نصر الله حذّر العدو من أيّ خطوة خاطئة باتجاه لبنان: علامات الأفول تظهر على كيانه… ولن نتدخل بترسيم الحدود
سنكون جاهزين لمواكبة المناورة «الإسرائيلية» الأحد إيران لا تساوم على حساب حلفائها ولا تفاوض عنهم
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن علامات الأفول والوهن والضعف بدأت تظهر على كيان العدو، بينما شباب الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة يتجدّد.
وحذّر في كلمة متلفزة لمناسبة يوم القدس العالمي أمس، العدو من أيّ خطوة خاطئة باتجاه لبنان وأي محاولة للمسّ بقواعد الاشتباك خلال مناورته المقرّرة يوم الأحد المقبل، وقال «سنكون حذرين وسنواكب بشكل دائم حركة هذه المناورات ولن نتساهل مع أي تجاوز أو خطأ أو حركة عدوانية «إسرائيلية» على كامل الأراضي اللبنانية ويجب أن يفهم العدو هذه الرسالة الواضحة».
وطمأن إلى أنه غير مصاب بكورونا ولا يوجد أي عوارض، لافتاً إلى أنه يعاني فقط من التهاب بالقصبة الهوائية وأن هذا شيء يحدث عادة بسبب تغيّر الطقس.
وتطرّق إلى نقطتــين لهــما صــلة بلبــنان من البوابة «الإسرائــيلية»، النقطة الأولى مسألة ترســيم الحــدود البحــرية، والنــقطة الثانية هي المناورة «الإسرائيلية» التي سبتدأ يوم الأحد وتستمر لأسابيع.
واعتبر أن «من حقنا أن ندعو إلى الحذر من المناورة التي ستبدأ يوم الأحد خصوصاً في ظلّ التطورات الحاصلة»، لافتاً إلى أن «أي خطوة إسرائيلية للمسّ بقواعد الاشتباك أو استهداف أمني عسكري قد يفكر العدو فيه تجاه لبنان سيكون مغامرة ولن نتسامح ولن نتساهل في أي خطأ أو تجاوز «إسرائيلي» تجاه لبنان سواء كان عسكرياً أو أمنياً». وحذّر العدو «الإسرائيلي» من «أي خطوة خاطئة خلال الفترة المقبلة»، مؤكداً أنه من صباح الأحد سيقوم حزب الله بكل الخطوات المناسبة و»سنكون حاضرين وجاهزين لمواكبة مناورة العدو».
وفي مسألة الحدود، قال السيد نصرالله «هناك نقاش في لبنان ومفاوضات تجري في الناقورة حول ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، وهناك من يسأل لماذا يصمت حزب الله وأحياناً البعض يفسّر الصمت بأنه نتيجة إحراج مع الحلفاء».
وقال «في موضوع الحدود منذ العام 2000 أنا قلت نحن كمقاومة لا ولن نتدخل بموضوع ترسيم الحدود. نحن تمسكنا بمزارع شبعا المحتلة لأن الدولة اللبنانية أعلنت أنها لبنانية وتلال كفرشوبا وجزء من قرية الغجر، كذلك اليوم لن نتدخل في مسألة ترسيم الحدود البحرية، فليتحمّل بقية اللبنانيين مسؤولية الحدود وترسيمها».
وأوضح «أننا وجدنا منذ العام 2000 أن مصلحة لبنان والمقاومة أن نبقى بمنأى عن هذا الموضوع»، معتبراً أن «على الدولة أن لا تتنازل عن أي حق من الحقوق وعليها أن تعرف أنها ليست ضعيفة ولا أحد يستطيع أن يفرض عليها أيّ شي لا «الإسرائيلي» ولا الأميركي».
وفيما يتعلّق بالتطورات الأخيرة في فلسطين، رأى السيد نصر الله «أن ثبات الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقه وعدم التخلّي عن القدس هو الأساس وأن الشعب الفلسطيني يعطي المشروعية للمقاومة»، مشيراً إلى «أن الفلسطينيين لم يتخلوا لا عن دولتهم ولا عن القدس، وما نشهده اليوم في الساحات الفلسطينية وفي حي الشيخ جراح دليل على ذلك».
ولفت إلى أن «التطور الأهم والأخطر والذي يجب تثبيته هو دخول غزة على خط المواجهة، وهذا ما يفتح آفاقاً عظيمة في المقاومة»، معتبراً «أن «الإسرائيلي» الذي كان يتصوّر أنّ جوّ الإحباط والضغوط الاقتصادية ستؤثّر على الفلسطينيين لكنهم فوجئوا»، مضيفاً «نحن واثقون أن الشعب الفلسطيني لائق في حفظ القدس وأرضه وحقوقه».
