إلى أنّ سفينة الجامعة، تعبر بسلام وأمان على المسار السليم الذي أراده قائدها من دون توقف حتى تحقيق المرجو المنشود.