ودعا قادة المقاومة الفلسطينية إلى مواصلة هذا النهج لأنه سيغير جزءاً من قواعد الاشتباك، مؤكداً أنّ «كلّ الرهانات «الإسرائيلية» في ما يتعلق بإيران سقطت»، ومشدداً على أن ثبات محور المقاومة مهم جداً في بيئة المنطقة وانعكاسه كبير جداً على القضية الفلسطينية والصراع مع العدو الاسرائيلي».
وأشــار إلى أن إيــران عــبرت بشــكل كبير جداً مرحــلة الخطر وما كان يراهن عليه العدو بأخــذ الجمــهورية الإســلامية إلى الحــرب انتهى، وأن رهــان بعــض الدول الإقليمية على هذا الرهان انتهى أيضاً.
وتابع «إيران اليوم هي الدولة الأقوى في محور المقاومة، وكل الرهانات الأميركية و»الإسرائيلية» في ما يتعلق بإيران سقطت، وأن خيارات أميركا و»إسرائيل» بتخلّي إيران عن برنامجها النووي انتهت».
واعتبر أن أكبر ردّ إيراني على هجوم نطنز كان برفع درجة تخصيب اليورانيوم، وهو ما أرعب «إسرائيل»، مؤكداً أن التجربة مع إيران منذ 40 عاماً تؤكد أنها لم تبع حلفاءها.
وأعلن تأييده كل حوار إقليمي دولي أو عربي، معتبراً أنه يقوّي محور المقاومة ويضعف جبهة العدو، وقال «مطمئنون إلى إيران. إيران لا تساوم على حساب حلفائها أو تفاوض عنهم أو تتخلى عنهم».
ورأى أن الحوار الإيراني السعودي إيجابي، مؤيداً أيّ حوار يسهم بتهدئة المنطقة، وأن «الذين يجب أن يقلقوا من الحوار الإيراني السعودي هم حلفاء الرياض وليس حلفاء إيران».
وأكد أن «سورية في مسار التعافي، وأن الاستحقاق الأخطر هو الاستحقاق الاقتصادي، لكن لا تواجــهه سورية لوحدها بل شعوب عدّة في المنــطقة وهــي مصمّمة على الصمود والمواجــهة»، مشــيراً إلى أن العديد من الدول العربيــة على اتصال مع الدولة السورية، لافتــاً إلى أن «السعودية لا تستطيع فرض الشروط على سورية بشأن علاقاتها مع إيران وهي تفاوض طهران».
واشار إلى أنّ «الإسرائيلي الذي كان يتحدث عن بيئة إستراتيجية وكان يعتبر أن المحور يتدمّر، اليوم قلق جداً بسبب تطور قدرات محور المقاومة».
وتحدث عن «انهيار بعض المحاور والتحالفات التي كانت قائمة في مواجهة محور المقاومة أو غيره، وأن المحاور الأخرى التي بدت متماسكة من الواضح الآن أنها تفككت»، مشيراً إلى «تصدّع في جدار كيان العدو وهو كيان مأزوم ويعاني من أزمة قيادة في داخله، وهذه من علامات الوهن والضعف».
ورأى أن «المسار في كيان العدو هو الذهاب إلى حرب أهلية، وهناك قلق جدّي في مجتمع العدو من هذه الحقيقةّ، مشيراً إلى أن أزمة القيادة في كيان العدو تدلّ على علامات الضعف والأفول.
وأكد أن صاروخ الدفاع الجوي السوري الذي وصل إلى ديمونا أثار قلقاً كبيراً في «إسرائيل»، وأن جيش العدو ليس على يقين بشأن قدرته للتصدّي للنيران من جبهات مختلفة إن وقعت الحرب.
كما أكد أن هناك قلقاً إسرائيلياً من العمليات في الضفة ودخول غزة بقوة على خط تطورات القدس، مشيراً إلى أن هناك تصدّعات واضحة في كيان العدو وهناك لائحة طويلة من الأزمات والأمراض التي يعاني منها هذا الكيان.
ورأى أن «كل علامات الوهن ومؤشرات الأفول بدأت تظهر بشكل واضح في كيان العدو، فيما نشهد تجدّد نشاط وحركة الشعب الفلسطيني»، موضحاً أن التوازن المعنوي مختل لمصلحة المقاومة.
وشدد على أن «مسؤوليتنا في يوم القدس أن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن نقدم كل أشكال الدعم والمؤازرة وهذه المعركة أفقها مفتوح إلى النصر».
وختم مؤكداً أن «قدراتنا تكبر والعدو لن يستطيع الحد من التطور الكمي والنوعي لمحور المقاومة».